رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اتجاه

**.. وسوريا وتركيا على أعتاب استئناف العلاقات السياسية، أُذِّكِر بما كتبته هنا، فى 21 يناير 2023، عن مكاسب السلام بين البلدين، التى أقلها: «تركيا تأمن الإرهاب.. سوريا تستعيد السيادة فى الشمال».. قُلت:
* الدور الذى تلعبه روسيا، فى التقارب السريع بين تركيا وسوريا، يفتح آفاقاً أمام تحالف جديد، ينتهى بتغيرات استراتيجية، تجعل من سوريا لاعباً  إقليمياً  ودولياً ، خاصة فى شرق المتوسط، بعد أن عانى هذا البلد العربى، من صراعات وحروب إرهابية من الداخل، وعقوبات اقتصادية وسياسية من الخارج، منذ اندلاع احتجاجات 15 مارس 2011، واستهدفت إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لكن أمام الدعم الأمريكى والأوروبى لهذه الاحتجاجات، التف الشعب السورى حول قيادته، وأفشل مؤامرة الغرب، فى أن يلقى نفس مصير قادة تونس ومصر واليمن وليبيا، الذين انهارت أنظمتهم، تحت ضغط وخيانة من روجوا لما زعموا أنها ثورات الربيع العربى.
* ما خطط له الرئيس فيلاديمير بوتين، يعكس احترافية سياسية، لزعيم يقبض على أفكار ومسارات، تحقق مصالح كل الأطراف، عندما بدأت بلقاءات «موسكو»، نهاية «ديسمبر» الماضى، بين وزيرى الدفاع، التركى خلوصى آكار، والسورى على محمود عباس، فى حضور وزير الدفاع الروسى، سيرغى شويغو، وأيضاً  رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، الذين توافقوا على نفض الغبار، عن ملفات الحدود وحزب العمال الكردستانى واللاجئين، فى محاولة لمحو خلافات الـ11 عاماً ، بين «دمشق» و«أنقرة»، والمستهدف «تصفيرها» فى لقاء وزراء الخارجية، التركى مولود تشاوش أوغلو، والسورى فيصل المقداد، والروسى سيرجى لافروف، خلال أيام.
* وبإطلاق المستوى الثالث، على سكة الانفراجة المنتظرة، فى ملف العلاقات التركية- السورية، متوقع أن تنتهى إلى نتائج إيجابية، يتفق عليها الرئيسان، السورى بشار الأسد، والتركى رجب طيب أردوجان، الذى سوف يجمعهما الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، فى لقاء مباشر، ربما فى «موسكو» أو فى دولة محايدة، يتحدث مراقبون عن أن يكون قبل الانتخابات الرئاسية التركية، المحدد لها شهر يونيو القادم، فيما يشكك آخرون، بزعم أن «بشار»، ربما لن يشارك فى تحقيق «أردوجان» فوزاً  مجانياً ، إذا ما وقع معه اتفاق سلام قبل هذه الانتخابات، لكن مع أى من الروايتين، تكون سوريا  الفائز الكبير فى اتفاق، يحفظ لها سيادتها ودورها العربى والدولى فى المنطقة.
* بهذا الاتفاق، يكون الرئيس «بوتين»، قد أعاد تشكيل منطقة الشرق المتوسطى، وربما أغلقها أمام تمدد وأطماع الولايات المتحدة لأمريكية..من ناحية تركيا التى تسيطر على مضيق البوسفور، هذه فرصتها لمعاقبة إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، التى أوقفت التعاون فى برنامج تصنبع الطائرة «إف - 35»، فى أعقاب شراء «أنقرة»، نظام الصاروخ الروسى «إس-400»، أما سوريا فسوف تستعيد السيطرة على أراضيها، وإعلان القضاء على الإرهاب، ما يعنى خروج القوات الأمريكية إلى الأبد، بعد انقضاء حجتها فى محاربة تنظيم «داعش»، وبذلك يكون «بوتين» حقق المعادلة الصعبة فى إنهاء الصراع، والسيطرة على منطقة يعتبرها أمناً قومياً لبلاده.
* اقرأ أفكار «بوتين»، إنه استغل لحظة ضعف «أردوجان» أمام حزبه- العدالة والتنمية- والمعارضة هناك، ووظف قربه من «بشار» ودعمه لسوريا، فى أن يمسك بخيوط اللعبة، ليحقق كل طرف مصلحته، فيما كانت أهدافه- بوتين- أبعد من مجرد مصالح وقتية، إلى تماس مع كتلة النظام العالمى الجديد، الذى تعمل بلاده مع الصين على إطلاقه، بدعم كوريا الشمالية والهند وإيران، وهو الأمر الذى يرعب «واشنطن»، بخلاف كونه رداً  على التصعيد الغربى فى الحرب الأوكرانية، كشف عن وضاعة «واشنطن»، فى أن ترفض أى سلام تركى- سورى، وتدعو دول العالم لعدم التطبيع مع «دمشق».. أمريكا تخسر، وروسيا تسيطر.. وتربح سوريا.

[email protected]