رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

خط أحمر

دخلت الحرب فى السودان عامها الثانى فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٤، ولا شيء يضمن ألا تدوم حتى تدخل عامها الثالث، ومع ذلك، فهناك أمل نظل نتعلق به لعل وعسى. 

وهذا الأمل أجده فى التحالف السودانى الذى يشتهر بإسم مختصر هو «تقدم» والذى يرأسه الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الحكومة السودانية السابق.. أما السبب الذى يجعلنى وربما يجعل غيرى يأمل فى أن تتوقف الحرب على يد «تقدم» فهو أن عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السودانى، قال فى مرحلة من مراحل الحرب، إن وقفها أمر داخلى صرف، وأن أى طرف خارجى لن يستطيع تقديم ما يجب أن يقدمه الداخل. 

وما قاله البرهان أقرب ما يكون إلى الصواب، لأن السودانيين إذا لم يتفقوا على حتمية وقف الحرب، فلن تقف ولو عملت الدنيا كلها على وقفها.. فما أكثر المبعوثين الأمميين الذين توافدوا على الخرطوم وعلى غير الخرطوم، ولكن الحروب التى جاءوا لإطفاء نيرانها بقيت مشتعلة، والأزمات التى وصلوا لحلها لم تجد حلًا. 

وإذا شئتم فتأملوا الحالة الليبية المتأزمة، والتى لا تزيدها الأيام إلا تأزمًا، رغم أن المبعوث الأممى الأخير الذى وصلها ثم غادر كان هو العاشر تقريبًا! 

مناسبة هذا الكلام أن الدكتور حمدوك دعا إلى مؤتمر للتحالف الذى يرأسه، وقد بدأ المؤتمر فى السادس والعشرين من الشهر، وسوف ينتهى من أعماله اليوم.. ولا بند فى جدول أعمال سوى البند الذى يقول إن وقف الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة بين قوات الدعم السريع وبين الجيش فرض عين على كل سودانى. 

وما نعرفه أن فرض العين فى الفقه هو الشيء الذى لا يسقط عنك حتى ولو قام به سواك، وذلك على العكس من فرض الكفاية الذى إذا فعله شخص آخر سقط عنك.. هكذا يقول رجال الفقه فى الإسلام، وهكذا جاء عبدالله حمدوك يقول بمعنى من المعانى. 

والسبب أن الحرب لا تضر قوات الدعم السريع وحدها، ولا عناصر الجيش وحدهم، ولكنها تُلحق أبلغ الضرر بالسودان كله، وبمقدراته، وبكل مواطن سودانى.. ويكفيك أن تُلقى نظرة واحدة على أعداد النازحين واللاجئين الذين فروا من الحرب.. يكفيك أن تستطلع أعداد الذين هُم فى أشد الحاجة للمساعدات الإنسانية.. يكفيك أن تطالع أعداد القتلى والمصابين.. يكفيك هذا كله لتدرك أن وقف الحرب فرض عين على كل سودانى.