رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الزاد

نعم كان خبر اقالة ايناس عبدالدايم بمثابة الشرارة التى أشعلت ثورة المثقفين، لكن للأمانة اكتشف الناس فيما بعد أن  الأمر لم يكن ايناس عبدالدايم بقدر ما شعر المتابعون للحركة الثقافية والمثقفين والفنانين وعامة الناس، بأن هناك أمرا اكبر، وهو اخونة الدولة والبداية كانت وزارة الثقافة التى كان يطلق عليها الإخوان وزارة الرقص، تخيلوا!!
المهم رفض القرار من قبل العاملين بالأوبرا، وقرروا الدخول فى اعتصام داخل الاوبرا، وكانت البداية إلغاء عرض أوبرا عايدة، حيث وقف ما يقرب من ١٠٠٠ فنان وإدارى من ابناء الاوبرا، حاملين شعارات ضد الاخوان وفتح الستار على هذا المشهد، وسط هتاف، انضم للهتاف الجمهور، وكانت تلك الليلة أقوى رسالة للعالم، ومن قلب الاوبرا أعلن للعالم رفضنا لحكم الاخوان، اجمل ما فى هذا المشهد هو رفض الجمهور استرداد قيمة تذاكر اوبرا عايدة، حتى أن هذا الأمر سبب أزمة لأن المبلغ يجب أن يسوى ماليا.
مشهد الـ1000 فنان وإدارى كان حديث الفضائيات.
وهنا يجب أن نشير إلى دور الفنان عمر خيرت الذى علق حفلاته، الزعيم عادل أمام الذى اعلن دعمه الكامل لحركة المثقفين والفنانين ورمزى يسى الذى كان يحارب من باريس، ويحيى خليل الذى علق حفلاته وخرج على الفضائيات يعلن رفضه للإخوان ودعمه لحركة المثقفين والفنانين، العديد من رموز هذا الاعتصام من بينهم المايسترو ناير ناجى وهشام جبر والفنان ناصر عبدالمنعم والمخرج عصام السيد والفنان عبدالوهاب السيد وشباب المسرح الحر وعازفو الاوركسترا الذين عزفوا السلام الوطنى فى شارع شجرة الدر بالزمالك اثناء محاصرة الوزير الاخوانى، وفرق الموسيقى العربية والباليه ومغنو فرقة الاوبرا والفنانون التشكيليون ونجوم المسرح القومى وانضم العاملون بالمركز القومى للترجمه والمجلس الاعلى للثقافة وصندوق التنمية الثقافية .
حاول الوزيرالاخوانى المساومة لكن الكل رفض أفكاره.
لأن الكل اكتشف ان الأمر ليس منصبا يسلب أو يسرق من ايناس عبدالدايم لكنه وطن يسرق ويدمر من أجل جماعة.
قرر الجميع الانتقال من الاوبرا إلى حرم وزارة الثقافة. وكان لا بد من حيلة لدخول المبنى بشكل سلمى، جاءت الفكرة، أن يذهب وفد من كبار الفنانين بداعى تهنئة هذا الوزير، وبمجرد فتح الأبواب للدخول يعلن الفنانون الاعتصام، مع وجود دعم من الشباب الذى حاصر مبنى الوزارة فاضطر الوزير للهروب من الباب الخلفي، فى كل هذه الأحداث انضمت فرق للفنون الشعبية وابناء السيرك القومى، إلى جانب مئات من ابناء الشعب المصرى.
ثم بدأ عدد من الاوبرات العالمية مثل اوبرا فيينا وباريس يعلن دعمه لفناني واداريي دار الاوبرا وانهالت الطلبات لإجراء مقابلات تليفزيونية مع ايناس عبدالدايم لإجراء حوار معها على الفضائيات فذهب معها عدد من الشباب لحمايتها من أى غدر وكان المشهد يضم ١٤ سيارة داخل مدينة الانتاج الاعلامي.
كان من أبرز الفنانين الذين ذهبوا للاعتصام جلال الشرقاوى محمد فاضل نبيل الحلفاوى وسامح الصريطى وأحمد عبدالعزيز وفردوس عبد الحميد وخالد يوسف وعزت ابو عوف ويسرا والهام شاهين ودكتور محمد العدل وجمال العدل والدكتور أحمد مجاهد والفنان أحمد حلمى وكريم عبدالعزيز وغادة عادل ورجاء الجداوى وخالد صالح وآثار الحكيم والفنان التشكيلى محمد عبلة واحمد شيحة وسامح مهران والمخرج مجدى احمد على والكاتب الكبير بهاء طاهر والكاتبة الكبيرة فتحية العسال والفنان هانى حسن راقص الباليه الشهير والراحل محسن فاروق وغيرهم من العاملين بالوزارة.
سكان الزمالك شاركوا ايضا فى الملحمة فى البداية قدموا للمعتصمين أدوات النظافة اللازمة لكى تحتفظ الجزيرة النظيفة برونقها، تخيلوا كان يقوم بنظافة الشوارع بالمكنسة قامات كبيرة بحجم الدكتور أحمد مجاهد، وغيره.
نعود الى سكان الزمالك الذين قدموا الدعم الكبير للاعتصام مأكولات ومشروبات، إلى جانب الدعم النفسى والمعنوى، واللوجستى من كتابة لافتات.
كان المشهد كل يوم أمام وزارة الثقافة يؤكد أننا بصدد ثورة حقيقية اطلق شرارتها المثقفين بقيادة عدد من شباب ورجال دار الاوبرا. المشهد الذى يزداد بالبشر ويحصنه الشعب المصرى، نعم الشعب حصن واحتضن مطالب المثقفين واعتبرها مطلبا شعبيا، لا بد من رحيل الاخوان، لذلك تحول المشهد إلى ما يشبه حياة جديدة تصنع لهذا البلد، فالفن الذى رفضه الإخوان وكانوا يريدون ملاحقته وتدميره أصبح يتصدر المشهد، تم بناء مسرح أمام الباب الرئيسى للوزارة فهذا هانى حسن راقص الباليه المعروف يقدم بشكل شبه يومى مشاهد من بعض الباليهات الشهيرة مثل زوربا، وهذه نسمة عبدالعزيز تقدم مقطوعات  موسيقية على «المارمبا» وهذه ايناس عبدالدايم تعزف على الفلوت وهذه ايمان مصطفى تغنى اريات من أشهر الاوبرات العالمية، وفرق مكونة من الشباب يؤدون عروضا مسرحية وهذا شاعر يلقى اشعاره، تفاجأ الجميع  بأهل إمبابة وأهل أبوالعلا يحضرون فى المساء ليشاهدوا العروض الفنية، وبدأوا يتعاطفون مع المعتصمين، الناس فى محيط الاعتصام كانوا يلقون  بـ«ملبس»، وذات  مرة كانت هناك مباراة مهمة، فوجئ الجميع بأحد السكان ينزل بوصلة دش ليشاهد الجميع المباراة. 
كان  الشباب يتولى حماية الاعتصام، وكنت ألمح وأشعر أن هناك من يحمى هذا التجمع بعد الله سبحانه وتعالى دون أن يتدخل كنت أشعر أن هناك حماة للوطن ولأبناء مصر، عينى لم ترهم لكننى كنت احسهم بيننا.
ولأن المشهد هز العالم حاول  «الإخوان كعادتهم تشويه الصورة، بتصدير صورة مفبركة، فيها الشباب المعتصم ويلف سجائر، وانتشرت الصورة على أنها سيجارة حشيش»، لكن الكذبة لم تصدق.
و لن ننسى مشهد  أداء صلاة الجمعة فى الشارع أمام وزارة الثقافة لم يقصد منها توجيه رسالة، ولكن كان المكان ضيقا فى محيط الوزارة، فصلوا فى الشارع، وأحضروا خطيبا حتى لا يخرجوا من الاعتصام.
الاعتصام بدأ 5 يونيو، فى الإجازة الصيفية، لذلك اصبح الاعتصام مزارا لكل الاسرة المصرية، فهو رسالة دعم وفى نفس الوقت توجيه رسالة للعالم بأننا شعب محب للفن ولن نقبل تلك المهاترات الاخوانية، الاهالى كانوا يحضرون أولادهم لتعلم الرسم، وقدم عرض باليه «زوربا» فى الشارع، ومسرحيات وأغانى ومزيكا، والعروض كانت مفتوحة للجميع».
نعم رسم الشعب فى 30 يونيو ملحمة كبيرة للصمود ومن هنا كانت البداية لعودة مصر من جديد، لنبنى مصرنا الجديدة.