رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أبو الحجاج الاقصري.. شيخ الزمان وصاحب البركات

سيدي أبو الحجاج الاقصري
سيدي أبو الحجاج الاقصري

سيدي أبو الحجاج الاقصري، رضى الله عنه، فهو شيخ الزمان، صاحب المعارف المأثورة، والمكاشفات المذكورة، والأمور الربانية، فكان أحد الشيوخ الذي انتفع الناس ببركاته، وصالح دعواته، ودخلوا في خلواته، وتقدمت كرامات الصوفية إليه، فتقدمها كراماتهُ وأتمت.

 وعندما يهل علينا الشهور المباركة، بداية من رجب، مروراً بشعبان، ثم رمضان، من كل عام، حاملا ذكرى خاصة لكل الأقصريين، يظهر طيف القطب الصوفي الجليل صاحب الساحة والمسجد الأكبر في الأقصر، سيدى أبا الحجاج الأقصري، والذي يقدر عدد زائريه سنويًا بأكثر من 6 ملايين شخص. ولد القطب السني الصوفي العارف بالله يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد الشهير بأبو الحجاج الأقصري في بغداد بعهد الدولة العباسية والخليفة المقتفي لأمر الله، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين حفيد رسول الله ﷺ. 

تعلم أبو الحجاج الأقصري على أيدي كبار علماء التصوف، حيث تفرغ للوعظ، ووصل إلى الأقصر أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي، وذاع صيته لما عرف عنه من الزهد والورع، وتوفي عن عمر ناهز التسعين عاماً. أما مسجد العارف بالله أبي الحجاج الأقصري، والذي تأسس في عهد الدولة الأيوبية، فهو معروف بطرازه وأعمدته الفرعونية، ما يجعله مقصدا مهماً للمريدين ومحبي الصوفية، وايضاً السائحين جنبا إلى جنب.

 تعلو المسجد مئذنة مبنية بالطوب اللبن طولها 14 مترا، على الطراز الفاطمي وهي من أجمل المآذن الموجودة بصعيد مصر في الوقت الحالي، وأقيمت المئذنة في عهد أبي الحجاج الأقصري نفسه، وتتكون من 3 طوابق، وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات، والجزء السفلي المربع مقوي بأعمدة خشبية، كما أضيفت إلى المسجد مئذنة أخرى في فترة لاحقة. كما يعتبر مسجد أبو الحجاج الأقصري ملتقى لحضارات ثلاث، إسلامية وفرعونية وقبطية، حيث من أسفله أقيمت كنيسة قبطية من الناحية الغربية، علاوة على كونه مقامًا بين أعمدة وجدران الجزء العلوي لمدخل معبد الأقصر الأثري، الذي شيّده الملك الفرعوني رمسيس الثاني. وتملأ النقوش الفرعونية كل مكان بالمسجد، والسبب يعود إلى أن المسجد أقيم أعلى أطلال معبد الأقصر من الناحية الشمالية بداخل الجزء العلوي والمعبد ظل فترة طويلة مغطى بجبال من الرمال ولا تظهر منه سوى الأعمدة العلوية فقط، فاختار أبو الحجاج الأقصري الجزء البارز من أعمدة المعبد لإقامة مسجده.