رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الكلاب الضالة تهدد الجميع

مصرى يسقط بـ«عضة كلب» كل 72 ثانية

بوابة الوفد الإلكترونية

البحيرة والقاهرة والشرقية والجيزة الأعلى إصابة.. وسيناء والوادى الجديد والبحر الأحمر ومطروح الأقل

 

طبيب بيطرى: آخر الليل الموعد المفضل لهجومها.. والأطفال وكبار السن و «النبيشة» أكثر الضحايا

 

خبير تنمية محلية: مطلوب لجنة فى كل محافظة لمكافحة الكلاب الضالة

 

منذ سنوات والحديث لم يتوقف عن جهود تبذلها جهات حكومية ومنظمات المجتمع المدنى لمواجهة انتشار الكلاب الضالة، ولكن كل ما قيل لم يتخطَّ مجرد الكلام فى الهواء، والدليل زيادة أعداد الكلاب وزيادة المصابين بـ« عضة كلب»، فلا يكاد يخلو شارع من الكلاب الضالة، التى زادت أعدادها بشكل كبير، وزادت معها حوادث مهاجمة الكلاب للأطفال وكبار السن خاصة فى الليل، وبالتالى زادت أعباء وزارة الصحة بسبب تكاليف الأمصال التى تستخدم للاستشفاء من عقر الكلاب..

وانطلقت مبادرات بعضها يدعو لقتل الكلاب الضالة بسم زعاف، وأخرى تطالب بالتعقيم (الخصى) لذكور الكلاب لمنع زيادة أعدادها، والبعض دعا إلى تجميع الكلاب فى أماكن بعيدة عن المناطق السكنية رحمة بها وبالمواطنين أيضاً.. ولكن هذه المبادرات وغيرها لم تحقق شيئاً ذا قيمة على أرض الواقع، صحيح أن الأرقام شبه الرسمية تقول إن أعداد الإصابة بعضة الكلب تراجعت من 574 ألف إصابة عام 2019 إلى 430 ألفاً العام الماضى، لكن وقوع 430 ألف إصابة بعضة الكلب فى عام واحد رقم مخيف إذ إنه يعنى أن هناك 1178 إصابة بعضة كلب يومياً، و49 إصابة كل ساعة، وهو ما يعنى أن كل 72 ثانية يسقط مصرى مصاباً بعضة كلب!

والمعروف طبياً أن «داء الكَلَب» هو مرض فيروسى حاد وقاتل يصيب الجهاز العصبى المركزى، وينتقل بالعض كما ينتقل بلحس كلب على جلد به جروح أو تقرحات.

وقال محمد إسماعيل، طبيب بيطرى بمنطقة شبرا الخيمة، إن الكلاب الضالة تهاجم الأطفال فى الشوارع خلال فترات الليل المتأخرة تحديداً بسبب ارتفاع نسبة هرمون الإدرينالين داخل أجساد أغلب الناس عندما يشاهدون كلباً ليلاً، وعندما تشم الكلاب رائحة الإدرينالين تبدأ الهجوم على صاحبه، وتحدث به إصابات خطيرة.

وأضاف: «إن أكثر المعرضين لمهاجمة الكلاب الضالة هم الأطفال وكبار السن ومتسولو الشوارع والنبيشة».

أكد «إسماعيل» أن ضبط النفس أهم طرق مواجهة الكلاب الضالة المعتادة على مهاجمة المواطنين، مطالباً المواطنين بعدم الجرى أو التوتر إذا شاهدوا أحد الكلاب الضالة للمحافظة على توازن الإدرينالين بالجسم، وأن التطعيم أو التعقيم أفضل الحلول التى تمنع مهاجمة الكلاب الضالة للمواطنين.

وقال حمدى عرفة، خبير التنمية المحلية، إن ملف الكلاب الضالة، يعانى الإهمال الشديد، ومديريات الطب البيطرى فى الـ27 محافظة تتحمل المسئولية بالتعاون مع المحافظين طبقا لقانون الإدارة المحلية رقم 43 لعام 1979.

واقترح «عرفة» تكليف شركة خاصة للتعامل مع الكلاب التى انتشرت مثل النار فى الهشيم فى شوارع مصر، نظراً لعدم وجود خطة قومية متبعة بجدول زمنى من قبل المحافظين، وتتكون اللجنة فى كل مديرية من الصحة والطب البيطرى وإدارات النظافة فى دواوين عموم المحافظات والزراعة ورؤساء الأحياء والمراكز والمدن والوحدات المحلية القروية بالتنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة فى كل محافظة.

أضاف «عرفة» أن المنظومة المحلية تتجاهل التعامل مع ملف الكلاب الضالة المنتشرة فى الشوارع رغم أن أعلى نسبة من الكلب العقور موجودة وسط الكلاب الضالة وهى التى تهاجم الأطفال تحديداً، ولا يستجيب مسئول إلا بعد هجوم الكلاب على المواطنين فى الشوارع، وأكدت هيئة الخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة أن من تعرضوا للعقر من الكلاب الضالة العام الماضى سجل 430 ألف حالة «عقر» ومحافظات البحيرة والقاهرة والشرقية والجيزة أكثر تسجيلاً لحالات العقر، وشمال وجنوب سيناء والوادى الجديد والبحر الأحمر ومطروح الأقل.

أكد «عرفة» أن زيادة انتشار الأوبئة بين المواطنين ترجع لزيادة نسبة الكلاب الضالة فى الشوارع، ما يهدد حياة المواطنين، موضحاً أن الكلاب الضالة نوعان، الكلب الذى قضى حياته كلها فى الشوارع منذ ولادته، والكلب الذى هرب من صاحبه أو من يملكه وعندما تجد أياً من الكلاب الضالة فى الشارع يمكن معرفته إذا وجدت الكلب هائجاً وكثير النباح والحركة وإذا وجدته يرفض شرب الماء فى الوقت الذى يسيل لعابه بكثرة ويبدو الكلب ضعيفاً، وهزيلاً وغير قادر على الحركة فى نفس الوقت الذى يسيل فيه لعابه، إذا لاحظت أياً من تلك الإشارات فلا تتقدم من الكلب أو تقترب منه بسبب الخطورة الجسدية التى من الممكن أن تحدث.

وفى المقابل يشدد المصريون على ضرورة مواجهة انتشار الكلاب الضالة فى الشوارع، وفى ذات الوقت يرفضون قتل الكلاب أو تسميمها وقالت «سميرة مصطفى»- من سكان ميدان الجيزة: المبادرات التى تدعو إلى قتل أو تسميم كلاب الشارع على مواقع «السوشيال ميديا»، لا تتفق مع ديننا الإسلامى الرحيم بالإنسان والحيوان، كما أن قتل الكلاب يزيد من انتشار الأوبئة فى الشوارع، ولهذا يجب ألا نستجيب لها ويجب تغيير المفاهيم الخاطئة عند البعض بشأن التعامل مع الكلاب والحيوانات الضالة.

وطالب «محسن خالد»، من سكان الجيزة، بالتعامل مع كلاب الشارع بشكل علمى بعيداً عن القتل أو التسميم، قائلاً: «لا يوجد كلب يهاجم الإنسان من نفسه إلا لو تعرض لاعتداء من المواطنين، أو كلب تعرض لتعذيب فترات طويلة مثل ما يحدث من الأطفال الذين يهاجمون الكلاب الضالة».