رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى روايته «البحث عن الزمن المفقود» يصف مارسيل بروست (1871-1922)، المشهد الشهير عن كعكة «المادلين» هو من أشهر المقاطع فى الأدب، حيث يلتقط ببراعة التفاعل بين الذاكرة والحساسية والحنين.

يروى السارد، مارسيل، لحظة يشعر فيها بحزن عميق وحنين إلى الماضى. ذات يوم، تقدم له والدته كوبًا من الشاى وكعكة المادلين، وهى كعكة صغيرة على شكل صدفة. فى البداية، لا يشعر بشيء خاص تجاه هذا الفعل العادى. ولكن، عندما يأخذ رشفة من الشاى مع قطعة من المادلين، يجتاحه فجأة سيل من ذكريات طفولته.

مذاق المادلين المغمس فى الشاى والذى يعرف بإسم “La Madeleine de Proust” ، يوقظ ذكريات لا إرادية عن أيام الأحد فى منزل عمته ليونى فى كومبرى. يصبح هذا المزيج البسيط والمحدد من النكهات والملمس حافزًا ينقله إلى لحظات معينة من شبابه. تكشف هذه التجربة الحسية له أن جوهر الماضى غالبًا ما يكون مدفونًا فى التفاصيل العادية ويمكن أن يُستعاد بشكل غير متوقع من خلال الحواس.

يُعتبر مارسيل بروست (1871-1922)، الكاتب الفرنسى الشهير، من أعظم الأدباء فى القرن العشرين، حيث امتد تأثيره الأدبى إلى ما وراء حدود فرنسا ليشمل الأدب العالمى، بما فى ذلك الأدب العربى.

ورواية بروست الشهيرة «البحث عن الزمن المفقود» تُعد من أعظم الأعمال الأدبية فى التاريخ. تتناول الرواية موضوعات متعددة مثل الزمن، الذاكرة، والهوية بأسلوب فريد يعتمد على التداعى الحر للأفكار واسترجاع الذكريات. كانت هذه التقنية الجديدة فى السرد ثورية فى وقتها وأثّرت بشكل كبير على العديد من الكتّاب حول العالم.

لم يكن بروست مجرد كاتب؛ بل كان مفكرًا أدبيًا أحدث تحولات جذرية فى طريقة سرد القصص ومعالجة الشخصيات. تأثّر العديد من الكتاب بأسلوبه، مثل جيمس جويس فى الأدب الإنجليزى الذى استخدم تقنية التداعى الحر للأفكار فى روايته «يوليسيس»، وتوماس مان فى الأدب الألمانى الذى جمع بين التحليل النفسى والتفاصيل اليومية الدقيقة.

وصل تأثير بروست إلى الأدب العربى، حيث تأثّر العديد من الروائيين العرب بأسلوبه. إستلهم الكتاب العرب طرقًا جديدة فى السرد، والتحليل النفسى للشخصيات، واستخدام الذكريات كأداة سردية. استلهم الروائى اللبنانى رشيد الضعيف، على سبيل المثال، بروست فى استخدام التفاصيل الدقيقة والذاكرة الشخصية. كما تأثرت الروائية المصرية رضوى عاشور بأسلوب بروست فى تناولها للذاكرة الجماعية والفردية فى أعمالها.

مارسيل بروست لم يكن مجرد كاتب فرنسي؛ بل كان رمزًا أدبيًا عالميًا أثر فى العديد من الكتاب حول العالم. تأثيره على الأدب العالمى لا يمكن إنكاره، حيث ساهم فى تطوير أساليب السرد وإثراء النصوص الأدبية بتفاصيل دقيقة وتحليلات عميقة للذاكرة والهوية.

بروست سيظل مصدر إلهام للكتاّب والأدباء حول العالم، مؤكّدًا على قوة الأدب فى تجاوز الحدود الثقافية والزمنية.