رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كذب المنجمون ولو صدقوا.. الإفتاء توضح مدى صحة هذه المقولة

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ مقولة: "كذب المُنَجِّمون ولو صدقوا" المشهورة على ألسنة الناس ليست من الأحاديث النبوية الشريفة، وإن كان معناها صحيحًا، فالمنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له تحقُّق من ذلك وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذبٌ في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمرٌ مُحَرَّمٌ شرعًا، فهو نوعٌ من الكهانة ويؤول إلى ادِّعاءِ عِلمِ الغيبِ الذي استَأثَر الله به.

مدى صحة مقولة: "كذب المُنَجِّمون ولو صدقوا"

وأضافت دار الإفتاء: أما علم الفلك فهو مبْنِيٌّ على الحسِّ والمشاهدة، وهو مطلوبٌ شرعًا على سبيل الكفاية في الأمة، إذ يتَوَقَّف عليه جملةٌ من مصالح الدين والدنيا التي لا تتم إلا بمعرفته ودراسته.

هذا وتوصي دار الإفتاء المصرية بعدم الانسياق وراء هؤلاء المُنَجِّمين الذين يجعلون الناس يتَعَلَّقون بغير الله تعالى، ويسيرون في ركب الخرافات والدجل، الذي يُورِد صاحبه المهالِك في الدنيا والآخرة.

وتابعت دار الإفتاء: جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ المَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي العَنَانِ: وَهُوَ السَّحَابُ، فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ، فَتُوحِيهِ إِلَى الكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ» أخرجه البخاري في "صحيحه"، وعنها أيضًا رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْكُهَّانَ كَانُوا يُحَدِّثُونَنَا بِالشَّيْءِ فَنَجِدُهُ حَقًّا، قَالَ: «تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْحَقُّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

وجه الاستدلال: أن من الكهانة ضربًا مبنِيًّا على التخمين والحدس وهو التنجيم، وفيه قد يجعل الله لبعض الناس قوةً ما، ووجْهُ إصابة هؤلاء في بعض الأحيان أنه من استراق السَّمع من السماء، يسترِقه وليُّ الكاهن من الجنِّ ويُوصله إليه، وهو وإن تمكَّن من استراق معلومة صحيحة فليس ذلك بالذي يخرجهم عن الكهانة، فإنَّه يخْلِط كثيرًا من الكذب فيما يسمعه، فإن تلك المعلومة إما خطفة جني أو موافقة قدر؛ ليغتر به بعض الجُهَّال، ولهذا فالمُنَجِّم أو الكاهن الذي يَتَلَّقَى منه ذلك لا علم له بالصِّدق من الكذب لغلبةِ الكذب، فصار كاذِبًا في الجُملة. ويُنظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (7/ 153، ط. دار الوفاء)، و"شرح صحيح مسلم" للإمام النووي (14/ 223، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"المفهم" للإمام القرطبي (5/ 633).