رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

ربع المصريين تلامذه

32 مليون طالب.. يبدأون أجازة الصيف

بوابة الوفد الإلكترونية

أربعة شهور أجازة لـ 32 مليون تلميذ وطالب فى مصر.. بعضهم بدأ أجازته بالفعل وبعد أيام قليلة سيلحق بهم الآخرون.

ومع بداية الإجازة الصيفية تبحث كل الأسر مع أبنائها عن كيفية قضاء شهور العطلة الصيفية بأفضل طريقة ممكنة.

 وعلى اختلاف وتفاوت المراحل العمرية ما بين الطفولة والمراهقة والشباب تبقى أزمة البحث عن وسيلة لقضاء استراحة طويلة بعد موسم دراسى ثقيل أنهك الجميع، وهنا تتفتح أبواب خيارات المتعة والترفيه والاستفادة من الإجازة كلٌ حسب ظروفه ومستواه الاجتماعى والثقافى والاقتصادى.

ففى الوقت الذى تفتح فيه المولات التجارية والملاهى الترفيهية والنوادى أبوابها تستعيد معها ذكريات حوادث نتجت بسبب الإهمال سواء كانت فى الملاهى أو حمامات السباحة التى تبتلع الأطفال ولا تتركهم إلا جثث هامدة. يأتى ذلك كله فى ظل قصور واضح فى دور مؤسسات الدولة من مكتبات تثقيفية ومركز شباب وحتى المدارس التى من المفترض أن تعد خطط مسبقة لاستيعاب طاقات الأطفال والشباب طوال شهور الإجازة وتحويلها لطاقة إبداعية إنتاجية إيجابية.

«الوفد» تبحث فى هذا الملف عن إجابة للسؤال الذى يطرح نفسه فى مثل هذا الوقت كل عام كيف يقضى أبناؤنا إجازة صيفية مفيدة وبلا كوارث؟!

 

الملاهى.. متعة تنتهى بكارثة أحياناً

 

ينتظر الأطفال إجازة نهاية العام الدراسى بفارغ الصبر، للهو والتنزه، وإفراغ طاقاتهم المكبوتة طوال العام، للخلاص من عناء المدرسة والدروس الخصوصية والمذاكرة، آلاف الأسر تتجه نحو الملاهى والمنتزهات لإسعاد أطفالهم، السواد الأعظم منهم يعودون إلى منازلهم وعلى وجوههم ابتسامة الرضا بعد قضاء يوم ممتع، ولكن نسبة قليلة يتحول يومهم إلى بقعة سوداء فى تاريخ الأسرة بسبب كوارث ألعاب الملاهى المفتقدة لإجراءات الأمان فتخلف ضحايا ما بن قتلى ومصابين.

شهدت السنوات القليلة الأخيرة حوادث مروعة فى الملاهى العامة والشعبية معظمها كان وقت الإجازات.. آخر تلك الكوارث وقعت

قبل أيام قليلة، حيث اتفقت رحاب مع زميلاتها وذويها، للتنزه وقضاء يوم الإجازة سويًا وقرروا الذهاب لأحد الملاهى الشهيرة بأكتوبر لقضاء أوقات ممتعة مع الألعاب التى تناطح السحاب، بدأت الفتاة فى اللعب وحال استقلالها القطار السريع أو قطار الموت كما لقبه أصحابها وذويها، حدث ما لم يكن فى الحسبان.. خوف شديد تملك الفتاة، وسرعان ما أمسكت بزميلتها التى كانت بجوارها لتجذب انتباها لتساعدها ولكن ثوان معدودة ولفظت الضحية أنفاسها الأخيرة داخل قطار الموت.

شهود الواقعة أكدوا أن الضحية أصيبت فجأة بحالة من القىء والغثيان وعندما حاولت زميلة المتوفاة الصراخ والنداء على عامل اللعبة لإيقافها كانت الحالة الصحية تدهورت وغابت رحاب عن الوعى، وعند استيقاف قطار الموت وإخطار الإسعاف كانت روح الفتاة فاضت لبارئها وأوضح التقرير الطبى أن الوفاة جاءت بالسكتة القلبية.

أجهزة الأمن بالجيزة تلقت إخطارًا بالواقعة وانتقلت قوة أمنية وفريق من النيابة لمكان الحادث للمعاينة وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والتصريح بدفن جثة المتوفاة.

واقعة وفاة مشابهة تعرضت لها طفلة 7 سنوات سقطت من أرجوحة بمنطقة أطفيح أثناء الاحتفال بعيد شم النسيم مع أهلها وأصحابها حيث أصيبت الفتاة بنزيف فى المخ وتهشم بالجمجمة ولفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بجراحها.

أهل المتوفاة وشهود العيان أفادوا خلال التحقيقات أن الطفلة كانت تلهو مع أصحابها وأثناء ركوبها الأرجوحة سقطت على الأرض وعند نهوضها طعن حديد الأرجوحة بكامل قوتها رأس الفتاة وهشمها مسببًا لها نزيفا بالمخ، سرعان ما حملها الأهالى واتجهوا بها للمستشفى ولكن إسعافات الأطباء لم تكن مجدية حيث إن حالة الفتاة كانت خطرة للغاية ولفظت أنفاسها الأخيرة أمام أعين أسرتها. 

ومن الطفلة صاحبة الـ 8 سنوات إلى نسمة التى لم تكمل عامها العاشر فى الدنيا، لتنتهى حياتها فى الدنيا حال استقلالها أرجوحة كانت تدور سريعًا لتصيب البنت بأزمة قلبية وتسقط من الأرجوحة وترتطم بالأرض جثة هامدة..الحادثة شهدتها مدينة طهطا بسوهاج، حيث خرجت الطفلة للهو مع أشقاءها وأصحابها فى أحد الملاهى الشعبية وركبت الأرجوحة منفردة وأثناء دورانها أصيبت الفتاة بأزمة قلبية واختل توازنها وسقطت على الأرض جثة هامدة.

وفى بورسعيد، تكررت نفس الأحداث، حيث راحت الطفلة مريم ضحية للإهمال، حينما طلبت من أسرتها الذهاب للتنزه واللهو، ولبى الأب طلب الطفلة وكأنها وصيتها الأخيرة فى الدنيا، اتجهوا جميعًا إلى أحد الملاهى بالمدنية، وطلبت الطفلة ركوب سيارة سباق خاصة بالأطفال، وأثناء قيادتها اشتبك شعرها بجنزير العجلات، ما تسبب فى وفاتها، رغم محاولات الحماية المدنية استخلاصها من السيارة، لتلفظ الفتاة أنفسها الأخيرة أمام أعين أسرتها وفى عجز شديد من المسعفين والقائمين على الألعاب على التحكم فى اللعبة وإنقاذ الفتاة.

ومن بورسعيد إلى الإسكندرية وبالتحديد منطقة المنتزه، خطف «الإعصار» روح الطفلة دينا التى قررت أن تستمتع بالإجازة وتذهب لمدينة الألعاب لإخراج طاقتها المكبوتة، ركبت الفتاة لعبة تسمى بالإعصار وأثناء ارتفاع اللعبة فى السماء وتموجها، أصيبت الفتاة بالفزع وسقطت من اللعبة لترتطم بالأرض وتصيب بجروح وكسور فى الرأس ومختلف أنحاء الجسم، ولم تستطيع الطفلة أن تتحمل آلامها لتفيض روحها إلى السماء. 

كشفت أسرة الضحية أثناء التحقيقات، أن اللعبة كانت تفتقد لعوامل الأمان، ومع دورانها فى الهواء سقطت ابنتهم دنيا من ارتفاع 10 أمتار، واصطدمت الأجزاء الحديدية للعبة برأسها، لتلفظ أنفاسها قبل إسعافها.

وأصيب 6 أطفال سقطت بهم لعبة داخل مدينة ملاهٍ شهيرة بمنطقة سموحة بالإسكندرية، وسرعان ما تم نقلهم للمستشفى وإسعافهم بعدما أصيب الجميع من أطفال وأولياء أمور وعمال بحالة من الذعر.

الأجهزة الأمنية بالإسكندرية تلقت إخطارا بالحادث، وتحركت سيارات الإسعاف وقوات الأمن لموقع البلاغ وتم فرض طوق أمنى حول موقع سقوط اللعبة. وتبين من الفحص أنه أثناء استقلال 6 أطفال للعبة الدوارة انفصل المقعد الخاص بها عن العمود الحامل، ما أدى لسقوطهم وإصابتهم.

وفى الدقهلية وبالتحديد منطقة جمصة الجاذبة للمصطفين، أصيب 9 أشخاص بجروح وكسور بينهم أطفال داخل مدينة ملاهٍ، نتيجة سقوط أحد الألعاب بالمكان.

انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة وتم الدفع بسيارات الإسعاف ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة للعلاج، وبينت التحقيقات أن أصحاب الملاهى يعملون ‏بالمخالفة دون الحصول على موافقات الأمن الصناعى والتى تعمل على معاينة جميع الألعاب للتعرف على ‏جودتها وصلاحية أجزائها المختلفة والتيقن من عدم إضرارها بالمواطنين. 

وطالبت النائبة ريهام عفيفى، عضو مجلس الشيوخ، الجهات المعنية بمراجعة اشتراطات الصحة والسلامة المهنية على الملاهى وأماكن لعب الأطفال بالمتنزهات الخاصة والنوادى مع بداية فصل الصيف.

وأشارت «عفيفى» إلى إنه مع بداية الإجازات الصيفية تتجه كثير من الأسر إلى مناطق الألعاب لإسعاد أبنائهم، قائلة: «للأسف هذه السعادة قد تتحول إلى كارثة بسبب غياب عوامل الأمان فى كثير من الألعاب وحدث ذلك بالفعل على مدار السنوات الماضية وراح ضحيتها بعض الأطفال». 

وأوضحت خطورة انتشار لعبة الزحليقة الهوائية والتى تعمل بنظام النفخ، متسائلة: ما عوامل الأمان فى هذه اللعبة المنتشرة فى كثير من الأحياء بمصر وهل توجد رقابة عليها؟ وشددت على ضرورة تدريب العاملين فى ملاهى الأطفال على الإسعافات الأولية لضمان السلامة لزائرى المكان.

 

حمامات السباحة.. فرحة محفوفة بالمخاطر!

 

يتجه آلاف الأطفال إلى حمامات السباحة، فور انتهاء العام الدراسى، للهو والاستمتاع بالإجازة والهروب من حرارة الصيف الحارقة، ولكن نتيجة إهمال المشرفين وعدم الالتزام بأعمال الصيانة والأمان والإجراءات الوقائية اللازمة، تتحول بعض حمامات السباحة إلى مقابر لبعض روادها..

وتبدأ تذاكر دخول حمامات السباحة بـ 20 جنيهًا وتزيد باختلاف المكان.

حوادث متشابهة تتكرر بصفة دورية لغرق الأطفال أخرها كان لطفل فقد حياته قبل أيام قليلة داخل حمام سباحة بأحد النوادى فى منطقة وادى حوف بالمعصرة، فى غفلة من مشرفى الحمام، حيث أكد مدير النادى والمشرفون خلال التحقيقات أن المتواجدين فى المكان لم يلاحظوا غرق الطفل، ولذلك لم يتم إنقاذه، وأن الواقعة قضاء وقدر، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة والتصريح بدفن جثة الطفل.

واقعة أخرى وقعت فى نفس الأسبوع لطفل 11 سنة تعرض للغرق أثناء لهوه داخل حمام سباحة أحد أندية مركز إطسا بالفيوم، شهود العيان أكدوا عدم وجود مشرفى الحمام فى النادى، أثناء لهو الطفل، وتم نقل الضحية طفل إلى المستشفى، لتلقى العلاج اللازم، لكنه توفى بعد أربعة أيام بسبب تدهور حالته الصحية. واتهم أهلية الضحية إدارة النادى بالإهمال والتسبب فى وفاة ابنهم، حيث أكد عم الضحية أنه ظل متواجًدا 70 دقيقة داخل حمام السباحة فاقدًا للوعى حتى تم نقله للمستشفى.

عم الضحية قال إنه لا يسمح لأى شخص أن يدخل النادى إلا بعد دفع تذكرة بقيمة 20 جنيها للتنزه، ولكن لا يوجد تأمينات والغرض من ذلك هو جمع الأموال دون النظر لسلامة الأطفال، فضلاً عن عدم وجود المدربين أو المنقذين الذين يقفون على حمام السباحة، مؤكدًا أن حمام السباحة لا يسع لأكثر من 50 طفلاً فى ذلك الوقت كان يتواجد بداخله ما يقرب من 100 طفل.

العناية الإلهية أنقذت نحو 20 طفلًا من الغرق داخل حمام سباحة نادى الترسانة، حيث تعرض عدد كبير من الأطفال للاختناق بسبب الإهمال نتيجة لتسريب غاز الكلور داخل الحمام أثناء تواجد الأطفال به، هرولت سيارات الإسعاف إلى النادى وتم نقل الأطفال إلى المستشفى لعمل الإسعافات اللازمة، وغادر الأطفال بعد استقرار حالاتهم الصحية وتماثلهم الشفاء.

كشفت تحقيقات النيابة أن الأطفال أصيبوا باختناق أثناء تدريبات السباحين من أعمار مختلفة، وكان عددهم يقدر بنحو 200 لاعب. والبداية كانت باستنشاق 10 أطفال لغاز الكلور وإصابتهم بحالة إعياء شديدة، ومع استمرار التدريبات تبين إصابة عدد آخر، ليقدم لهم الإسعافات الأولية داخل النادى بوضعهم على أجهزة الأكسجين قبل نقلهم بسيارات الإسعاف إلى مستشفى إمبابة العام لاستكمال العلاج والفحوصات، وعلى إثر ذلك أمر المسؤولون عن عمل حمام السباحة إخراج كل من بداخله.

أولياء أمور الأطفال أكدوا فى التحقيقات إن الحادث لم يكن الأول من نوعه داخل النادى، وأوضح المسئولون عن إدارة النادى إن هناك شركة تدير حمام السباحة وتتحصل كل شهر على أجر عال ولا يعرفون سبب تسريب غاز الكلور، وهناك تحقيقات داخلية تجرى فى هذا الصدد وحال ثبوت تقصير تلك الشركة فى عملها سيستغنى عنها فورا.

ومن القاهرة والجيزة، إلى المنيا وبالتحديد مدينة بنى مزار التى شهدت وفاة طفل داخل حمام سباحة بالنادى الرياضى وتم نقل الجثمان للمشرحة تحت تصرف النيابة التى صرحت بالدفن وتسلميه لأهليته.

الأجهزة الأمنية بالمنيا تلقت إخطارًا من النجدة بغرق الطفل واتجهت لمكان الواقعة، رفقة فريق من الإنقاذ النهرى، وتبين غرق الطفل آدم 12 سنة، فى حمامة السباحة، الخاص بالنادى الرياضى، أثناء تعلم السباحة. وكشف تقرير مفتش الصحة أن الوفاة نتجت بسبب توقف القلب والتنفس.

نتيجة لكثرة حوادث الغرق داخل حمامات السباحة، تقدم النائب طارق متولى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، حول الإهمال الذى يقع داخل حمامات السباحة غير المرخصة، والتى تفتقد كافة معايير السلامة والأمان، مشيرًا إلى أن ذلك يتسبب فى تكرار حوادث الغرق، خاصة بالفئة العمرية للأطفال، والإهمال وغياب وجود منقذين من جهة الجانب المسئول عن الحمامات وراء تلك الوقائع.

وأشار «متولى» إلى أن الكثير من مشرفى تلك الحمامات لم يحصلوا على شهادات إنقاذ تؤهلهم للعمل كمنقذين فى حمامات السباحة وتم تعيينهم فى النادى، دون شرط حصولهم على دورات وشهادات إنقاذ معتمدة، موضحًا أنه يجب أن يكونوا مؤهلين للعمل المزدوج أى منقذ بحرى وإسعافات أولية فى آن واحد، وضرورة توفير معايير الأمن والسلامة المتمثلة فى مراقب حمام، مدرَّب، وأدوات إنقاذ، وعلامات إرشادية، إلا أنها غير موجودة فى مصر بالشكل الكافى.

وأوضح النائب إلى أن أى حمام سباحة يتبع وزارة الشباب والرياضة، يُفترض أن يتم تكليف اتحاد الغوص والإنقاذ من قبَل الوزارة بعمل تقارير فنية عنه، ومدى صلاحيته الفنية لاستقبال مرتاديه، وبناء عليه يكون قرار عمل حمام السباحة من عدمه، إلا أن الوزارة لا تمنح الاتحاد هذه الصلاحيات. وتساءل النائب عن المسئول عن أرواح هؤلاء الضحايا الأبرياء الذين راحوا ضحية الإهمال والاستهتار، وأسباب عدم وجود رقابة بشكل فعال على حمامات السباحة.

 

النوادى للمحظوظين.. والشوارع ملاذ الفقراء

 

حالة من التمرد تضرب الأطفال على الجلوس فى المنزل بين أربعة حيطان فور انتهاء العام الدراسى وبدء الإجازة، الجميع متشوق للعب والفسح، ولكن تختلف كل أسرة فى فسحها وتنزهها عن غيرها نظرًا لظروفها الاقتصادية، وفى كل الحالات يخطط الجميع لقضاء إجازة سعيدة.

الأندية ومراكز الشباب تفتح أبوابها للأسر والعائلات وأطفالهم طول العام ويزداد الأمر إقبالاً فى الإجازات ولكن ليست لكل أسرة اشتراك فى ناد ما أو مركز شباب، الأمر الذى دفع إلى انتشار الساحات الشعبية وتحولت تلك الساحات إلى بيزنس رابح فى كل إجازة، فإيجار الملعب الخماسى يبدأ من 200 جنيهًا للساعة الواحدة نهارًا وتزداد القيمة ليلًا، فضلاً عن ارتفاع التكلفة باختلاف المنطقة واسم النادى.

فى المناطق الشعبية التى تحوى ملايين الأسر محدودة الدخل، ينشط ربح الساحات الشعبية ويستنزف جيوب الآباء يوميًا أما الأطفال غير القادرين على دفع «فيزيتا اللعب» فلا يوجد أمامهم سوى اللعب والجلوس بالشارع، الأمر الذى حوله إلى مركز إزعاج ليلًا نهارًا بالإضافة إلى أن الشوارع تتحول لساحات معارك بين الأولاد ناهيك عن معاكسات البنات ومضايقتهن.

يقول فريد أحد شباب منطقة شبرا، إن أطفال المنطقة يقضون أوقاتهم فى لعب الكرة بالشوارع، واللهو بالطائرات الورقية والتنافس مع بعضهم البعض فى ذلك، بالإضافة إلى لعب البلياردو حيث كثرت ترابيزات البلياردو والبنج فى شوارع المنطقة، فضلاً عن الألعاب الإلكترونية «البلايستيشن».

ولكن فريد أكد أن اللعب فى الشارع يكون غير آمن لعدة أسباب أهما مرور السيارات والدراجات النارية، والمشاجرات المستمرة بين الأطفال أنفسهم من ناحية وبينهم وبين المارة من ناحية أخرى، مشيراً إلى أنه يفضل الذهاب مع أبناءه إلى أقرب مركز الشباب، ليكون مطمئناً على أولاده، فضلاً عن استخراج طاقتهم المكبوتة فى اللعب ولكن الذهاب لمركز الشباب لم يكن بصفة يومية ومستمرة نظرًا لظروفه الاقتصادية وأوقات عمله.

بينما قال محمد صاحب الـ 22 عامًا إنه يستمع مع أصحابه فى لعب كرة القدم، خاصة أنهم يستأجرون ملعب نجيل صناعى لمدة ساعة أو أكثر للعب والتنافس فيهما بينهما، مؤكدا أن السعر يبدأ من 200 جنيه للساعة الصباحية ويكون 250 فى الفترة المسائية.

تقول أسماء، أم لطفلين، إنها لا تأمن على أطفالها للعب بالشارع نظرًا لخطورته وتعرضهم للضرب أو الإيذاء ومن الأفضل الذهاب إلى مركز الشباب والبحث عن هوية كل طفل لتنميتها وإخراج طاقتها فيه لاستغلال طاقته بالشكل الأمثل. 

النائب زين الإطناوى، عضو مجلس الشيوخ، تقدم بطلب إحاطة إلى المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس المجلس، موجه لرئيس الحكومة ووزير الشباب والرياضة بشأن استيضاح سياسة الحكومة لخطط التوسع فى مراكز التنمية الشبابية، وبما يضمن تكاملها مع الهيئات الشبابية الأخرى واستيعاب طاقات الشباب والأطفال.

وقال النائب إن المادة 82 من الدستور المصرى تنص على أن تكفل الدولة رعاية الشباب والنشء، وتعمل على اكتشاف مواهبهم، وتنمية قدراتهم الثقافية والعلمية والنفسية والبدنية والإبداعية، وتشجيعهم على العمل الجماعى والتطوعى، وتمكينهم من المشاركة فى الحياة العامة.

وتابع: تشكل فئة الشباب نسبة كبيرة فى المجتمعات، ولهذه الفئة سمات وخصائص ومشاكل وتطلعات، لذلك بذلت العديد من الجهود على المستوى الدولى للاهتمام بقضايا الشباب وإدراجها ضمن جداول العمل الإنمائية على كل من المستويات العالمية والإقليمية والوطنية، إيماناً بأن الاستثمار فى الشباب وإنشاء شراكات أحد عناصر الاستدامة، فالشباب هم أساس قوة العمل والحيوية اللازمين لبناء الأوطان والمجتمعات الإنسانية على مر الزمان. وتعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل التى يمر بها الفرد، حيث تبدأ شخصيته بالتبلور وتنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، وما يتبعها من نضوج جسمانى وعقلى، وما يستطيع تكوينه على مستوى العلاقات الاجتماعية وضمن اختياره الحر.

وأشار النائب إلى أن الحكومات تدرك فى جميع دول العالم أهمية الاستثمار فى الشباب بوصفهم المحرك الأساسى للنمو والتنمية فى أى مجتمع، وأهمية الحاجة إلى إيجاد تشريعات وسياسات مناسبة للاستجابة لشواغلهم وتطلعاتهم ومطالبهم وتعزيز مشاركتهم فى الحياة العامة، لهذا تخضع السياسات الشبابية لتغييرات ومراجعات متكررة من قبل الحكومات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية؛ بهدف الوصول إلى أفضل الممارسات أو السياسات التى تحقق تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم ودورهم فى الحياة العامة وفى مسيرة التنمية الشاملة فى بلداتهم.

وبدروه، أكد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أنه يولى أهمية قصوى لتطوير مراكز الشباب، قائلًا: «بصفتى مواطن وكلاعب فى مجال الكاراتيه، لعبت فى مراكز الشباب وأدرك أهميتها، أنا مهتم جدا بمستوى مراكز الشباب، وقلت لزملائى أنا لو أطول يبقى أسمى وزير مراكز الشباب هعمل كده، لأهمية هذا الشريان الحيوى». 

وأشار «صبحى» إلى أن وزارة الشباب والرياضة سعت منذ يونيو 2018 إلى إحداث طفرة إنشائية كبيرة فى العديد من مراكز الشباب عن طريق مشروعات الإدارة الاقتصادية لمراكز الشباب والتى تجاوز عائدها الاقتصادى 3,5 مليار جنيه من خلال 800 مشروع فى 400 مركز شباب فقط بغية تحقيق تحول كيفى بتلك المراكز وذلك بجانب خطة الوزارة الإنشائية داخل مراكز الشباب والتى تجاوزت 3 مليارات جنيه على مدار تلك الفترة، مشيراً إلى أن إجمالى الاستثمارات فى مراكز الشباب والأندية الرياضية بلغت نحو 7 مليارات جنيه. 

وأضاف أنه تم وضع رؤية منضبطة لتطوير مراكز الشباب حيث تم إنشاء هيكل تنظيمى لتنمية النشء وتوفير الظروف الملائمة للنمو المتكامل بما يعنى خلق إنسان متكامل.

 

خبراء الإجازة.. فرصة لاكتشاف المواهب 

 

أكد الدكتور محمد عبدالعزيز، الخبير التربوى والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن استثمار أوقات الطلاب فى الإجازة الصيفية أمر مهم لتنمية مهاراتهم واستكشاف مواهبهم، كما يجب أن يكون لدى الطلاب فرصة للاستفادة من وقتهم وتوجيهه نحو الأنشطة التعليمية والتطويرية التى تساعدهم على تطوير الذات.

وقال «عبدالعزيز»: «إذا كانت الأسرة لديها الإمكانية المادية فى الاشتراك بإحدى الأندية أو هم بالفعل مشتركين فى النوادى ومراكز الشباب فعليهم أن يفرغوا طاقات أولادهم فى الألعاب التى يفصلونها لتنمية مهاراتهم. وأخص الفتيات اللاتى يمكثن فى المنزل لفترات طويلة أن يستغلوا أوقاتهم ويتعلموا فنون الخياطة والتطريز وأشياء من ذلك القبيل حيث أن الفتيات لديها القدرة على التصميم والإبداع نظرًا لشغفهم بالملابس والأزياء.

 وأوضح أنه نظرًا للظروف الاقتصادية وانشغال الوالدين فى أعمالهم، فتعزف العديد من الأسر وبالأخص محدودى الدخل عن الخروج والتنزه بشكل متواصل، مطالبًا إياهم بوضع الأطفال تحت أعينهم والترفيه عليهم قدر المستطاع قائلًا إن الأولاد ثروة لا بد من استثمارها بالشكل السليم.

وتطرق الخبير التربوى إلى ضرورة توعية النشء بالوعى المالى مؤكدًا أن تلك المرحلة تكون بعد سن البلوغ، قائلًا: «يجب أن نعلم أولادنا الوعى المالى من خلال فتح مجالات تحقق لهم دخل مالى.. حتى يكون الشاب قادر على الإنفاق على نفسه بعد التخرج».

وأشار «عبدالعزيز» إلى أن أكثر مرحلة تحتاج إلى هى المراحل التعليمية الأولى، حيث يمكن للأطفال الاستفادة من الصيف لتعزيز مهارات القراءة والكتابة، وتنمية مهارات الحساب والعلوم، واكتشاف ميولهم من خلال الأنشطة التعليمية الممتعة والألعاب التعليمية، واستكشاف مجالات الفن والرياضة والموسيقى أو الانضمام إلى دورات تعليمية خارجية لاكتشاف مواهب جديدة وتطويرها منذ الصغر، مشددًا على ضرورة أن تفتح المؤسسات التعليمية ومراكز الشباب ودور الثقافة أبوابها لامتصاص طاقات الشباب وتنميتها أثناء الإجازة، بما فيهما المدارس والجامعات، مؤكدًا أن ممارسة الرياضة شى مهم للأطفال

وطالب الخبير التربوى أولياء الأمور بمعرفة هوايات أطفالهم ومحاولة تنميتها لاستغلال طاقاتهم وقت الإجازة الصيفية بطريقة مناسبة وتوجيه جهودهم نحو الأنشطة التى تساهم فى نموهم الشخصى والدراسى، مع مراعاة أن جميع الطلبة ينتظرون الإجازة بفارغ الصبر للتنفيس، وتفريغ الضغوطات نتيجة عام دراسى طويل

كما أشار إلى أن السوشيال ميديا أصبحت قوة كبيرة وبمثابة عالم موازى وجزء من حياتنا اليومية، مطالبًا أولياء الأمور بتوجيه أطفالهم للاستخدام الصحيح السليم لها وتصفح البرامج والقنوات المفيدة التى تمنى مهاراتهم.

وقالت الدكتورة سامية خضر، استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن ممارسة الأنشطة خلال فترة الإجازة أمرًا مهمًا يساعد فى تعزيز صحة الأطفال ورفاهيتهم العامة، مثل ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، وتنمية المهارات الاجتماعية والتعاونية من خلال الانخراط فى الأنشطة الجماعية، وتطوير مهارات التواصل والتفكير النقدى، وتوسيع معرفتهم وثقافتهم. وطالبت المسئولين بتخفيض قيمة تذاكر النوادى والملاعب ولو يومًا فى الأسبوع لاستيعاب الأطفال من مختلف الطبقات الاجتماعية وتفريغ طاقاتهم المكبوتة، كما طالبت أيضا بتوفير حدائق مخصوصة كمنتزهات عامة لاستيعاب الأسر والأطفال خلال فترة الإجازة.

وشددت «خضر» على أولياء الأمور أن تهتم بمعرفة هوايات ورغبات أطفالهم، لتقديم الأنشطة والبرامج التى تلبى احتياجاتهم للمساهمة فى تحقيق تطورهم الشخصى والتعليمى، مؤكدة أن الاستمرارية فى تقديم الأنشطة وتوفير الفرص للطلاب خلال فترة الصيف يساهم فى استثمار وقتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم.

ونوهت استاذ علم الاجتماع إلى إنه يجب على الطلاب أن يدركوا قيمة الوقت وأهمية الاستفادة منه خلال فترة الإجازة الصيفية، من خلال وضع أهداف لأنشطتهم وتطوير مهارات جديدة، سواء فى المجالات التعليمية أو الفنية أو الرياضية، حتى تكون هذه فرصة للطلاب لتطوير اهتماماتهم وإظهار مواهبهم.

وأضافت أنه يجب أن يتم توجيه الطلاب بشأن استخدام وسائل الترفيه بطريقة صحية ومتوازنة، وينبغى تشجيعهم على ممارسة النشاطات البدنية وقضاء وقت مع العائلة والأصدقاء، وفى الوقت نفسه تجنب الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية ووسائل الترفيه.

كما طالبت وزيرة الثقافة والمسئولين بضرورة مراجعة الأعمال الفنية التى توجه للأطفال والنشء، وأن تخلو من المشاهد والألفاظ الهابطة كون أن الأعمال الدرامية والسينما تسهم فى التربية جنبًا إلى جنب مع البيت، فلا بد من إنتاج مسلسلات وأعمال درامية تعزيز القيم وتوعى الأطفال ذكوراً وإناثاً بأدوارهم فى المجتمع وحقوقهم وواجباتهم.