عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اتجاه

 نأخذ من كلام اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية الجديد، ما نعتبره برنامج عمل غير تقليدى، حين ألزم نفسه، فى أولى جولتين له، فى مدينتى المنصورة وأجا، بأنه لن يترك شبراً واحداً فى المحافظة، إلا وسيزوره ويلتقى بالمواطنين لحل مشاكلهم، والحقيقة أن هذا الإلزام، بعث برسالة تفاؤل لشعب الدقهلية، بأن روحاً جديدة وجادة، قد تقتحم ما يعانونه من مشاكل المرافق والخدمات- خاصة فى القرى- التى تهالكت وخرج معظمها من الخدمة، نتيجة إهمال متعمد من المحافظ السابق، الدكتور أيمن مختار، الذى كان يصر على إنفاق مخصصات الخطة الاستثمارية السنوية، على مشروعات شكلية فى عاصمة المحافظة «المنصورة»، لم تكن حتى تعجب الناس هناك.
<< الصورة الآن، كما لو أن كل شىء سوف يعود لأصله، مع محافظ استهل عمله بجولات ميدانية فى الشوارع، وأفضل ما قاله- علناً- أمام الناس: «أن العمل سيكون 24 ساعة فى الشوارع وليس فى المكاتب، ولن أترك مكاناً فى نطاق المحافظة، إلا وسأصل إليه، من أجل المواطن البسيط».. وزاد بالقول: «إحنا مش جايين نتفسح.. إحنا مش جايين نهزر, إحنا حكومة حرب وهدفنا تغيير حياة المواطنين».. والحقيقة أن مسئولاً بهذه الجدية والشفافية، قد يعمل على بناء علاقة ثقة وتعاون مع المواطن، تكون الأساس فى اختراق أى مشاكل جماهيرية، إذا ما استمر برنامج المحافظ «مرزوق»، بشأن التزامه بزيارات طول المحافظة وعرضها.
<< من كلام المحافظ نفسه، وليس من أجل زيادة العبء و«تكويم» المشاكل، هناك فى قرى مجلس محلى العمارنة، الذى يتبع مدينة المنزلة، اثنتان من أخطر المشاكل على حياة الناس، بخلاف- طبعاً- موضوع تهالك مرافق وخدمات الكهرباء، وانهيار شبكات مياه الشرب والصرف الصحى.. أولى المشكلتين تتعلق بوقف استكمال تغطية ترعة الطوابرة، التى تحولت إلى مستنقع للتلوث بالقمامة، ومزرعة مفتوحة للأمراض القاتلة.. والمشكلة الثانية، وهى طريق الطوابرة- حادوث، الذى خرج من الخدمة، وصار طريقاً لحوادث الموت، نتيجة انهياره تماماً، طالما لم تُجر عليه أى أعمال رصف أو تطوير، منذ سنوات عديدة.
<< إنهما المشكلتان، اللتان تحولت معهما حياة أبناء المنطقة إلى جحيم يومى، ورغم ارتفاع معدل خطورتهما، لم تحرك مشاعر المسئولية الإنسانية، عند المحافظ السابق «مختار»، الذى تجاهل نداءات وكتابات «هنا»، لأكثر من 3 سنوات، إلى أن تراكمت المشاكل وحدود الخطر، حتى كانت طلة المحافظ الجديد «مرزوق»، الذى استبشر الناس بأن يزور المنطقة، ضمن وعده بزيارة كل شبر فى المحافظة، وأظنه- وقتها- لن يغادر قبل أن يقرر تغطية الترعة، وإعادة تأهيل ورصف الطريق، حتى يخلص المكان من أخطر تهديد وجودى للناس هناك، ومن باب الاستعجال مثلاً، لو تسبقه لجنة فنية من المحافظة، لوضع تقرير واقعى لحالتى الترعة والطريق.
<< وهنا.. تتجه الأنظار والآمال، إلى ما إذا استجاب السيد المحافظ، ضمن برنامج عمله «الشعبى» الطموح، وتكليف الأجهزة المختصة، بإزالة مشكلتى الترعة والطريق، ورفع كفاءة مرافق مياه الشرب والصرف الصحى، فى قرى مجلس محلى العمارنة، وفى حال جرت الأمور على هذا النحو، يكون المحافظ «مرزوق»، قد أرسى قواعد غير مسبوقة فى العمل العام، يمكنها تعظيم ثقة الناس فى الدولة والحكومة معاً، وهذا يتوقف على إيمانه بحق أبناء المنطقة الدستورى، فى مرافق وطرق صالحة، كونها جزءاً أصيلاً من حقوق الإنسان، فى أن يحيا حياة كريمة فى جمهورية جديدة، تقوم على العدالة ولا تقبل بالتراخى تجاه حقوق المواطنين، فى أى مكان من البلاد.

[email protected]