رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من تراث الكنيسة

القديس لعازر.. سيرة مؤثرة وقصة حياة مُلهمة للأقباط

أيقونة القديس لعازر
أيقونة القديس لعازر

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء الموافق 27 بشنس حسب التقويم القبطي، بذكرى نياحة القديس لعازر، المعروف بـ"حبيب المسيح" والذي أقامه من الموت في أولى ايام أسبوع الآلام.

يعتبر القديس لعازر واحدًا من الأسماء البارزة في التراث المسيحي نظرًا لمكانتة ومحبة السيد المسيح له، وهو أخو مريم ومرثا قديسات مؤثرات في التراث المسيحي،  ويعد أحد الشخصيات التي ارتبط باسم بالمسيح بعدما أقامه من الموت  يوم سبت الأول من اسبوع الألام والذي يعرف بـ"سبت لعازر"، اتبع هذا القديس تلاميذ يسوع وحضر حلول الروح القدس في عيد  الخمسين.

خصصت الكنيسة يومًا في مستهل اسبع الالام لهذا القديس وتعيد إحياء ذكرى قيامة لعازر صديق المسيح من القبر بعد موتة بأربعة أيام، ويتخذ هذا اليوم عيدًا للأطفال، وتحرص الكنائس القبطية على إقامة الصلوات و العظات الروحية.

وورد في الإصحاح الحادي عشر من إنجيل يوحنا قصة إقامة المسيح لصديقة القديس عازر من الأموات، وكان يعرف أنه قديس من بيت ممتلئ بالإيمان وكانت أسرته مقربة إلى قلب المسيح ، و ذات ليلة وصل إلي المسيح نبأ عن مرض لعازر وسارع إليه وكان هناك بعض من تلاميذه لتفقد أوضاع هذا القديس المؤمن فوجدوا مريم ومرثا تظهر معالم الحزن على أعينهما وعرفوا التلاميذ برحيل أخيهم الذي انتقل إلى الآمجاد السماوية و حين ذهب المسيح إلى قبل قبر القديس لعازر تحققت المعجزة وإقامة من الموت مرة آخرى.  

تذكر المراجع المسيحية عن أحداث اليوم الأخير لهذا القديس حين اشتد عليه المرض أرسلتا رسالة إلى السيد المسيح تقول:"ياسيد هوذا الذي تحبه مريض، فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله".

كانت معجزات المسيح معروفه لدى الكثير في البلدة ولكن محبته إلى هذه الأسرة كانت تفوق كل شئ، وذهب إلى مقر قبر لعازر في منطقة بيت عنيا القريبة بالقدس وقف أمام القبر وردد قائلًا: "ارفعوا الحجر  فقالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام،  فقال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله فرفعوا الحجر وصلى ثم "صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ" وهو ماورد في  إنجيل يوحنا "11 : 43-44".

وفي احدى العظات الروحية لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث  التي تناول فيها قصة معجزة إقامة العازر من الموت، عبر قائلًا:" أنها معجزة مذهلة جعلت كثيرين يتبع المسيح، ومع ذلك لم تترك تأثيرًا روحيًا في رؤساء الكهنة والفريسيين".

كانت هذه المعجزة سببًا في إيمان عدد كبير من اليهود وأثارات فزعًا بينما اضطرب زعماء اليهود ورؤسائهم خوفًا من انتشارها بين الوافدين فقرروا قتل لعازر لكنهم فشلوا في تحقيق مخططهم وعاش وشارك في حلول الروح القدس بعد ذلك.

صُلب المسيح وانتقل جميع أتباعه وتلاميذة لعدة بلاد وحاول لعازر أن ينجو بنفسه من مطاردة اليهود الذين يضمرون قتله، وبعد مرور وقت استقر لعازر مع أختاه وأخذ يبشر أهل الجزيرة بالمسيحية، وزاره القديس بولس و القديس برنابا والقديس مرقص الرسول عام ٤٥ ميلادية.

وكان حينها هو أول أول أسقف على مدينة كيتيون، وكان فى الجزيرة عبادة الاوثان التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت، ونجحت الكرازة في المكان وتم  تحويل أهالى الجزيرة من عبادة الأوثان إلى أتباع المسيح وبعدما تم رسمه أسقفاً على قبرص أحسن رعاية كل من آمن، عاش أربعين عامًا ثم تنيَّح بسلام. 

وبعد أن جاهد القديس لعازر ما يقرب من ثلاثين عامًا فى خدمة الجزيرة رحل عن عالمنا وقد بلغ من العمر حوالى 60 عاما ودفن هناك ، ومضت عدة قرون بعدها أكتشفت مقبرته فى سنة ٨٩٠ ميلادية ونقل الإمبراطور البيزنطى ليون السادس (٨٨٦ -٩١٢م)  جزءًا من رفاته إلى القسطنطينية ولكنها بعد ذلك نقلت إلى مارسيليا بفرنسا.