رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعد صناعة الدواء فى مصر أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الوطني، حيث شهدت هذه الصناعة تطورات ملحوظة فى السنوات الأخيرة. وفقًا للتقارير الحديثة، بلغ عدد مصانع الأدوية فى مصر 170 مصنعا فى عام 2023 مقارنة بـ 130 مصنعا فى عام 2015، بزيادة 30.8%. كما ارتفع عدد خطوط الإنتاج من 500 خط فى عام 2015 إلى 700 خط فى عام 2022، بنسبة زيادة بلغت 40%.

كما ارتفع حجم سوق الأدوية من 62 مليار جنيه فى عام 2015 إلى 149 مليار جنيه فى عام 2022. وفيما يخص الترتيب العالمي، تحسّن ترتيب مصر من المركز 47 فى عام 2015 إلى المركز 29 فى عام 2023، وهو ما يعكس حجم التطور فى هذه الصناعة الحيوية.

ورغم هذه الإنجازات، تواجه صناعة الدواء المصرية تحديات كبيرة أبرزها المنافسة الشديدة من الشركات الأجنبية التى تستحوذ على حصة كبيرة من السوق المحلى، هذا بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية ونقص الاستثمارات فى مجالات البحث والتطوير. على سبيل المثال، الاستثمار فى البحث والتطوير فى مصر لا يزال يشكل نسبة ضئيلة تبلغ 0.7% من الناتج المحلى الإجمالي، وهو ما يعوق الابتكار والتقدم فى هذا القطاع الحيوى.

مع ذلك، تسعى الحكومة المصرية إلى تحسين هذا الوضع من خلال عدة مبادرات وطنية. من بين هذه الجهود زيادة الاستثمارات فى البنية التحتية للصناعة الدوائية وإنشاء مجمعات صناعية جديدة وتحديث المعدات والمختبرات. بالإضافة إلى ذلك، هناك تركيز متزايد على البحث والتطوير، حيث تقدم الحكومة حوافز ودعما ماليا للمؤسسات البحثية لتطوير الأدوية الجديدة وتحسين جودة الأدوية الحالية.

ولتعزيز جهود راسمى السياسات، يمكن النظر فى عدة مسارات تطويرية من بينها النقاط التالية. أولًا، ينبغى على الحكومة والشركات المحلية تعزيز الشراكات مع الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية لتبادل المعرفة والخبرات، وذلك من خلال برامج تبادل الباحثين والمشاريع البحثية المشتركة. هذا التعاون يمكن أن يسهم فى تسريع وتيرة الابتكار وتحسين جودة الأدوية.

ثانيًا، دراسة تبنى استراتيجية «الصناعة 4.0» فى تصنيع الأدوية، والتى تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الكبيرة لتحسين كفاءة الإنتاج وخفض التكاليف. تطبيق هذه التقنيات يمكن أن يجعل عجلة الصناعة الدوائية أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات السوق المتغيرة.

ثالثًا، دراسة إنشاء صندوق استثمارى متخصص لدعم الشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية. هذا الصندوق يمكن أن يوفر التمويل اللازم لتطوير أفكار جديدة وتحويلها إلى منتجات تجارية ناجحة.

أخيرًا، من الضرورى ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال فى القطاع الصحى من خلال البرامج التدريبية وورش العمل التى تستهدف الشباب والمهنيين فى هذا المجال. فتعزيز ريادة الأعمال يمكن أن يخلق بيئة محفزة للابتكار ويسهم فى ظهور شركات جديدة تقود التحول فى صناعة الأدوية.

قد تكون هذه التوصيات أفكار خارج الصندوق، ولكنها تفتح آفاقا جديدة وفرصا واعدة يمكن أن تضع مصر فى طليعة الدول فى صناعة وتصدير الأدوية، وفتح آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية.