رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمات

لم تبدأ امتحانات ثانوية عامة بمؤشرات مرعبة عن الغش كما بدأت ثانوية هذا العام.. فقبل أيام كانت امتحانات الشهادة الإعدادية، وشهدت- ولأول مرة - وقائع غش غير مسبوقة، والغالبية العظمى من أسئلة الامتحانات كان يتم تسريبها قبل الامتحان بساعات، وكان كثير من الطلاب لا يدخلون اللجان إلا بعد بدايتها بفترات تصل إلى نصف ساعة تقريبًا، وخلال هذه الدقائق كانوا يطالعون أسئلة الامتحان وإجاباتها النموذجية، وبعدها يدخلون لجان الامتحانات فيكتبون ما حفظوه من إجابات!

كل هذا قد حدث فى امتحانات الإعدادية ولنا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث فى الشهادة الثانوية. 

< فى سنوات سابقة كانت هناك لجان خاصة تشهد غشًا ممنهجًا ويحصل أغلب طلابها على درجات تمكنهم من الالتحاق بكليات القمة، وهذا العام أكد مسئولو وزارة التربية والتعليم أن مثل هذه اللجان صارت من الماضى ولم يعد لها وجود هذا العام.. وستكشف وقائع الامتحانات نفسها مدى صدقهم. 

< وتوجد وسائل تكنولوجية عديدة تسهل الغش بشكل كبير، منها كاميرات تثبت  فى أغطية  زجاجات المياه المعدنية، وأقلام وميداليات مزودة بكاميرات، ونظارات بها عدسات عادية، وفى منتصفها كاميرا فيديو لا يمكن رؤيتها إلا بصعوبة شديدة، وفى نهاية النظارة قرب الأذن توجد سماعة لاسلكية متناهية الصغر، وبمجرد النظر إلى ورقة الأسئلة يتم تصوير الأسئلة، وإرسالها إلى شخص خارج اللجنة، هذا الشخص يتولى إجابة الأسئلة، ثم يرسلها للممتحن عبر ميكروفون مثبت فى النظارة. 

وهناك أيضا كاميرات وميكـروفونات صغيرة جدا  يتم تركيبها داخل مسطرة أو ممحاة «أستيكة»، ويرتبط  كل ميكروفون لاسلكيًا بأشخاص خارج قاعة الامتحان، ويتلقى الطالب الأجوبة عبر سماعة أو من خلال شاشة مركبة داخل المسطرة أو «الأستيكة»، وهناك أيضا جهاز صغير الحجم جدا لا يتعدى طوله 3 مليمترات يعمل بالبلوتوث، يمكنه إرسال الأسئلة، واستقبال الأجوبة. 

وهناك أيضا ساعات ذكية، تمتلك قدرة تخزينية تصل إلى 4 جيجابايت، وشاشة تتيح تصفح المادة المكتوبة من خلال تمرير الشاشة والانتقال إلى الأسفل أو الأعلى أوتوماتيكيا أو يدويا، وتحتوى الساعة على زر بالضغط عليه تتحول إلى وضعية الشاشة وبالضغط علية مرة أخرى تتحول إلى وضعية الساعة، فضلًا عن قدرتها على إمكانية التواصل عبر «الواى فاى». 

ويوجد  كارت يشبه «الفيزا كارد» وبه «كارت ميمورى»، يتم تخزين المعلومات عليه، ويتم استخدامه فى الغش فى الامتحانات.

< كل هذه الأجهزة متاحة للغش، ويضاف إليها مواقع إلكترونية سخرت كل إمكانياتها لتسريب أسئلة الامتحانات وإجاباتها النموذجية..

< وأدعو كل عاقل إلى أن يسأل نفسه: لماذا تتكالب كل هذه المواقع على الغش ومساعدة الغشاشين؟.. هل يفعلون ذلك كنوع من معارضة الحكومة مثلا؟ .. أعتقد أن المعارض الحقيقى هو الذى يعارض وينتقد من أجل إصلاح الأوضاع المعوجة والنهوض بالبلاد، أما الغش ومساعدة الغشاشين فإنه نوع من تدمير الوطن وليس بناءه. 

وقد يقول قائل إن مواقع الغش تستهدف زيادة الإقبال عليها لتحقق أرباحًا مادية، ولو كانوا يفعلون ذلك فلا فرق بينهم وبين تجار المخدرات فكلاهما يدمر الأجيال من أجل أن يحقق ثراء حرامًا محرمًا.