رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القانون يفرق بين ذوى الهمم:

معاش الوالدين حلال للزوج المعاق.. حرام على الزوجة!!

بوابة الوفد الإلكترونية

 

2022 الرئيس السيسى وجّه بمنح المعاش للزوجة المعاقة أسوة بالرجال.. والتضامن ترفض التنفيذ

«عزة»: لا أنام بسبب الديون وزوجى مريض بالسرطان.. والأمل فى معاش والدى

رشا: ألقيت نفسى وبناتى تحت سيارة أمام الوزارة ولم يشعر بنا أحد

وفاء: مجلس الوزراء توقف عن استيراد الأجهزة التى تساعدنا

 

أين الرحمة؟.. سؤال يتردد على ألسنة فئة من سيدات مصر وهن «الزوجات ذوات الهمم» اللائى وجدن أنفسهن محرومات من معاش الوالدين، رغم توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال احتفالية «قادرون باختلاف» عام 2022، ببحث استثناء الزوجة المصابة بالإعاقة من قانون المعاشات الجديد ومساواتها بالرجال من ذوى الهمم الذين يمكنهم الحصول على معاش والديهما بموجب القانون، بينما النساء المعاقات يتم مساواتهن بالنساء الأصحاء اللائى يمنع عنهن المعاش بمجرد الزواج.

«الوفد» التقت عدداً من السيدات اللائى رفعن أصواتهن مطالبات بحقهن فى المعاش، ودشَّن «جروب معاش الزوجة المعاقة»، واللاتى ينتظرن «الرحمة» رأفةً بهن وبعائلاتهن وحفظ كرامتهن من الحاجة والعوز، مطالبات بتعديل لائحة قانون المعاشات الجديد وإدراج الزوجة المعاقة ضمن الفئات المستحقة لمعاش الوالدين. 

 

تقول رشا السيد أحمد، قعيدة نتيجة لبتر إحدى قدميها، ومريضة سرطان ثدى، 40 عامًا، من قويسنا المنوفية، إنها تعانى من التهاب رئوى مزمن وفشل فى التنفس، وتحتاج إلى علاج للسرطان الحقنة الواحدة بـ2750 جنيهاً، بالإضافة إلى حقنتين بـ1000 جنيه وعلاجات أخرى، ومرتب زوجها العامل بإحدى الشركات الخاصة لا يتعدى الـ3 آلاف جنيه.

وتواصل رشا حديثها مشيرة إلى أن تكلفة جلسة الكيماوى تصل إلى 10 آلاف جنيها، ولأنه لا يوجد لديها رصيد فى البطاقة الصحية العائلية، حيث إن مبلغ التأمينات للزوجة والأبناء محدد ولا يكفى لثمن جلسة كيماوى واحدة، لذلك لم تستطع مواصلة جلسات العلاج، وقامت سيدات جروب الزوجة المعاقة بجمع تبرعات لها لتستكمل علاجها، وما زالت زميلاتها فى الجروب يجمعن ما يقدرن عليه ويرسلونه إليها لمساعدتها فى توفير ثمن العلاج.. 

وتضيف قائلة: «أنا أخذت بناتى فى حضنى ورمينا نفسنا تحت عربية أمام مقر وزارة التضامن، خلال إحدى الوقفات علشان حد يحس بينا» معقبة: « لسنا قُطاع طريق ولا متسولات، إنما تعبنا من الذل والمهانة للحصول على حقنا فى معاش والدينا أسوة بالأصحاء». 

المساواة فى الظلم عدل

وتوضح: مشكلتنا الأكبر هى التفرقة بين الرجل المعاق والمرأة المعاقة التى تزوجت، فالرجل «المعاق» يحصل على معاش والديه دون حد أقصى، ونحن بمجرد الزواج نحرم من المعاش، على الرغم من أن أزواجنا بسطاء وفقراء ومحدودى بل معدمى الدخل أحياناً، ومساواة الزوجة المعاقة بالزوجة العادية وحرمانها من معاش والديها حرام وما يرضيش ربنا. 

وتابعت: نحن فى حاجة للمعاش من أجل العلاج، فكثيراً لا أجد ثمنه، بل أحياناً لا أجد ثمن الطعام لبناتى، وأضافت: «أحياناً أضع السكر فى العيش وأسخنه وأكلهم، لكن حتى السكر بقى غالى علينا» واستطردت: جالى هبوط من قلة الأكل وأنا مريضة سرطان، وكل شهر لى زيارة عند دكتور الصدر بسبب الالتهاب الرئوى المزمن، وعلاجه بـ 1000 جنيه، ولا أستطيع العمل فقدمى مبتورة والذراع اليمين شبه ميت منذ استئصال الثدى، ومازلت فى مرحلة العلاج، وأنا فى أمسّ الحاجة لمعاش والدى، ومنذ عشر سنوات وأنا فى تلك المأساة.. فمن يرأف بحالى؟».

 تعيش رشا على حد الكفاف مع زوجها وبناتها الثلاث «جنى وجودى»، التوأم فى المرحلة الابتدائية، أما ملك فلم تلحق بالمدرسة هذا العام بسبب مرض الأم وستكمل سبع سنوات فى العام القادم وتعمل الأسرة جاهدة لإلحاقها بالمدرسة

ودور الزوج ليس مقصوراً على العمل خارج المنزل فقط، إنما هو المسئول عن الأعمال المنزلية من طعام وغسيل وتنظيف، بل إنه يساعد زوجته فى قضاء احتياجاتها الشخصية أيضاً، وتقول رشا: «لو حصلت على الطلاق من أجل الحصول على معاش والدى من يراعينى. وما مصير بناتى الثلاث؟ فليس لدىَّ أخت ووالدتى توفاها الله وزوجى هو من يرعانى فلماذا أُحرم منه بسبب المعاش؟».

وأضافت: رغم كل ما أُعانيه من الإعاقة والسرطان أنزل مع سيدات جروب الزوجة المعاقة فى الوقفات الاحتجاجية أمام وزارة التضامن للمطالبة بحقنا فى معاش الوالدين، لافتة إلى أنهن نظمن وقفة خلال شهر رمضان وقام أمن الوزارة بمعاملتهن معاملة سيئة، ورش المياه عليهن وبعد ذلك قامت قوات الامن المركزى بإرغامنا على فض الوقفة سريعاً. 

مأساة أخرى تعيشها عزة عبدالفتاح ذات الـ 54 عاماً، والتى قالت إنها مصابة بشلل الأطفال منذ الولادة، ولديها ولد وبنت، وتمكنت رغم إعاقتها من تربيتهما حتى تزوجت الفتاة، بينما وصل الابن للمرحلة الجامعية، وأضافت: الحمد لله كنت عايشة مستورة فلم أسأل على المعاش بعد وفاة والدى، إلا أن زوجى أصيب بالسرطان، وأصبحت الحياة صعبة و«عايشين بالديون»، ولأن المصائب لا تأتى فرادى سقطت على الأرض ونتج عن ذلك كسر ما استدعى تغيير مفصلين فى الركبة، وأصبحت فى حاجة إلى علاج يكلف الكثير، فالأشعة وحدها سعرها 1200 جنيه، ولأننى لا أستطيع مواجهة كل هذه الأعباء تخليت عن العلاج وأحاول أن أتأقلم مع الألم، ولكن زوجى كيف يتحمل ألم السرطان؟ 

وتواصل عزة عبدالفتاح حديثها لـ«الوفد» قائلة: نقيم فى شقة إيجار جديد، وكل احتياجاتنا نشتريها بمساعدة فاعلى الخير، ولكن الاعتماد على هؤلاء كل شهر أمر مستحيل بسبب الظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة، وأضافت قائلة: أصبحت مديونة لأصحاب محلات البقالة المحيطة بالمنزل، هذا غير ديون زواج ابنتى التى لم أستطع سدادها حتى الآن.

وتطالب عزة بصرف معاش والدها لتعيش ما بقى من عمرها بكرامة، بدلاً من استجداء أهل الخير ليعطفوا عليها وعلى أسرتها حتى تستطيع سداد ديونها، خاصة بعد أن امتنع البقالون عن بيع الطعام لأسرتها بسبب تراكم الديون عليها، كما أن ابنها لم يدفع مصاريف الجامعة حتى الآن، قائلة: «نفسى أسدد ديونى وأعيش فى راحة والله ما بنام بسببها».

وتساءلت عزة: «من المسئول عن تنفيذ قرار الرئيس السيسى بصرف المعاش؟ ولماذا الامتناع عن التنفيذ؟ مسترسلة: والدى أنفق على علاج وعكاز وكرسى متحرك، وظل يساعدنى حتى بعد الزواج لان زوجى فقير، وبعد وفاة والدى تحمل زوجى المسئولية منفرداً حتى أُصيب بالسرطان وترك عمله، حتى أنى بعت كل شىء لتوفير ثمن الطعام والعلاج، وكل ما أتمناه أن تحن قلوب المسئولين علينا وينفذوا قرار الرئيس بمنحى معاش والدى لأسدد ديونى وأوفر علاج زوجى المريض، وأكمل تعليم ابنى.

جدل لا ينتهى

وتقول وفاء محمود، قعيدة، إنهن فى جدل منذ ست سنوات ودائماً ما يقمن بتنظيم وقفات أمام وزارة التضامن الاجتماعى على أمل أن يتعاطف معهن المسؤولين، متابعة أن القانون رقم 10 لسنة 2018 منح الزوج المعاق الحق فى الحصول على معاش الوالدين، إلا أنه لم ينفذ على الزوجة المعاقة، ومن وقتها ونحن نكافح للحصول على حقنا فى معاش الوالدين، لأن القانون تحدث عن المعاق ولم يحدد النوع «ذكر أو انثى». 

وتابعت وفاء: أن الزوج المعاق يجمع بين معاشين إلى جانب راتبه بدون حد أقصى بنص القانون رقم 10 لسنة 2018، وتحرم الزوجة المعاقة من هذا الحق باعتبار أنها متزوجة ولديها من يعُولها.

وأوضحت وفاء أن أزواج ذوات الهمم من نفس ظروفهن، ومعظمهم عمال من ذوى الدخل المحدود جدا، والجميع يعلم مستوى دخل تلك الفئات، مؤكدة أن حياة هؤلاء السيدات صعبة ويجدن صعوبة فى الانتقال من مكان لآخر، وأقل جهاز تحتاج إليه إحداهن يسعر سعره إلى 60 ألف جنيه، لافتة إلى ان مجلس الوزراء كان يوفر تلك الأجهزة، ولكن مع كثرة الطلبات وزيادة الاعداد وبسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة تم وقف استيراد هذه الأجهزة.

معاش تكافل

وأشارت وفاء إلى أن بعض عضوات جروب الزوجة المعاقة، اجتمعن مع وزيرة التضامن الإجتماعى يوم 5 مارس 2024 للمطالبة بحقهن فى معاش الوالدين، ولما كان معاش الزوجة المعاقة يبدأ من 4 آلاف جنيه، اعتبرته الوزارة مبلغاً كبيراً، وأشارت عليهم وزيرة التضامن إدراجهن تحت مظلة تكافل وكرامة، وصرف مبلغ المعاش الذى يتراوح بين 700 إلى 1000 جنيه، لأن الوزارة لن تستطيع صرف المعاشات الكبيرة. 

وأوضحت وفاء أن الرئيس السيسى وجّه بدراسة صرف معاش الزوجة المعاقة واستثنائها من قانون المعاشات كزوجة لها مُعيل عام 2022، ومع ذلك فهناك مماطلة من قبل مجلس الوزراء ووزارة التضامن، رغم أنه بعد توجهات الرئيس حصرت وزارة التضامن أعداد كل المعاقين، وقدمتها لمجلس الوزراء، وحتى الآن لم نحصل على حقنا فى معاش الوالدين، على الرغم من حصول الأرملة والآنسة والمطلقة المعاقة على هذا المعاش، فلماذا استثناء الزوجات؟ وتساءلت: «يعنى لازم نكون مطلقات لنعيش حياة كريمة ونحافظ على ماء وجوهنا؟»، مشيرة إلى أن أغلب هؤلاء السيدات ذوات اعاقات شديدة ومع تقدم العمر تزداد نسب الاعاقة والعجز، وبالتالى تحتاج إلى مبالغ كبيرة للعلاج

وأكدت وفاء أن تحركات التضامن والنواب مجرد « استهلاك محلى» وحصر الزوجات المعاقات غير حقيقى وغير شامل الجميع، والحل الوحيد هو فتح التأمينات للزوجات المعاقات لتقديم أوراقهن وحصر أعدادهن، لكن بيانات التضامن تشمل المعاقات من الأرامل والانسات والمطلقات والزوجات المعاقات، وجميعهن يأخذن المعاش دون معوقات، عدا الزوجة المعاقة.

ثمن الكفن

وروت وفاء أن إحدى الزوجات المعاقات تحتاج إلى علاج للسرطان بــ14 ألف جنيه شهرياً، وعندما توفى نجلها لم تجد ثمن «الكفن» له، واضطرت للإقتراض حتى تستطيع شراءه، وأخرى اضطرت إلى الانفصال عن زوجها حتى تحصل على معاش والدها وتكفل نفسها وابنائها.

قادرون باختلاف 2022

جدير بالذكر أنه فى عام 2022، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالية قادرون باختلاف، بدراسة حق الزوجة المعاقة فى معاش والدها او والدتها المتوفيين والجمع بينهما، وعلى ضوء ذلك ناقش مجلس النواب فى 4 أبريل 2023 هذا الحق ضمن لائحة قانون المعاشات الجديد، كاستثناء من نص القانون الذى يمنع حصول المرأة المتزوجة على معاش الوالدين، ولكن لم يخرج النواب بأى قرار حتى الآن ولم يطرح الموضوع مرة أخرى. 

وكانت النائبة هند حازم حبيب، عضو مجلس النواب عن ذوى الاعاقة، قد تقدمت بطلب لمناقشة أحقية الزوجة المعاقة فى الحصول على معاش الوالدين فى اكتوبر 2023، وطالبت بتعديل لائحة قانون المعاشات الجديد واستثناء الزوجة المعاقة من أحكام القانون.

وحاولت «الوفد» التواصل مع النائبة هند حازم حبيب، والدكتورة إيمان كريم، المشرف العام للمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، عبرالواتساب والهاتف المحمول، لمعرفة ما توصلا إليه فى ملف معاش الزوجة المعاقة، ولكن لم نتلق أى استجابة منهما.