رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

م الآخر

أتعجب من كل مسئول يريد أن يحقق النجاح فى مؤسسته ولا يلتزم بالعمود الفقرى لهذا النجاح، وهو العدل.

فلا يمكن أن تحقق دولة أو مؤسسة النجاح، وفيها ما فيها من الجور والظلم وضياع الحقوق، وترك أصحاب النفوذ دون عمل، بل حصولهم على كل المميزات، ومعاقبة من يعمل لأنه أخطأ فى حين من لا يعمل لا يعقاب لماذا؟ لأن الواسطة والنفوذ صمام الأمان للفساد.

وتعانى الدول والمؤسسات من الفشل والفساد وسوء الإدارة لماذا؟ بسبب غياب العدل، والمحسوبية والواسطة، وغيرها من مقومات الفساد التى تدمر أى مؤسسة أو دولة.

وإذا نظرنا إلى ما جاء فى كتاب الرحمن القرآن الكريم نجد أن لفظ العدل له معانٍ متعددة منها: الحكم بالحق، وضد الجور، والإنصاف، والقسط، وتحرى الحق فلا يزيد ولا ينقص فى الدين، ومنها ما هو موجه للحاكم والقاضى والمكلف بالحكم بين المتنازعين، وكل مسئول بأن يعتنى باظهار من على حق ومن على باطل، وعودة الحق لصاحبه.

يقول الله تعالى فى سورة البقرة 48: (وَاتَّقُوا يَوْماً لَّا تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ) ونفس السورة 282 (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل...) وفى الآية نفسها (...فإن كان الذى عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أو لا يستطيع أن يُمِلَّ هو فليملل وليه بالعدل...) وقوله فى سورة النساء 58: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل...) وفى الآية 90 من سورة النحل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

ويدخل العدل فى جميع المعاملات، ويتعين على كل من تولى مسئولية أن يعدل بين الجميع، حتى لو كان على نفسه، ومن المفروض أن يبدأ بنفسه، ولكن ما نشاهده اليوم هو توجيه الدفة بما يرضى نفسه وأقاربه، ويزين الباطل حقاً، والحق باطلاً، وأصبح مرضاً فى المجتمع يحتاج إلى استئصال حتى ينهض المجتمع وتتقدم المؤسسات، وتقوى الدول.

فإذا كنا نرغب حقاً فى صلاح الحال والمؤسسات وتقدمها، فعلينا بالعدل، وتحقيقه، فالعدل يمنع الفساد، ويحقق الرضا لدى جميع العاملين، أو المواطنين، ويجعل الجميع يعمل فى بيئة صحية، وإذا لم تستطع تحقيق العدل، فلا تطلب من الناس النجاح، لأن النجاح يعتمد على تقوى الله، وحث الجميع على العمل والإنتاج فى بيئة يسودها روح الفريق وإعلاء قيمة العمل.