رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

وسط مشاهد احتفال مئات الملايين من المسلمين حول العالم، بمناسك وطقوس عيد الأضحى المبارك، سطعت مأساة الشعب الفلسطينى فى غزة الذى قضى هذه الأيام وسط الركام وحطام منازله، يبحث عن شرب أو بعض اللقيمات التى يسد بها رمقه، بعد أن ظل صامدًا لأكثر من ثمانية أشهر تحت ويلات القصف الإسرائيلى وعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقى فى واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية التى تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية فى ظل فشل جميع المساعى وعجز المجتمع الدولى عن وقف هذه الحرب العنصرية التى كشفت عن ازدواجية المعايير عند العالم المتحضر وافتقاده أبسط قواعد الإنسانية، ورصدت عشرات التقارير الإعلامية حياة الفلسطينيين خلال أيام عيدالأضحى الذى يمثل أهم مناسبة لدى المسلمين، بينما عاشها أبناء غزة فى مأساة كبيرة إما بسبب الشهداء أو للمأساة اليومية فى الخيام بعد أن فقدوا منازلهم وثرواتهم بسبب تدمير المدينة بالكامل وتحويلها إلى ركام وحطام، وحتى الخيام لم تسلم من القصف والتدمير والحرق وفوق هذا وذاك الحصار الشامل بهدف التجويع.

< الحقيقة أن أبناء غزة ضربوا أروع الأمثلة فى الصمود والتصدى عندما أصروا على إقامة صلاة العيد وسط ركام المساجد المدمرة، وهى صورة تصدرت وسائل الإعلام وكان من بينها صحيفة النيويورك تايمز التى نشرت تقريراً فى افتتاحيتها عن مظاهر العيد فى غزة والتى اقتصرت على قيام الآلاف بافتراش أراضى المساجد المدمرة لأداء صلاة العيد فى وقت أحكم الجوع قبضته على الجميع، إلى حد أن كثيرًا من الأطفال الذين نجوا من القصف قد استشهدوا بسبب الجوع.. ويصارع آلاف الأطفال من أجل الحياة بسبب سوء التغذية وعدم توفر أى مقومات للحياة ومنها العناية الطبية، وكشفت تقارير أممية عن المأساة التى يعيشها أبناء شمال غزة بفعل استداد حرب التجويع التى يمارسها الجيش الإسرائيلى ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق الشمال وهو الأمر الذى أدى إلى إطلاق حملة إلكترونية على مواقع وسائل التواصل الاجتماعى تحت عنوان - أوقفوا تجويع الشمال - بعد أن وصلت الأوضاع إلى حالة كارثية بسبب النقص الحاد فى الامدادات الغذائية ومعاناة آلاف الأسر من مجاعة حقيقية، ونشرت الحملة عدة شعارات منها - اليوم أصبح للموت سلاح جديد، سلاح المجاعة والعطش، وفى عصر الإنسانية غزة تأكل الصخر خبزاً فى وعاء إنسانية فارغ ودعت الحملة الأمم المتحدة والعالم التدخل العاجل لإنقاذ شمال غزة من الموت جوعاً.

< مأساة الشعب الفلسطينى لا تقف عند حد عجز المجتمع الدولى والمؤسسات الدولية فى انقاذ القانون الدولى وتحقيق الشرعية الدولية، ولا عند ازدواجية المعايير الغربية وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتعطيل قرارات الشرعية الدولية، ومساندة إسرائيل ودعمها عسكريا واقتصادياً على طول الخط.. وإنما أيضاً بسبب التفكك العربى والعمل بشكل أحادى ومنفرد سواء كان بوعى أو بسوء وعى وعدم تقدير للسياسة الدولية والمخططات العالمية، والواضح أن العالم العربى لم يتعلم من كل دروس الماضى، والمخططات العالمية والغربية تحديداً التى تصنع الخطط والمؤمرات والفخاخ للعالم العربى ويسقط فيها واحداً تلو الآخر منذ معاهدة سايكس بيكو وحتى مؤامرة الربيع العربى التى استخدم فيها المال العربى والإعلام العربى وأجهزة الاستخبارات العربية لإسقاط دول وأنظمة عربية أخرى من خلال التوجيهات الغربية والأمريكية التى كشفت جانبًا منها مذكرات هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، ومع هذا استمرت بعض الدول العربية فى سياساتها المنعزلة والأحادية تجاه الحرب البربرية على الشعب الفلسطينى فى وقت لم تتحمل بعض الدول الأجنبية هذه الحرب العنصرية وعمليات التطهير العرقى واتخذت مواقف جادة فى مواجهة الكيان الصهيونى، الأمر الذى يحتم على العالم العربى أن يعيد حساباته ويستفيد من أخطائه السابقة.

حفظ الله مصر