عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمات

لدى أغلب الأزهرية حساسية مفرطة من كلمة «تجديد» أو«تحديث»، ولهذا يرفضون دوماً كل جديد..
رفض الأزهرية فى البداية تدريس الطب والهندسة والعلوم الاجتماعية فى الأزهر، ثم رفضوا تدريس علم التشريح لطلبة كلية الطب بالأزهر، ورفضوا أيضاً المطبعة والكاميرا والراديو والتليفزيون.. رفضوا حتى الصنبور والدراجة والمجازر الآلية!..
ولدى الأزهرية اتهامات سابقة التجهيز لمن يدعوهم إلى عدم الإغراق فى الماضى والاهتمام بالحاضر والمستقبل.. 
أما من يدعوهم إلى تحديث مناهج الأزهر فيصبون عليه سيلاً من اللعنات والاتهامات فيصفونه بأنه «عدو الدين» و«يريد هدم الدين» أو ينفذ مخطط خبيث لهدم الأزهر، أو عميل للصهيونية العالمية!.. ولا مانع من سبه بلفظ «الأوغاد» كما قال أحد كبار أساتذة الأزهر قبل أيام.
والحقيقة أن بقاء مناهج الأزهر على حالها هو من سيهدم الأزهر، أو على الأقل يجعله كما هو حالياً متأخراً عن زماننا بأكثر من ألف عام..
فمناهج الأزهر الحالية تقوم على فتاوى مر عليها أكثر من ألف عام، فالمذهب الحنبلى رحل واضعه عن دنيانا منذ 1169 عاماً والمذهب الشافعى الذى يدرسه قطاع كبير من طلاب الأزهر توفى واضعه منذ 1204 سنوات، والمذهب المالكى قضى واضعه نحبه منذ 1228 عاماً والمذهب الحنفى مر على وفاة صاحبه 1257 عاماً..
فلماذا نعيش أسرى فتاوى زمن متأخر عن زماننا بأكثر من ألف سنة؟ ثم هل عقمت الأمة الإسلامية عن إنجاب أئمة يقودون المجتمع إلى المستقبل بدلاً من أولئك الذين يحكمونه من مقابرهم والراحلون عن دنيانا قبل ألف عام؟
الثابت تاريخياً أن الإمام الشافعى عندما انتقل للعيش فى مصر غير فتاواه التى كان قد قالها عندما كان يعيش فى العراق.. أى أن الرجل نفسه غير الفتاوى بمجرد تغير المكان، فلماذا نصر على التمسك بها وكأنها مقدسة رغم تغير المكان والزمان؟
والثابت تاريخياً أيضاً أن الإمام أبوحنيفة - صاحب المذهب الحنفى - كان له تلميذان هما محمد وأبو يوسف، وكلاهما خالف الإمام فى أغلب فتاواه رغم أنهما تتلمذا على يديه وعاشا زمنه، ومع ذلك خالفاه، فلماذا نصر نحن بعد أكثر من 1200 سنة على أن نتمسك بكل ما قاله «أبو حنيفة» ونزرعها فى عقول الصغار، ليعيشوا هم أيضاً بها وعليها؟
أين فتاوى علماء الأزهر المحدثين.. أين فتاوى الشيخ محمد عبده والشيخ متولى الشعراوى والشيخ جاد الحق والشيخ عطية صقر وغيرهم وغيرهم؟
الغريب أن صاحب الفضيلة الدكتور أحمد الطيب نفسه عقب ثورة يناير 2011 أصدر ما سُمى بوثيقة الأزهر - وقال فى البند العاشر للوثيقة إنه سيتم العمل على تطوير مناهج التعليم الأزهرى ليسترد الأزهر دوره الفكرى الأصيل، وفى تلك العبارة اعتراف صريح من أكبر مسئول فى الأزهر، بأن مناهج الأزهر فى حاجة إلى تطوير.
ورغم مرور حوالى 13 عاماً على تلك الوثيقة إلا أن مناهج الأزهر لا تزال على حالها ولم تشهد سوى تغيير طفيف لا يكاد يذكر، إذ تم الاكتفاء بحذف فتاوى كانت شديدة الفجاجة مثل أكل لحم الأسير!
والكارثة التى كان من المفروض أن تكون دافعاً على سرعة تحديث وتطوير مناهج الأزهر هو أن لجنة التطوير التى تم تكليفها بمراجعة كتاب التوحيد للصف الثالث الثانوى وجدوا به 64 خطأ.. تخيلوا 64 خطأ فى كتاب تعليمى بالأزهر عن التوحيد الذى هو أصل الإسلام..فما معنى ذلك؟ وما دلالاته؟
والحقيقة أن الكوارث فى مناهج الأزهر ليست لها نهاية، فمثلاً هل تتخيل أن يكون فى الكتب الدراسية الأزهرية أخطاء فى الآيات القرآنية؟ إذا كنت لا تتخيل حدوث ذلك فللأسف قد جانبك الصواب، لأن هناك أخطاء فى آيات قرآنية بكتب الأزهر.. والتفاصيل الأسبوع القادم.