رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قصة صناعة فانوس رمضان وتاريخ من الحكايات والفرحة

بوابة الوفد الإلكترونية

مع بداية شهر رمضان المبارك تتميز شوارع مصر بالزينة وإضاءة الفوانيس كاحد اهم الطقوس للاحتفال بالشهر الكريم لا يمكن لأحد أن يتغاضى عنها ، يعتبر فانوس رمضان من أشهر هذه رموز الفرحة التى تعبر عن سعادة المصريين بقدوم الشهر المبارك فمنذ زمن بعيد يحرص المسلمون على اقتنائه لتزيين المنازل والشوارع والمتاجر والشرفات، كما أنه يمنح الأطفال بهجة خاصة للشهر الكريم ويزيد من ارتباطهم به.

 

قصة صناعة فانوس رمضان 


فكرة الفانوس ترجع إلى عصر الدولة الفاطمية في مصر، وانتقلت بعد ذلك وانتشرت في جميع الدول العربية، ثم إلى جميع دول العالم، فبدأت قصة الفانوس في عصر الدولة الفاطمية منذ ما يزيد قليلا على ألف عام، فتعددت روايات ظهوره إلى أكثر من واحدة، فالرواية الأولى تحكي أنه حين دخل المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة ليلاً قادمًا من المغرب في الخامس من رمضان عام 358 هجرية، خرج المصريون في موكب كبير تشارك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء ترحيبًا به، يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة لإضاءة الطريق إليه، وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادة يُلتزم بها كل سنة.

والرواية الثانية تروي أنه حين أراد أحد الخلفاء الفاطميين أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس ووضع شموع بداخلها، وشيئًا فشيئًا ظل الفانوس طقسا من طقوس الشهر الكريم رغم زوال الفاطميين، فما زال له سحر بشعور مختلف عن أي شيءٍ ارتبط وجوده برمضان.


رواية آخرى تقول إن الفانوس ظهر في رمضان، في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي حفيد المعز، الشهر الذي سمح فيه للنساء بالخروج من بيوتهن دوناً عن باقي أشهر السنة، فيتقدم السيدة فتي صغير يحمل فى يده فانوسا مضيئا، لينبه من في الطريق من رجال بأن هناك سيدة تمر فيفسحوا لها الطريق.


على الرغم من أن الفانوس يظهر في موسم رمضان فقط، بعدما توارت وظيفته الأصلية في الإضاءة وأصبح طقسًا رمضانيًا خالصًا في عصرنا الحديث، إلا أن العمل في الفانوس يبقى مستمرا طوال العام، حيث يفكر المبتكرون والمصممون في أفكار جديدة وعصرية للفانوس، خاصة بعد أن انتشرت صناعته ووصلت إلى الصين، لكن تبقى القاهرة هي موطن الفانوس الأصلي، وما زالت تواصل دورها المحوري في صناعته.

 

وتعتبر منطقة "تحت الربع" التي تقع بالقرب من الأزهر الشريف وبركة الفيل بحي السيدة زينب وهي المكان الأشهر والأكبر في صناعة الفانوس التقليدي التاريخي، كما يوجد بها أكبر ورش صناعة الفوانيس.


بدأت صناعة الفوانيس قديمًا باستخدام الصفيح الرخيص، ثم تطور الأمر وأصبحت صناعته فنًا حرفيًا، يبدع فيه القائمين على صناعته بالنقوش والزخارف اليدوية، والبحث عن مواد مختلفة لتضفي عليه لمسة جمالية فوقع الاختيار على النحاس والزجاج الملون مع قاعدة خشبية توضع فيها الشمعة للإنارة، وتغيرت بعد ذلك أحجام الفوانيس، وأصبحت تضاء بالفتيل والزيت بدلًا من الشموع ومن وقتها وحتى الآن شهدت صناعة الفوانيس تطورًا كبيرًا واستخدم لصناعته مواد عديدة تختلف كل الاختلاف عن بعضها فمنها صنع من خشب الأرابيسك والمعدن والنحاس والبلاستيك وحتى القماش المعروف بالخيامية.