رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كواليس انسحاب بايدن من السباق الرئاسى الأمريكى

خطاب التنازل مكتوب منذ 3 أسابيع قبل مناظرة مع ترامب

بوابة الوفد الإلكترونية

«زواج المال والسلطة» حلال فى انتخابات الرئاسة والكونجرس والبلديات 
المرشحون ونوابهم يتلاعبون بمشاعر الشعب الأمريكى
 


أعلن الرئيس جو بايدن أمس تنازله عن استكمال السباق الرئاسى 2024 لنائبته كاميلا هاريس، وجاء قرار بايدن بعد فترة من الجدال من الديمقراطيين مطالبين إياه بالتنازل على مدار شهر كامل بعد أدائه الذى وصفوه « بالكارثى» أمام منافسه الجمهورى دونالد ترامب فى المناظرة التى عقدت فى 27 يونيو بمدينة أتلانتا، ويأتى قرار الرئيس الأمريكى قبل انعقاد المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى يوم 19 أغسطس الذى سوف يعلن خلاله اسم المرشح الرسمى لخوض الإنتخابات الرئاسية باسم الحزب الديمقراطى، وهو ما يعتبره كبار الحزب لحظة حرجة وفارقة فى تاريخه امام حجم منافسة الحزب الجمهورى، خاصة بعد كسب دونالد ترامب تعاطف الجماهير وخروجه أكثر قوة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء إلقائه كلمة فى مؤتمر إنتخابى بولاية بنسلفانيا. 
مفاجأة القرار
فجر خبراء الحلقة النقاشية التى عقدتها شبكة سى إن إن الإخبارية بإدارة المذيع لورين فوكس أن الخطاب الذى نشره الرئيس بايدن بترشيحه لكاميلا هاريس كان مكتوبا منذ ثلاثة أسابيع قبل انعقاد المناظرة بينه وبين دونالد ترامب تحسبا للمستجدات التى قد تطرأ على أدائه مما يجبره على التنازل لهاريس، وقالت أبى فيليب مذيعة سى إن إن أن أحد أعضاء الدائرة القريبة جدا للرئيس بايدن أخبرها أنه لم يعلن إذاعة أو نشر خبر تنازله عن استكمال السباق الرئاسى لأى من عائلته حتى مساء الجمعة، ثم جلس معهم يوم السبت لأخذ أرائهم واستشارتهم فى أمر التنازل لكاميلا هاريس، ثم قام بايدن بمهاتفة أطبائه أثناء جلوسه مع عائلته حتى يستكمل كل آراء من أعلن عنهم مسبقا، ويتبين له حقيقة قدرته على خوض السباق والقيام بمهامه عند توليه الرئاسة فى فترة جديدة من عدمه.
وكشف موقع أكسيوس أن الجمعية العامة وهيئة التنفيذيين فى الحزب الديمقراطى كانت قد اجتمعت فى مساء السبت المنقضى وصوّتت بالإجماع على دعم وترشيح كاميلا هاريس لاستكمال السباق الرئاسى داعين بايدن إلى التنازل الفورى.
هاريس تغازل المتبرعين 
وتوجه الرئيس بايدن الى نشر خطابين موجها إياهما الى الشعب الأمريكى على منصة إكس بعد أن اطمأن قلبه واستشارته لعائلته وأطبائه والمقربين إليه، وتضمن الخطاب الأول تنازله عن استكمال خوض السباق الرئاسى أمام منافسه ترامب موجها حديثه الى الشعب الأمريكى بشكل مباشر ذكر فيه إنجازاته عبر السنوات الثلاث ونصف الماضية من أهمها تحوّل الاقتصاد الأمريكى لأقوى اقتصاد فى العالم وزيادة تغطية مشروع العلاج لأكبر عدد من كبار السن والجيش ودعم الأدوية، وعبر بايدن عن امتنانه بالثقة التى منحها الشعب الأمريكى إياه حيث كانوا يتطلعون لإعادة انتخابه مرة أخرى، إلا أنه وجد المصلحة العليا للبلاد تتطلب تنازله عن استكمال السباق الرئاسى، وقال بايدن انه يؤمن بقدرات الشعب الأمريكى ولا يوجد اى شىء مهما كان لا يمكن للولايات المتحدة القيام بها، موضحا استكماله لمهامه كرئيس للبلاد خلال الفترة المتبقية من رئاسته داعيا إياهم لتذكر أنهم يمثلون الولايات المتحدة الأمريكية كنوع من التشجيع للحشد واكتساب الشعور بالعزة والواجب الوطنى.
ثم نشر بايدن خطابا آخر موجها حديثه الى أعضاء الحزب الديمقراطى وقال أنه لن يقبل ترشيحه لخوض سباق الإنتخابات الرئاسية، مؤكدا تقديمه دعمه الكامل لنائبته كاميلا هاريس نائبته وترشيحها رسميا عن الحزب الديمقراطى لخوض الإنتخابات الرئاسية 2024 داعيا الجميع للوقوف خلفها من أجل هزيمة ترامب.
وردت هاريس كمرشحة الرئاسة الجديدة عن الحزب الديمقراطى ببيان قالت فيه إن الرئيس بايدن منحها شرف الترشح مكانه للانتخابات الرئاسية، موضحة أنه عاش خلال تاريخ خدمته للولايات المتحدة ليجعلها هى والشعب الأمريكى فى المقام الأول من اهتمامته، وقالت هاريس إنها تنوى خلال الفترة القادمة جمع أكبر قدر من التبرعات والتمويلات لحملتها لتحقيق الفوز أمام ترامب، رافعة شعار «التمويل والفوز».
بايدن يدخل التاريخ
قال الكاتب الصحفى مايك ألين فى مقاله بموقع أكسيوس أن اختيار بايدن لكاميلا هاريس الذى كان يناديها بـ«كوما لو» سوف يدخله التاريخ من أوسع أبوابه، حيث جاء اختياره فى منتهى الذكاء لأول امرأة ملونة نائبا له ثم رئيسا متوقعا للولايات المتحدة مما يعيد تشكيل الصورة الذهنية بشكل أكثر إيجابية فى عيون العالم، ليس هذا فحسب بل كان بايدن ينوى تعيين سوزان رايس السفيرة والممثل الأسبق للولايات المتحدة فى الأمم المتحدة وزيرة للخارجية فى حال فوزه بولاية ثانية، كما أن 7 سيدات قد نجحوا فى عهده إما فى توّلى حكم الولايات البلديات أو فى الانتخابات النيابية مما يُصعِد احتمالات اختيار إحداهن نائبا لهاريس.
خمسة أسباب للاختيار 
أجمع المحللون فى وسائل الإعلام الأمريكية على أن كاميلا هاريس هى أفضل إختيارات الرئيس بايدن والحزب الديمقراطى رغم طرح أسماء منافسة مثل حاكم ميتشيجن جريتشين ويتمر وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو وكذلك كاليفورنيا جافين نيوسوم، إلا أن بايدن عندما دعا الديمقراطيين للإجماع على إختيار كاميلا هاريس كان يهدف الى غلق باب الصراع بين هذه الأسماء ولجنة الحزب المنوط بها إختيار أسماء المرشحين حتى لا يبدو الحزب مفككا أمام منافسه الجمهورى ويضعفهم فى أصعب الأوقات.
وتتركز أسباب الإجماع على خوض هاريس لسباق الرئاسة بالنيابة عن بايدن فى خمسة نقاط جوهرية تأتى على رأسها موضوع التمويل الذى يعتبر عصب وأساس أية حملة إنتخابية خصوصا فى الولايات المتحدة، حيث استطاع بايدن أن يجمع 91 مليون دولار لحملته تم تحويلهم بالفعل لحساب حملة هاريس مساء يوم الأحد المنقضى فور إعلانه التنازل، كما يوجد 150 مليون دولار آخرين كان المتبرعون قاموا بإيقافهم بعد مشاهدتهم لأداء بايدن الضعيف فى مناظرته أمام ترامب يمكن لهم أن يحوّلوا لصالح حملة هاريس الأن. 
27 مليون دولار فى أول 5 ساعات فقط!
وقد قامت كاميلا بالفعل بالاتصال بهم منذ أمس من أجل طلب الدعم لحملتها، وقد تدفقت عليها الأموال وبلغ حجم التبرعات قى أول خمس ساعات الى 27 ونصف المليون دولار واستمر التدفق الى ما يفوق 46 مليون دولار إضافيين حتى نهاية اليوم الأول، كما تحمس رواد الإنترنت وقام 38 ألف بضخ 1،5 مليون دولار فى الساعات الأولى من يوم أمس، بالإضافة الى رصيد هاريس الأوّلى من حملة بايدن 91 مليون دولار مبدئيا، كما تأتى أصول هاريس الإفريقية والأسيوية من أهم ركائز ودوافع اختيارها الأنسب لخوض الانتخابات الرئاسية فهى الوحيدة التى يمكنها إستمالة التجمعات اللاتينية الهيسبانيك وجمع أصوات التجمعات الإفريقية حولها وقد كانت تهاجم نائب ترامب جى دى فانس الأسبوع الماضى بسبب إختياره أبيض البشرة رغم زواجه من هندية، واجتمع الديمقراطيون على أن أصول هاريس يمكن لها ضمان أصوات المجتمعات الملونة فى أنحاء البلاد مقارنة بترامب، بالإضافة الى إجماع كبار رجال ورموز الحزب الديمقراطى على اختيارها يدرأ أية صراعات قد تنشب بين الأسماء المطروحة مما يشوه صورة الحزب ويبدو منقسما بين صفوفه امام الإعالم والمنافسين، مما يتطلب غلق بابا الترشح بعد تنازل بايدن واختيار هاريس تحسبا لإعلان إسمها رسميا فى المؤتمر الوطنى المنتظر انعقاده فى 19 أغسطس.
تغيّر إسم حملة الرئاسة لجو بايدن الى «هاريس للرئاسة» فى نفس يوم إعلان بايدن التنازل عن خوض سباق الانتخابات، وقالت شبكة سى إن إن أن رجال الحملة السابقة مع بايدن يعملون مثل خلية النحل مع بديله هاريس من أجل جمع أكبر قدر من الأموال والدعم الشعبى والمعنوى، حيث وضعوا أكثر من 200 إسم ما بين أعضاء الكونجرس والسيناتورز ورؤساء الجمعيات والمنظمات المدنية وخصوصا الملونين والأقليات، حتى تجرى هاريس اتصالا مباشرا بهم طلبا للدعم المالى والمعنوى امام الجماهير والإعلام للفوز وهزيمة دونالد ترامب. ومن ناحيو أخرى أستطاعت هاريس أن تجمع أصوات مراكز أو امانات الحزب فى البلديات والولايات والتى تعد من أهم ركائز دعم الحزب الديمقراطى لنجاحها، حيث أجمع أكثر من 14 مليون صوت داخل امانات الحزب مما يجعلها أقوى مرشح يمكن أن ينافس ترامب على مراكز ولايات بنسلفانيا وميتشجين وويسكونسن. 
نائب هاريس المتوقع 
يعد حسن اختيار نائب المرشح الرئاسى من أهم أسباب نجاحه فى الانتخابات رغم اعتبار هذا الأمر مبكرا لحين نجاحه الفعلى ودخوله البيت الأبيض، إلا أن الأسئلة طُرحت حول إختيار هاريس لنائب أو نائبة ليخوض معها السباق لنهايته ويكون تميمة حظها ونجاحها، تواترت ستة أسماء من حكام الولايات أو أعضاء مجلس النواب، ويأتى على رأسهم روى كوبر حاكم شمال كاليفورنيا وتجمعهما علاقة جيدة منذ أن عملا سويا كمحاميين فى نفس الدائرة وقد كان كوبر واحدا من المرشحين الديمقراطيين لخوض الإنتخابات الرئاسية، مارك كيللى سيناتور ولاية أريزونا إحدى الولايات المتأرجحة التى استطاع كيللى أن يحقق فيها نجاحا كبيرا خلال دورتين متتاليتين، كما أنه شخصية جديرة بالتقدير حيث كان رائدا للفضاء سابقا، وطّرحت أسماء أخرى من بينها السيدة جريتشين ويتمر حاكمة ميتشيجن استطاعت تحقيق الفوز خلال دورتين متتاليتين فى ولاية تعتبر من المتأرجحة بالإضافة الى إعلان سكان ميتشيجن عدم تصويتهم لصالح بايدن بسبب أصولهم العربية والإسلامية الذين إتخذوا مواقف سلبية بعد مساندة بايدن لإسرائيل، وهو ما يمثل تحديا كبيرا لهاريس حيث أجمع 101،604 ألف صوت إمتناعهم عن التصويت لبايدن من بين 625،193 ألفا على عكس مواقفهم المساندة لبايدن فى انتخابات 2020 أمام منافسه ترامب بعد نقله للسفارة الأمريكية فى القدس، بالإضافة الى مرشحين أخرين من بينهم جوش شابيرو يهودى وحاكم ولاية بنسلفانيا وأندى بيشهير حاكم ولاية كنتاكى. 
الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى 
يعد ملف حرب الإبادة على غزة من أهلم ملفات السياسة الخارجية التى تواجه كاميلا هاريس، وتواترت الأخبار عبر وسائل الإعلام عن مواقف هاريس المضادة والمهاجمة لأفعال دولة الإحتلال وإبادتها لأهل غزة بشكل مغاير للسياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، بالإضافة الى تدخل كبار رجال مجلس الأمن القومى فى إعادة كتابة كلماتها الموجهة للعالم حيال حرب غزة والتخفيف من لهجة الهجوم على إسرائيل وهو ما نفته هاريس وفريق عملها، حيث قامت هاريس بإلقاء كلمة فى مارس الماضى مطالبة بوقف فورى لإطلاق النار لمدة لا تقل عن 6 أسابيع حتى تضمن دخول المساعدات الغذائية والمياه والوقود لأهل غزة الذين وصفتهم مرة بضحايا القتل وقالت لأول مرة إنه لابد من الحفاظ على كرامة وإنسانية وحقوق الشعب الفلسطينى والإعتراف به على غير العادة فى خطابات الرؤساء الأمريكيين، كما شددت فى كلمتها على ذكر وضع إسرائيل للعراقيل التى تمنع دخول المساعدات منوهة أن الإفراج عن المحتجزين من شأنه يحفظ الأمن لإسرائيل.
حظيت كلمات هاريس على تشجيع وتأييد واسع من مجتمعات الكنائس والسود والمولنيين الذين يشعرون بالألم والاستياء مما تقوم به قوات الاحتلال بعمليات الإبادة الجماعية ضد أهل غزة والضفة الغربية، مما يسهم فى رفع أرصدتها بين مجتمعات الملونين وجنى ثمار أصوات الولايات المتأرجحة خصوصا ميتشجن ذات الأغلبية المسلمة والأصول العربية.