رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

فى مصر الجديدة من اللافت للأنظار الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لتكريم العلماء وأهل البيت، وتلك صفة مندوحة تبعث على الأمل فى المستقبل الأفضل. فقد لاحظنا خلال السنوات الماضية اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقاهرة التاريخية وأضرحة أولياء الله الصالحين رضى الله عنهم وأرضاهم، عملاً بقول الله تبارك وتعالى «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون».. والحقيقة أن الاهتمام الكبير من الدولة بهذا الشأن، يؤكد الاهتمام الكبير بأهل العلم والتقوى، وآخر ما تم فى هذا الشأن التوجيه الصادر من الرئيس السيسى بتكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعادة ترميم ضريح إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فى مسقط رأسه بقرية دقادوس بمحافظة الدقهلية.
الأمة التى لا تعرف ماضيها أو تتنكر له، لا حاضر ولا مستقبل لها، ويأتى هذا الاهتمام الكبير من الدولة بالاهتمام بالتاريخ المصرى الحافل بأولياء الله الصالحين والعلماء، يعد نبراساً يجب الاهتمام به من أجل الحاضر والمستقبل.. وهناك أمم لا ماضى لها ولا حضارات قديمة لها، تشترى أو لنقل تصنع ماضياً مشرفاً من أجل المستقبل. وما بالنا نحن فى مصر أصحاب حضارة قديمة على مدار العصور المختلفة، قدمت للبشرية الكثير والكثير. ومن هنا جاء الاهتمام المصرى فى الدولة الجديدة بالقاهرة التاريخية وكل المعالم الكبرى فى أنحاء البلاد.
والموقف يستوجب الثناء الكامل على هذا التصرف الرائع من الدولة سواء بالاهتمام بالمزارات والأضرحة الدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية، وكذلك الاهتمام بعلماء الأمة القدامى والمحدثين. وسيظل التاريخ يقف أمام هذه الظاهرة المهمة، وقد ذكرنى ذلك، بما كان يقوم به خلفاء بنى أمية والعباسيين فى الدولتين الأموية والعباسية من الاهتمام البالغ بعلماء الأمة وأوليائها الصالحين، وكذلك الحال حدث فى الدولة الأندلسية، التى احتضنت العلماء فى كل المجالات الشرعية والطب والهندسة والموسيقى والكيمياء، وضاعت هذه الدولة فى عصر الصراع السياسى.
وعلى كل حالٍ فإن اهتمام مصر الكبير بعلمائها ورجالها والمعالم الأثرية، يعنى اهتماماً بالحاضر والمستقبل. هذه هى الجمهورية الجديدة التى تؤسس حقيقة لدولة عصرية حديثة فى كل المجالات، والاهتمام بالماضى جزء لا يتجزأ من الحاضر والمستقبل، ويصنع تاريخاً سيشهد بحكمة ورشادة القيادة السياسية.