تراجع الخردة.. الخطر الكبير الذى تواجهه مصانع الصلب

تعد خردة الصلب اهم الخامات التى تستخدمها مصانع الصلب لإنتاج حديد التسليح أو منتجات صلب أخرى مثل الفلات أو اللفائف أو غيرها، ونؤكد انه لاتوجد أرقاما وبيانات دقيقه لإنتاج الخرده على مستوى العالم ، أو حتى بالسوق المحلى فى مصر ولكن الشىء المؤكد أن غالبية الشركات الكبرى عالميا ومحليا تواجه أزمه كبيره فى إنخفاض الكميات المتاحه من الخرده والتى  وصل سعرها عالميا  إلى 400 دولار للطن وهو سعر بالتأكيد قابل للزياده خلال الربع الأخير من  العام الجارى .

الإمارات ومصر والسعودية الأكثر تطورا فى إنتاج الصلب الأخضر

**الدول الأكثر طلبا للخرده

بقراءة  إستهلاكات الدول المنتجه للصلب من الخرده سنجد أن هناك دولا فى آسيا تستورد كميات ضخمه من  الخرده ومنها دول فيتنام والتى إستوردت وحدها نحو مليون طن من اليابان ثالث أكبر منتج للصلب فى العالم بطاقات إنتاجية تتخطى الـ 83 مليون طن، وهناك كوريا الجنوبية، وتايوان ، وماليزيا ، واندونيسيا إستوردت وأستهلكت كميات ضخمه جدا من الخرده، وارتفاع أسعار الخرده بهذا الشكل الجنونى 400 دولار للطن  يؤكد على  إنخفاض المعروض من الخرده عالمياً مما سيشكل  ضغطا بالسلب على  عوامل التكلفه بالمصانع المنتجه للصلب، ناهيك عن العوامل الأخرى المتعلقه بارتفاع اسعار المربعات والتى وصلت لأكثر من 520 دولار،  والأيرن اور الذى وصل سعر لأكثر من 108 دولار، وزيادة الخامات بهذا الشكل الكبير أدت إلى قفزة اسعار حديد التسليح عالميا إلى 600 دولار للطن.

**الخرده فى مصر

لاتوجد معلومات دقيقه، ولا توجد جهه واحده فى مصر بما فيها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أو حتى غرفة الصناعات المعدنية بإتحاد الصناعات تقوم بعمل إحصاء دقيق لكميات الخرده الموجوده فى مصر، وحجم الإنتاج  ، أو  أرقام المتعاملين فيها، أو حجم إستهلاك مصانع الصلب منها سنويا، والمدهش أن عدد كبير من المصانع فى مصر  أصبح يعتمد  فى شراء الخرده على السماسرة ، أو التجار بالمناطق الريفية خاصة بالوجه البحرى، والصفحات المنتشره على وسائل التواصل الإجتماعى اللهم إلا الكيانات   الصناعية  الكبيرة  التى  تعتمد على  العلم والدراسات والابحاث  وفق  نظام  مؤسسى  أمثال  عز ، السويس ، بشاى ، المراكبى .
المهم نستطيع أن نؤكد أن مصر تعد أكبر مستورد ومستهلك لخردة الصلب على مستوى الوطن العربى لأن الكميات  المتاحه  من  الخرده  المحلية  تشكل 10% من إحتياجات المصانع على أكثر تقدير، ونظرا لندر خردة الصلب محليا  فقد إرتفع سعرها إلى مستوى لم  تشهده صناعة الصلب من عصر الملك  فاروق إلى الآن  حيث  وصل سعر طن الخرده  لأكثر  من 21 الف  جنيه ، وارتفاع  سعر  خردة  الصلب   إلى  هذه  المستويات   القياسية  دفع  كثيرون من الشباب إلى العمل فى تجميع الخردة وبيعها إلى التجارالذين يمتلكون أماكن لتخزينها ثم يقومون ببيعها بعد  ذلك  إلى المصانع .

تؤكد  كل  الشواهد أن إعتماد مصانع الصلب الكبرى على الخرده كواحده من أهم خامات التصنيع لن يستمر طويلا  
وإنها ستقوم بالبحث عن بدائل أخرى أكثر تطورا وحداثه .