رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات

بوابة الوفد الإلكترونية

أحدثت زيارة الدَّولة، التى قام بها السُّلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، إلى دَولة الإمارات العربية المُتَّحدة، قفزة كبرى فى العلاقات الثنائية بين البلدين، وانطلقت بآفاق الشراكة الاستراتيجية القائمة نحو فصل جديد مشرِق، يُحقِّق آمال وتطلعات الشَّعبيْنِ العُمانى والإماراتى. 

ولا شك أن هذه الزيارة تؤكد دعم السلطان هيثم بن طارق، للشراكة الاستراتيجية القائمة بين سلطنة عُمان ودَولة الإمارات، ورغبته السَّامية فى بناء مستقبل بآفاقٍ أرحبَ من التعاون، والتقدُّم فى شتَّى الميادين السياسية والأمنية الاجتماعية والثقافية والعلمية، ما سيُسهم بالتأكيد فى نُموِّ اقتصاد البلدَيْنِ، خصوصًا بعدما تمَّ الإعلان عن عددٍ من مذكّرات التفاهم فى مجالات الاستثمار والطاقة المُتجدِّدة والاستدامة، إضافة إلى السكك الحديد والتكنولوجيا والتعليم، التى سيكُونُ لها دَوْر كبير فى الانطلاق بالعلاقات نحو آفاقٍ أكبر، لذلك تُمثِّل الزيارة فرصةً لِمُواصلة استكشاف الفرص الاقتصادية وتطويرها لِصَالحِ البلدَيْنِ والشَّعبين.

 

بيان مشترك يوطد الوشائج التاريخية بين عُمان والإمارات

وفى ختام الزيارة صدر بيان مشترك، جاء فيه أنه امتدادًا لأواصر الأخوّة وتوطيدًا للوشائج التاريخيّة الحميمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، وتجسيدًا لعلاقات التعاون الزاهرة التى تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، قام السُّلطان هيثم بن طارق بزيارة «دولةٍ» إلى الإمارات العربية المتحدة على رأس وفد رفيع المستوى تلبيةً لدعوةٍ كريمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات يومى الاثنين والثلاثاء 13 و14 شوال 1445هـ الموافقين 22 و23 أبريل 2024م. ودشنت هذه الزيارة مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاستراتيجية المثمرة بين البلدين فى كافة المجالات.

وقد أثنى القائدان على الجهود التى تبذلها الجهات المختصة فى كلا البلدين لتعزيز التعاون الثنائى فى الشأنين الاقتصادى والاستثمارى، ووجّها بأهمية تحفيز وتشجيع القطاعين العام والخاص لتطوير وتنويع التبادل التجارى والاستثمارى، وإقامة شراكات استراتيجية تُلبّى طموحات شعبى البلدين، وتعزّز آفاق التعاون الشامل نحو المستقبل.

تناول القائدان التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر حولها، وأكدا على تعزيز التنسيق فى مواقفهما بما يخدم المصالح المشتركة ويقوّى دعائم الاستقرار والأمن فى المنطقة، مؤكديْن على مواقفهما الداعية للاستقرار والأمن والازدهار والنماء لجميع دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع.

وفى الشأن الإقليمى، وفى سياق التطورات التى تشهدها المنطقة، دعا الجانبان الأطراف الإقليمية إلى التحلى بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار، مؤكديْن على موقفهما الداعى إلى الالتزام بالقوانين الدولية، وحل الخلافات عبر الدبلوماسية والحوار، ومجدّدَيْن مطالبتهما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى بالاضطلاع بمسئولياتهما بتعزيز الأمن والسِّلم الدوليين.

وفى الشأن الاقتصادى والاستثمارى الثنائى، أثنى القائدان على الجهود التى تبذلها الجهات المختصة فى كلا البلدين لتعزيز التعاون الثنائى، ووجّها بأهمية تحفيز وتشجيع القطاعين العام والخاص لتطوير وتنويع التبادل التجارى والاستثمارى، وإقامة شراكات استراتيجية تلبى طموحات شعبى البلدين، وتعزّز آفاق التعاون الشامل نحو المستقبل.

 

التوقيع على مذكرات تفاهم وتعاون فى مجالات الاستثمار والطاقة المتجددة

وعلى هامش الزيارة، بحث مُنتدى الاستثمار العُمانى الإماراتى المشترك الذى أقيم بفندق قصر الإمارات بأبوظبى، سُبل تعزيز أوجه التعاون القائم بين البلدين فى شتَّى المجالات، وتم التوقيع على عدة اتفاقيّات ومذكرات تفاهم فى مختلف المجالات من بينها الاستثمار والطاقة المتجدّدة والسكك الحديدية والتكنولوجيا الحديثة فى إطار زيارة «دولةٍ» قام بها السُّلطان هيثم بن طارق إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

فى مجال الاستثمار تم التوقيع على مذكرة تفاهم فى مجال الاستثمار بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة الاستثمار الإماراتية، تهدف إلى استكشاف وتحديد وتبادل الفرص الاستثمارية فى مجالى التعاون الاقتصادى والاستثمارى.

أما فى مجال التكنولوجيا الحديثة، فقد تم الإعلان عن البدء الفعلى للعمل فى صندوق «جَسور»، وتفعيل الاستثمارات المباشرة فى الشركات التقنية الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة فى القطاع التقنى؛ حيث تلتزم شركة أبوظبى التنموية القابضة ممثلة بشركة «لونيت» وجهاز الاستثمار العُمانى ممثلًا بـ«مجموعة إذكاء» بتمويل الصندوق بحجم يبلغ 180 مليون دولار أمريكى بموجب التزام مسبق فى إطار مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها بين الطرفين فى عام 2022م.

وفى مجال الطاقة المتجددة، وقّع عددٌ من المؤسسات العُمانية والشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُمانى المحتضنة للمعادن الخضراء والعاملة فى مجال الطاقة المتجددة وقطاع الكهرباء مذكرة إطارية مع عدد من الشركات الرائدة فى هذه المجالات بدولة الإمارات العربية المتحدة، لبدء العمل على دراسات جدوى لتنفيذ مشروعات مبتكرة فى مجالات الحديد والألمنيوم الأخضر والطاقة المتجددة.

 

التوقيع على 3 اتفاقيات فى مجال شبكة السكك الحديدية 

وفيما يتعلق بمشروع شبكة السكك الحديدية التى تربط بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، تم التوقيع على 3 اتفاقيات تتمثل الأولى فى اتفاقية الشراكة بين المساهمين وتشمل كلًّا من «الاتحاد للقطارات» و»قطارات عُمان»، وشركة «مبادلة» إيذانًا بتنفيذ المشروع، وتتعلق الاتفاقية الثانية بترسية العقود المدنية للشبكة المشتركة على تحالف عُمانى إماراتى بقيادة «مجموعة تروجان للإنشاءات» (انبى سي) و«جلفار للهندسة والمقاولات»، فيما تتصل الاتفاقية الثالثة بترسية عقود الأنظمة والتكامل لشبكة السكك الحديدية على تحالف بين شركتى «سيمنز» و«اتش إيه سى» لضمان تجهيز القطارات بأحدث التقنيات والتكنولوجيا.

وقال عبدالسَّلام بن محمد المرشدى رئيس جهاز الاستثمار العُمانى أن النموَّ المستمرَّ فى حجم التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين خلال السنوات الماضية يعكس عمقَ ومتانةَ الشراكة الاقتصادية القائمة بينهما وآفاقها الواعدة، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين نحو 5.4 مليار ريال عُمانى بنهاية عام 2023م.

وأضاف أن شبكة السكك الحديدية المشتركة بين البلدين تُعدُّ إضافة نوعية للقطاع اللوجستى، وخطوة محفِّزة لمختلف القطاعات الصناعية والأنشطة الاقتصادى، موضحًا أن الشبكة ستُسهم فى توفير فرص تجارية واستثمارية واعدة للقطاع الخاص ودعم تكامليَّة أنشطة الموانئ العُمانية وربطها بالأسواق الإقليمية والعالمية، إضافة إلى جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية والارتقاء بالقدرة التنافسية للبلدين الشقيقين على مستوى التجارة العالمية.

 

إطلاق صندوق «جَسور» يجسد نقلة نوعية فى قطاع التكنولوجيا بسلطنة عُمان 

وأشار إلى أن إطلاق صندوق «جَسور» يجسد نقلة نوعية فى قطاع التكنولوجيا بسلطنة عُمان، مؤكدًا على أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستمضى نحو مرحلة جديدة من الابتكار والنموِّ وسيكون لها أثر مهم فى دعم مساعى البلدين لبناء مستقبل واعد أساسه الاستفادة من التحول الرقمى والتقدم التكنولوجى.

من جانبه قال قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى وقَّع عليها الجانبان تأتى انطلاقًا من العلاقات المميزة ورغبةً من البلدين فى تعزيز وتطوير التعاون الثنائى بينهما فى مجال الاستثمار، مؤكدًا على أن التعاون بين البلدين فى المجالات الاستثمارية سيعمل على تعزيز العلاقات الثنائية، وتهدف الوزارة من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم فى مجال الاستثمار إلى إنشاء إطار للتعاون الاستثمارى وتسهيل تبادل المعرفة التقنية والمشورة والخبرات بين البلدين فى مختلف القطاعات كالأمن الغذائى والخدمات اللوجستية والنقل ومشروعات البنية الأساسية وقطاع المعادن والخدمات الطبيعية والمشروعات المالية والمصرفية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الصناعة.

وبيَّن وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن عدد الشركات المسجَّلة فى سلطنة عُمان التى بها إسهام إماراتى خلال عام 2023م بلغ 1308 شركات، فى حين بلغت قيمة الإسهام الإماراتى من مجموع رأس المال المستثمر حسب السجلات التجاريّة حوالى 272 مليون ريال عُمانى، مشيرًا إلى أنه تَنشُط فى المُدن الصناعية بسلطنة عُمان نحو 112 شركة بها نسبة إسهام إماراتى، من بينها 37 شركة يتجاوز حجم رأس المال المستثمر بها مليون ريال عُمانى. 

وأكَّد وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على أن العلاقات العُمانية الإماراتية فى تطورٍ ونموٍّ مستمر فى مختلف المجالات بفضل ما تحظى به من اهتمام كبير من لدن السُّلطان هيثم بن طارق وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسِ دولة الإمارات العربية المُتَّحدة. 

من جهته أكَّد سهيل بن محمد المزروعى وزير الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة على أهمية الإنجازات التى حققتها الشركة المشتركة «حفيت للقطارات» منذ تأسيسها وبرهنت أنها على مستويات عالية من الكفاءة والالتزام بتحقيق الربط بين البلدين عبر شبكة سكك حديدية مشتركة آمنة ومستدامة، وبما ينسجم مع العلاقات الوطيدة والروابط الاستراتيجية والتاريخية التى تربط بين البلدين.

وأشار إلى أهمية شبكة السكك الحديدية فى تسهيل التجارة على الصعيدين المحلى والإقليمى وفتح آفاق جديدة فى قطاعات البنية الأساسية والنقل والخدمات اللوجستية وتنويع الاقتصاد الوطنى وتحقيق التنمية المستدامة فى البلدين.

ومن ناحيته، قال فيصل بن عبدالله الروَّاس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن القطاع الخاص شريك أساسى فى التنمية الاقتصادية، وحكومتا البلدين الشقيقين تؤكدان على الدَّور المُهِم والحيوى للقطاع من خلال العمل على تنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين فى المرحلة القادمة، مشيرًا إلى أن البلدين شهدا التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تتيح للقطاع الخاص فرصًا استثمارية واعدة فى مختلف المجالات لا سيما قطاع الخدمات الأساسية والمصاحبة لهذه المشروعات.

وأكد على أن هناك تعاونًا وتنسيقًا مستمرًّا بين غرفة تجارة وصناعة عُمان واتحاد الغرف الإماراتية، مبينًا أن المؤشرات الاقتصادية والاستثمارية بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة توضّح حجم هذا التعاون المشترك بين الجانبين.

وتخلل المنتدى تقديم عدة عروض مرئية من قبل «صالة استثمر فى عُمان» وجهاز الاستثمار العُمانى وشركة هيدروجين عُمان «هايدروم»، استعرضت الفرص والإمكانات الاستثمارية بسلطنة عُمان.

كما كشف المنتدى عن الهُوِية التجارية الجديدة لشركة «حفيت للقطارات» (شركة عُمان والاتحاد للقطارات سابقًا)، وهى الشركة المشتركة لـ«الاتحاد للقطارات» و«قطارات عُمان» وشركة «مبادلة»، تيمُّنًا بجبل حفيت الذى يمتد بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وموقعه الاستراتيجى ومكانته التاريخية فى البلدين.