رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نترك عزيزى القارئ وثيقة التمكين التى سوف نتحدث عنها كاملة بالتفصيل فى حلقات قادمة ونتحدث فيما هو أهم حالياً، فمصر تواجه فى الوقت الحالى عدداً من التحديات التى تشكل مخاطر قائمة على الأمن ‏القومى للدولة ‏المصرية، أول هذه التحديات هو التحدى المتربص ‏بمصر من ‏الشرق من سيناء، سواء من إسرائيل أو من الجماعات ‏الإسلامية ‏المتطرفة، فضلاً عن الأزمة الليبية وما تفرضه من تحديات على حدود مصر الغربية، وكذا الحرب السودانية وما تنطوى عليه من تهديدات لمصر، يعتقد البعض بل الكثيرون من هنا وهناك أن الحرب التى يواجهها السودان حرب بين طرفين أو جنرالين، كما تختزل بعض المجموعات السياسية الحرب فى السودان، لكن على الأرض وفى الواقع الميدانى والزمنى، والحرب ما زالت مستمرة فى عامها الثانى، الذى أخذت نمطاً جديداً غير معهود فى المنطقة، الذى تم اختباره فى ليبيا، لكن سرعان ما أوقفته القوى الدولية التى تتشابك مصالحها وتتقاطع فى الهلال النفطى الليبى.

دارت حلبة الصراع فى السودان بأسلوب ليس بجديد على منطقتنا العربية والأفريقية التى كانت وما زالت منطقة مصالح وتجارب للقوى العظمى التى تستهدف ثروات منطقتنا ومقدراتها، هذه الدول استهدفت بناء الدولة من الداخل دون الحاجة إلى تدخل خارجى، ما يطلق عليه حديثاً الحروب الهجينة (الوكلاء والضغط الأيديولوجى من خلال المنظمات غير الحكومية المشبوهة الممولة من الخارج لتغيير الأنظمة... إلخ)، عن طريق انتشار نوع جديد من القتال لا ساحات محدودة له، فاندلعت الحرب فى شهورها الأولى بهدف إخضاع الجيش السودانى، لقوة شبه عسكرية هى قوات الدعم السريع التى خططت لتحطيم قدرات المؤسسة العسكرية السودانية، وإنهاكها بعد فشل عملية الإخضاع الأولى، والعمل على إصابة جسد الدولة الهش بالشلل الجزئى، فقد تآكلت بنية الدولة وتدهورت مركزيتها مع بروز حالات جديدة من الولاءات تقاسمها جنرالات الحرب والقوى السياسية بعد التغيير السياسى الذى حدث فى ظل ضعف التجانس القومى المعقد، ما شكل عائقاً أمام كل محاولات التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فوضعت الدولة بفعل فاعل فى قالب الهندسة الجديد، وأصبحت حقلاً خصباً للتجارب التى تجعل المواطن جندياً فى جيش عدوه، لقد أنهت حرب الجيل الرابع فى السودان احتكار الدولة للعنف، والسياسات الموجهة تجاه مواطنيها، مع العمل الممنهج لإفقاد ثقتهم بها، وإضعاف نفوذها بتفاقم الأزمات التى تلاحقها، والاستقطاب الحاد بين مكوناتها الإثنية والجغرافية، وسيولة النسق المجتمعى بقيادة حروب الوكالة من المجموعات المحلية ضد الدولة المركزية ومواردها.

تمثل قوات الدعم السريع نموذجاً مثالياً لذلك بممارساتها العنيفة، وسط صمت دولى محير، مقارنة بما تم فى حرب دارفور الأولى التى حشدت كل الآلة الدولية، مع كثافة فى القرارات والجلسات والنداءات واللجان والمبعوثين، والتظاهرات التى قادت إلى اصطفاف الضمير العالمى، لقد تضاءلت فى هذه الحرب الفروقات بين المقاتلين والمدنيين، وصعوبة التمييز بين ميدان الحرب وميادين السياسة، واستخدام الشعارات السياسية التى ترفع على أسنة بنادق قوات الدعم السريع، والبحث المزعوم عن الديمقراطية وسط أشلاء المدنيين، بدلاً عن أصواتهم، إضافة إلى التدخلات الخارجية تحت ستار بعثات دولية وأممية والتى عملت طويلا لهندسة مشروعها فى السودان، وجعله واقعاً قسرياً لفرض الأجندات الجديدة، وللحديث بقية

[email protected]