عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذﻛﺮى اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎة المسيح

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

تلاميذ مخلص العالم.. أحدهم خانه وآخر كتب الإنجيل

من «الشعانين» إلى «القيامة».. قصة خلاص الإنسانية

متحدث الكنيسة يكشف لـ«الوفد» طقوس الأقباط فى أسبوع البصخة المقدسة

القس رفعت فكرى: القيامة رسالة أمل ورجاء متجدد

القس ميشيل ميلاد: فرصة ليعيش الجميع حياة التوبة التى دفع ثمنها المسيح

 

تدق الكنيسة الارثوكسية، اليوم الأحد، أجراسها فى كافة الإيبارشيات والطوائف بالمحافظات المصرية، إعلاناً ببدء فترة روحية تعتبر هى الأقدس فى حياة الأقباط، وتحمل خصوصية روحية كبيرة تفيض محبتها قلوب المسيحيين لما فيها من معانى تقدير وامتنان للسيد المسيح الذى ضحى وقدم نفسه فداءً للبشرية وكان هو مُخلص العالم من سنوات الظلام والاستبداد.

يأتى هذا الأسبوع السابع من فترة الصوم الكبير الذى بدأ مارس الماضى على مدار 55 يوماً، وينتهى 5 مايو المقبل من خلال احتفالية عيد القيامة المجيد، وشهد الأقباط الجمعة الماضية «ختام الصوم»، بينما استهل أمس أسبوع البصخة المقدسة أو كما يعرف بـ«أسبوع الآلام»، ذكرى آخر أيام فى حياة السيد المسيح.

البصخة المقدسة

تعرف هذ الفترة بـ«أسبوع البصخة المقدسة» وبحسب عظة البابا تواضروس السابقة فى هذه المناسبة، أنها أيام تصلح لجميع البشر وعندما يدخل المُصلى إلى الكنيسة ويجد الرايات السوداء معلقة فهى ليست للكنيسة بل هى للجميع وعندما يشارك المصلون فى ألحان حزينة تكون على النفس الإنسانية فهذا الأسبوع هو ذكرى آخر أيام المسيح على الأرض والتى شهدت آلامه وصلبه وقدم نفسه ذبيحة وفداء وصار مفعول هذه الذبيحة ممتداً فى الزمن إلى نهاية الأجيال، وكلمة «بصخة» هى كلمة معربة ذو أصل يونانى وتعنى بالعبرى «الفصح»، ويقصد بها العبور والاجتياز وهو المعنى الروحى والنفسى خلال أسبوع الآلام.

أحداث أسبوع الآلام

يأتى فى «سبت لعازر» عدة أحداث منها إقامة لعازر وذهاب يسوع المسيح إلى مدينة إفرايم، وذكرى تطييب السيدة العذراء لابنها المسيح بالطيب فى بيت عنيا، ثم يوم الأحد «أحد الشعانين» دخول المسيح أورشليم فى موكب عظيم وطلب اليونانيين أن يروا يسوع، وفى يوم الاثنين، كانت ذكرى «شجرة التين غير المثمرة وتطهير السيد المسيح للهيكل للمرة الثانية»، وخلال يوم الثلاثاء كان تسعة أحداث، تأتى فى مقدمتها قصة الشجرة اليابسة وسؤال الرؤساء عن سلطان المسيح وهناك ذكرى ثلاثة أمثال إنذار وأسئلة اليهود، وذكرى سؤال المسيح الذى لا يرد عليه أحد، وأيضاً شهد اليوم ذاته نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين وقصة الأرملة الفقيرة ورفض اليهود للمسيح، وفى يوم الأربعاء كانت قصة سكب الطيب وخيانة يهوذا أحد تلاميذ المسيح.

و يوم الخميس الذى تم خلال العشاء الأخير وخطب المسيح الوداعية وصلاته الشفاعية، ويوم الجمعة هو اليوم الذى شهد تسليم المسيح للقضاء ومحاكمته أمام رؤساء اليهود ومن الوالى بيلاطس وصلبه وتعذيبه بشتى أنواع العذاب ثم دفنه فى القبر، ويأتى يوم سبت النور "واقعة الحراس على القبر" كما ورد فى سفر (مت 26: 72-66)، وأخيراً الأحد قيامة المسيح من بين الأموات.

البابا شنودة عن أسبوع الآلام: فترة اعتكاف وخلوة مع الله

لم تمر هذه المناسبة على الكنيسة عبر السنوات دون أن يترك آباء الأقباط رسالتهم وكثيراً ما يسترجع مركز معلم الأجيال التابع لكنيسة العذراء بالزيتون ذكريات وعظات البابا شنودة الثالث، الغائب الحاضر فى حياة الأقباط، وفى أسبوع الآلام القى عظة بطريرك الأقباط وضع لهم بعض التأملات والتعاليم التى يمكن أن تُحسن الجانب الروحى لأبناء الكنيسة، وتستمر جملته الذى أوصى فيها «أعيدوا ترتيب أنفسكم للتناول فى هذه الأيام المقدسة باعتراف وتوبة صادقة أمام الله وعزيمة قوية على أنكم تسلكوا حسن»، عالقة في الأذهان.

ويوصى ببعض المفاهيم التى يجب أن تكون حاضرة فى نفس المسيحيين وهى الشراكة أى يكون هناك إحساس مشترك بآلام المسيح وأن يكون هذا الأسبوع مخصصاً له لذا أفضل ما يقوم به المسيحى هو الاعتكاف والخلوة مع الله والبعد عن التشتت والأحاديث.

وقائع خالدة فى أذهان الأقباط

بدأت الكنيسة احتفالها أمس، بذكرى معجزة المسيح التى تعتبر ناقوسا يعلن من خلال بدء أسبوع الآلام ويعرف بـ«سبت لعازر»، وتعتبر واحدة من أهم معجزات السيد المسيح وتحتل مكانة كبيرة فى التاريخ المسيحى، حيث تعيد إحياء ذكرى قيامة «لعازر» من القبر بعد موته بأربعة أيام، ويتخذ هذا اليوم عيداً للأطفال، وتحرص الكنائس القبطية على إقامة الصلوات والعظات الروحية.

وعندما ذاعت شهرة السيد المسيح وأنه صاحب هذه المعجزة، كانت حالات الترقب والانتظار لشعب مدينة القدس «أورشليم حسب ما ورد ذكرها فى الكتب المسيحية» الذين وضعوا آمالهم فى هذا البطل صاحب المعجزات، ووقفت الجموع فى جانبى الطرق لاستقبال المسيح الذى كان فى مخيلتهم أنه سيدخل على خيل كبير مرتدياً سيفاً قوياً، ولكنه دخل فى سلام بسيط الهيئة يركب جحشاً وهادئ الوجه ومنيراً يضىء فى طريقهم العتمة التى صنعتها سنوات الظلم والاستبداد فى ذلك الوقت.

وتتزين الكنائس بسعف النخيل والزيتون تشبيهاً لما حدث مع المسيح فى مثل هذا اليوم، وقد دخل المسيح، ومن حوله أهل وأطفال المدينة يحملون أغصان الزيتون وسعف النخيل، دخل المُخلص أرض هذه البلدة التى كانت تحمل خصوصية دينية صارمة وتحت احتلال الإمبراطورية الرومانية التى ُعينت والياً لكى يقود هذه البلاد المحتلة، كان فى هذا الزمن الوالى هو «بيلاطس النبطى»، القادم من بنطس فى آسيا الصغرى، فخرجوا مُهللين بكلمات «أُوصَنَّا هوشعنا» وتعنى أنقذنا وخلصنا حاملين أفرع النخيل والزيتون.

كانت هتافات أهل أورشليم تعلو فى سماء المدينة لأنهم كانوا يعلمون أن المسيح صاحب معجزات وأنه سيخلصهم من الاستعباد الرومانى، ولكن المسيح جاء من أجل تأسيس مملكة روحية ومن أجل الإنسان وتوبة القلوب وأعمال الرحمة والمحبة.

كان ينظر للمسيح فى تلك اللحظة بحسب ما ورد فى عظة «أحد الشعانين» لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية العام الماضى، أنه فاتح عظيم فانتشرت الشعوب وعلت الهتافات والتهليل فى الشوارع ولكنها لم تكن خالية من علامات الاستفهام، ولكن حقيقة الأمر أن هذه الجموع التى انتظرت أن ترى بطلاً يحمل سيفاً وفق النظرة البشرية البسيطة للأمور جعلت جميع من هتف فى استقبال المسيح، يهتفون بعد مرور 5 أيام مطالبين حاكمهم الرومانى أن يصلب ويعذب المسيح، ويقول البابا إن المسيح جاء من أجل خلاص الإنسان من الخطية لذا هو المسيح الذى يمسح خطية الإنسان ولا يستطيع غيره فعل ذلك.

يعرف هذا اليوم فى الكنيسة بعدة أسماء، فهو «أحد الشعانين، أحد السعف، يوم الهتاف، يوم التهليل، يوم الزيتونة، يوم النخيل، يوم الأطفال، يوم الفقراء»، ويعتبر الأقباط هذه الذكرى عيداً لأنه يوم فريد فى حياة السيد المسيح والكنيسة، لذا يُعد أحد الأعياد السيدية فى حياة الكنيسة القبطية.

وتُعيد هذه الذكرى دخول المسيح إلى أورشليم قادماً من قرية صغيرة تعرف بـ«بيت عنيا»، وتحمل هذه اللحظة معنى رمزياً فهذه القرية تشبه من حيث الرمز «الأرض»، أما المدينة الكبيرة فهى «السماء»، وهو تعبير الرحلة السماوية الذى يعيشها الإنسان.

«المعاناة والخذلان» صاحبا المسيح فى حياته

يقول البابا تواضروس، فى عظة أسبوع الآلام العام الماضى، أن الحقيقة الجميع يحتفل فى هذا الأسبوع، ولكن فى الحقيقة هذه الأيام كانت حزينة ومؤلمة وجزءا من معاناة وآلام المسيح طيلة حياته والذي عاش فيها مخذول من الناس، ووفق ما جاء عنه فى سفر إشعياء النبى إصحاح (53) «رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ»، وهذا يعنى أنه لم يعذب المسيح أسبوعاً فقط بل كان العذاب والخذلان عنوان سيرته فى الأرض.

وورد فى الكتاب المقدس كثير من المواضع التى أكدت معاناة السيد المسيح وخذلانه من الجميع فقد جاء دليلاً فى الإصحاح «رفضونى أنا الحبيب مثل ميت مرذول» وفى سفر أرميا النبى الإصحاح الثانى «ركونى أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبارا آبارا مشققة لا تضبط ماء»، وفى سفر أشعيا النبى «مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِى وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً، صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟».

خلال هذا الأسبوع هناك وقائع فارقة فى الإنسانية، مثل «خميس العهد» الذى يتمتع بمكانة كبيرة بسبب ما شهده من أحداث، وهو ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه وهو اليوم الذى غسل فيه المسيح أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته، يتفرد بخصوصية روحية فى وجدان الأقباط لعدة أسباب ويمكن السبب أنه اليوم الذى شهد تأسيس أو إنشاء سر التناول (سر الأفخارستيا).

كان هذا اليوم الأخير الذى ألقى فيه المسيح تعاليمه وفى آخر ساعات يوم الخميس صلى صلاته الوداعية فى «بستان جثسيمانى»، وفى تلك الأثناء كان يتم الإعداد لصلبه وخيانته على يد أحد تلاميذه «يهوذا» الذى جاء بالجنود حتى يسلم لهم المسيح وتبدأ محاكمته ليلاً، وتأتى بعد ذلك الجمعة العظيمة كما تعرف فى الكنيسة وهو اليوم الذى صلب وتعذب فيه المسيح.

أنماط تلاميذ المسيح بين خائن وأمين

فسر البابا تواضروس فى عظة خميس العهد منذ عامين، أنواع تلاميذ السيد المسيح والتى تجسد أنماطا متعددة من البشر، هناك التلميذ الخائن «يهوذا» الذى باع المسيح ويمثل الإنسان غير الأمين فى حياته وعمله، والتلميذ المندفع «بطرس» يقول قداسته إنه الذى بعد معالجة ضعفاته بالحب صار يمثل الإيمان الذى يحياه الإنسان، واختتم عظته فى هذا السياق، بشخصية «يوحنا» تلميذ المحبة وهو مثال للمحبة والهدوء وله شروحات لاهوتية عميقة تدعو لها الأمر وكان أميناً فى كتابات الإنجيل.

وفى هذه المناسبة تواصلت «الوفد» مع القمص موسى إبراهيم يعقوب، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتجرى معه حواراً عن أقدس أيام العام فى حياة الأقباط.

<< بداية، ماذا يعنى أسبوع الآلام روحياً وعقائدياً للأقباط؟

أسبوع الآلام عقائدياً هو أسبوع إتمام المسيح عمل فداء البشرية وخلاص وإنقاذ الإنسان بحسب العقيدة المسيحية، وروحياً وهى الفترة الخاصة جداً وتشهد حضور مكثف من المسيحيين كأنهم يعبرون عن تقديرهم لعمل المسيح الذى تألم محبة فينا ولأجل خلاصنا وهو شكل من أشكال الالتفاف والتقدير لما صنعه المسيح من أجل البشرية.

<< ما أبرز الطقوس المتبعة فى الكنيسة تلك الفترة؟

تحمل تلك الفترة طقوسا خاصة لا تُمارس إلا فى هذا الأسبوع المعروف أن الطقس الأساسى فى الصلوات الكنسية على مدار السنة هو القداس، وخلال أسبوع الآلام يشهد صلوات لها طبيعة مختلفة وخاصة ونسميها بـ«صلوات السواعى»، وعلى مدار اليوم يتم صلاة عشر سواعى، خمس سواعى ليلية وخمس نهارية، وتكون هذه الصلوات العشرة هى الصلوات الأساسية خلال أسبوع البصخة، وهذا يجعل أسبوع الآلام له خصوصية على المستوى الطقسى لأن القداس هو الذى يميز الصلوات الكنسية ولكن فى هذا الأسبوع ما يميزه صلوات السواعى العشرة.

وهناك قداس يوم أحد الشعانين وقداس خميس العهد إلى جانب السواعى العشرة ويوم الجمعة العظيمة لا يوجد قداس ولكن يتم خلاله السواعى العشرة ويتم إضافة ساعية لتصبح حادية عشر «صلاة ساعة» وأيضاً قداس سبت الفرح قبل أن يختم الأسبوع بقداس عيد القيامة وهو قداس احتفالى.

<< ما أكثر القصص والدروس فى هذه الفترة؟

هناك العديد من الدروس فى أسبوع الآلام والدرس الأهم هو الآية التى قالها السيد المسيح «ليْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِه»، وهو المحبة الباذلة وهذا مفهوم تحرص الكنيسة على تكريسه فى حياة أبنائها وأنها تؤكد على فكرة أننا نقدم حبا باذلا أى نبذل أنفسنا ونضحى من أجل الآخرين وصورا كثيرة فى هذا السياق، عندما يعطى الإنسان من ماله ليساعد الآخر هو يعطى حبا باذلا، وحينما يتعب أحد لأجل آخرين ربما لا يعرفهم ويقدم لهم عطاء بأى شكل خدمة أو نصيحة تكون أيضاً شكلاً من أشكال الحب.

إننا نرصد الأسبوع الأخير من حياة السيد المسيح كما ورد فى الإنجيل وفى الطقس نجد أن الصلوات تتضمن هذه الأجزاء التى تناولت الأيام الأخيرة من حياة المسيح وصولاً إلى الصليب والقيامة.

<< كيف يستفيد المسيحى من هذه الفترة فى تجديد مفاهيمه الروحية؟

يستفيد المسيحى كأول استفادة له فى هذه الفترة أنه يأتى إلى الكنيسة ليصلى بشكل أكثر من المعتاد ولا شك أن الوجود وإعطاء وقت أكثر من المعتاد أمر يفيد المسيحى على المستوى الروحانى وعلاقته بالله وكأنه يأخذ جرعات مكثفة فى الحياة الروحية والعلاقة مع الله.

ويمكنه أن يستفيد أيضاً لأنه فترة عطاء للمحتاجين والآخرين، وأيضاً يستفيد على صعيد حياته الشخصية خارج الكنيسة لأنه يصبح أكثر زهداً وبسبب أن الأجواء الاجتماعية تكون قليل فى هذه الفترة لأننا نرى أن أسبوع الآلام يعطى الوقت لله أكثر من الناس.

<< ما رسالتك فى أسبوع الآلام لأبناء الكنيسة القبطية؟

رسالتى هى رسالة محبة وأقدم التهنئة لكل الأقباط فى هذا العيد الذى يعد أعظم الأعياد فى حياة المسيحيين وأيضاً رسالتى لهم أن نحيا حياة القيامة، والتى تعنى الانتصار على الضعفات الشخصية والتحديات وأن نؤدى مسئوليتنا بكل جدية ونتحملها ونحقق نجاحات فيها.

وفى سياق متصل حرصت «الوفد» على محاورة القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلى، والأمين المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، حول أهمية وخصوصية هذه الفترة لدى المسيحيين.

يقول القس رفعت، إن عقيدة صلب المسيح، هى عقيدة أساسية فى كل الطوائف المسيحية ولذلك تقام الاحتفالات فى كافة الكنائس وتكون بدايتها بـ«أحد السعف»، يهتم المسيحيون أيضاً بالاحتفال الخميس «احتفال الفصح مع تلاميذ المسيح» وذكرى الجمعة العظيمة التى شهدت الصلب ثم تأتى بعد ذلك العيد هناك طوائف تحتفل السبت وهناك الأحد.

ويوضح رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلى، أن الدرس المستفاد فى هذه الذكرى على الصعيد الروحى هو استمداد مفهوم التضحية والفداء من أجل الآخرين، والقيامة تحمل مفهوم معنوى قوى وهى إلهام لكثيرين أنه ليس هناك إحباط والموت لا يعنى النهاية ودائماً هناك أمل ورجاء جديد، وأن ما مر به المسيح دليل أن الحياة لا تنتهى، والجمعة العظيمة كانت عذاب وصلب المسيح وفجر الأحد كانت قيامته، وأن القبر ليس مستقرا بل هو ممر لحياة آخرى يجب أن يعمل الإنسان من أجلها.

ويمكن أن يستفيد المسيحى من قصة أسبوع الآلام، فى تجديد مفهوم التضحية وأهمية الوفاء، ويضيف القس رفعت فكرى أن هناك عددا كبيرا من الكنائس تُطبق الطقوس فى تلك الفترة ولكن الأهم أن يكون التطبيق فى الحياة العملية وأن يعيش الإنسان المعانى التى استفاد بها خلال هذه الأيام ويطبقها مع الآخرين، وأن هناك الكثير من البراهين حول الصلب والفداء، ولكن خير هذه البراهين أن يطبقها الإنسان مع من حوله.

ويستطرد حول القيامة وآثارها فى النفس البشرية، يقول إن القيامة هى بث الأمل والرجاء وتعزيز المحبة، تدعو لتغيير السلوك نحو الأفضل وهو غاية العبادات والعقيدة لا بد من تغيير السلوك حتى يكون للصلاة معنى عملى، وأن الله يحب أن يرى السلوك الجيد فى معاملات بين البشر وليست العبادة الشكلية فقط.

واختتم حديثه مع «الوفد» بتقديم التهنئة لكل المسيحيين وأن تكون هذه المناسبة فرصة لفحص النفس ومراجعتها واسترجاع تعاليم المسيح ومساحة غفران وسماح بين الناس وفق كلام المسيح فى الكتاب المقدس «اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون».

وفي حديث القس ميشيل ميلاد راعى كنيسة الراعى الصالح الأسقفية بالجيزة  لـ«الوفد» حول أهمية أسبوع الآلام،  قال إن الكنيسة الأسقفية تشهد فى هذه الفترة عدة طقوس ومراسم، وأنه من أهم الفترات للمسيحيين عموماً وللكنيسة الأسقفية بصفة خاصة، يستهل بأحد السعف ودخول المسيح للهيكل بصفته ابن داود الملك والورث الشرعى للحكم، ثم يطهر الهيكل من باعة الحمام والصيف، وخلال يومى «الاثنين والثلاثاء» تكون ذكرى تعاليم يسوع المسيح، ويوم الأربعاء كان يوم التآمر لقتله وأيضا هناك حدث هام قصة المرأة التى سكبت الطيب على رأسه، ثم يأتى «الخميس» يعرف بـ«العهد أو خميس الفصح»، وخلاله صنع العشاء مع تلاميذه، وغسل أرجلهم، وفى الجمعة تمت فيه المحاكمة، ويوم السبت كان عطلة اليهود لا يحدث فيه شىء وكان يسوع داخل القبر لكن فى فجر القيامة قام منتصرا على الموت، وتعنى عمق التعاليم المسيحية وتعلم أيضاً كيفية التواضع.

وهذا ما قاله أشعياء النبى، وخلال هذا الأسبوع يتعلم المسيحيون الكثير، لذلك تكثر الكنيسة من الصلوات ودرس الكتاب، وتقوم باحتفال كبير يوم الأحد وتزيين الكنائس بسعف النخيل وتقام الصلوات، ويفسر القس ميشيل ميلاد، أن الاحتفال فى هذه المناسبة لأنه فداء عن موت العالم وأن المسيح ضحى من أجل الجميع، واختتم حديثه لـ«الوفد» بتقديم رسالة لشعب الكنيسة أن يعيش الجميع حياة التوبة والتقوى التى دفع ثمنها المسيح.