رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على الرغم من اختلافاتهما فى النشأة واللغة، فإننا نجد أنّ الشاعرين النيجيرى نيى أوشندرى والمصرى أحمد فؤاد نجم، يتشاركان فى التزامهما بقضايا شعوبهما. يستخدم أوشندرى لغة مستوحاة من التراث الشفهى والغنائى لنيجيريا، بينما يستلهم نجم التراث الفلكلورى المصرى وخزانة أشعار العامية من النديم والتونسى وفؤاد حدّاد.
ينتقد الشاعران الفساد السياسى والانانية فى أعمالهما، ويسألان عن دور الشعر: هل يعبر عن مشاعر الفرد أم يعكس هموم المجتمع؟
أوشندرى يرى أن الشعر يجب أن يكون تعبيرا عن معاناة الفقراء، وينتقد الظلم والاستغلال، بينما يرى نجم الشعر وسيلة لتسليط الضوء على الظلم وتحفيز الناس على التحرر.
يقارن اوشندرى بين الزمن الجميل فى طفولته والزمن الصعب والظلم المخيم على مجتمعه النيجيرى فى الوقت الحاضر: «الحقل هو مكان ولادتى والريف هو الذى شكّل نشأتى. كنت ألقى الفجر فى الدهاليز السحرية للغابة وأرضع الرائحة العطرة للاعشاب التى تعالج أمراض الجسد والقطرات اللؤلؤية التى يجود بها القمر. وبالرغم من شظف العيش كانت صحّارات الفلاحين يتكدس فيها خِراج الأرض الذى أتخمه الغيث المنهمر ودفء الشمس الهادئ الآتى من ناحية التلال – كان الديك يدقّ جرس النهار دقّا مصاحبا لقعقعة طاحونة الذرة البعيدة، دقّا جعل النشاط يسرى فى أوصال القرية الناعسة. كنا نملك الارض وكانت الارض تملكنا. كنا نزرع ما نأكل ونأكل مانزرع.» (The Eye of the Earth, 1986: xi).)
ويتهكم فى مكان آخر بقوله لمواطنيه النيجريين: قدّموا طلبا إلى: السيد وزير الشئون المهموسة وزارة الصمت الوطنى، العنوان: 53 شارع المدافن، جمهورية خرصستان (33) جمهورية خرص – ستان – الاصل الانجليزى هو (Dumberia ) التى تشبه فى رسمها اسم نيجيريا Nigeria وطبعا Dumberia توحى بالصمت وكذلك الغباء. فى هذه الجمهورية يسود الصمت والغباء ويغيب العقل وضجيج الحياة.
على عكس شعر الفصحى، يقترب شعر نجم العامى من قلب وعقل الغالبية العظمى من مواطنيه المصريين، حيث انه شعر مستمد من التراث الشعبى ولغة الشارع المعبرة عن حكمه وسخرية الأمة المصرية: وعوّد عيالك فضيلة الرضا/ لأن إحنا طبعا عبيد القضا/ ورزقك ورزقى ورزق الكلاب / دا موضوع مؤجل ليوم الحساب.
إلّا أنّ الشاعرين لا يستخدمان بطريقة آلية التراث الشعبى حتى يسترضيا الجماهير. فهما يمزجان التراث الشعبى بصوتهما الحديث والثورى، وهما يشحنان بطارية التراث الشعبى بتيار قوى الحداثة والثورية والالتزام بقضايا اجتماعية وسياسية لمصلحة الفقراء والمحرومين وكذلك بقضايا التحرير والحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض. وإذا كان الموروث الثقافى يحض العامة للتصالح مع مواقعهم وقدرهم فى الحياة -ولو كان مأساويًا- فإنّ أشعار وأغانى أو شندرى ونجم تحتفل فى أشكال فنية متشابهة وحس شعرى متناغم بقدوم بلاغة جديدة، بلاغة بديلة خارج حدود بلاغة الموروث الثقافى – بلاغة بديلة تنفض عن جسدها قدريّة التراث وتقاليده البالية وكذلك تهويمات الأدب النخبوى.