رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمات

< هل مصر أقوى اقتصادًا أم هولندا؟.. هولندا طبعًا..

< هل دخل الفرد فى مصر أعلى أم دخل الفرد فى هولندا؟.. فى هولندا طبعا..

< هل مصر أعلى مستوى معيشة أم هولندا؟.. هولندا طبعًا.

< لماذا نقارن بين مصر وهولندا الآن؟.. الإجابة: لأن رجلًا اسمه «مارك روته» ظل رئيسًا لوزراء هولندا لمدة 14 عامًا وقبل أيام ترك منصبه، أتدرون كيف غادر مقر الحكومة الهولندية؟.. خرج الرجل راكبًا دراجة عادية!

بعد 14 عامًا رئيسًا للوزراء خرج «روته» من مقر الحكومة بالدراجة، بينما نحن فى مصر كل مدير عام فى كل شركة حكومية أو قطاع أعمال يخصص له سيارة وسائق ينقلانه حيث يشاء، وتخصيص السيارة لمعالى المدير العام يتم سواء أكانت الشركة خاسرة أو رابحة!..

وإذا كان هذا حال مديرى العموم فلك أن تتخيل حال من هم أعلى منهم درجة من رؤساء القطاعات، ورؤساء مجالس الإدارات، ووكلاء الوزرات، ورؤساء الشركات، ورؤساء الهيئات، ونواب الوزراء، والوزراء الذين لا يسيرون فى مواكب من السيارات فقط بل يتم تعطيل المرور حتى تمر مواكب حضراتهم!

هذا هو الفارق بيننا فى مصر وبين المجتمعات المتقدمة التى تحجز لنفسها مكانا ومكانة عالية على خريطة العالم.. هم يهتمون بالعمل، ونحن نعشق المظاهر والأبهة والـ«الفشخرة» الكذابة، لذلك نجحوا وتقدموا وعاشوا فى رفاهية بينما ما زلنا نعانى ونشكو الفقر والضيق والأزمات، وإذا تحركنا للأمام نتحرك بسرعة السلحفاة، بينما ينطلق غيرنا بسرعة الصاروخ

أتدرى ما أطول معارك المجتمع المصرى على مدى ألف عام؟.. إنها معارك الحجاب وحلق اللحية وعورة المرأة.. كلها معارك فى الشكليات، بينما لم نخض معركة حقيقية لتحقيق نهضة حقيقية، فلا خضنا معركة مجتمعية لترسيخ قيمة العمل، أو لنقدر أهمية الوقت، أو لمحاربة الفساد والمفسدين، أو لنشر الأخلاق.

واهتمامنا بالشكليات جر المجتمع إلى هاوية مخيفة أفقدته البوصلة الحقيقية فى الحكم على الأمور، فراح يطلق على لاعبى الكرة والممثلين ألقابا مثل «النجم» و«الأسطورة» بينما الأحق بهذه الألقاب هم العلماء والباحثون والمخلصون من المهنيين والعمال والفلاحين.

وإذا كنا جادين فى بناء وطننا فعلينا أن نتخلى عن المظاهر وأن نهتم بالجوهر، لا بالشكل.. نريد وزراء مثل «مارك روته».