رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوفد مع أسرة الشهيد البطل حمدى حمدان ابن قنا

والد الشهيد البطل: أصيب ٣ مرات ورفض النقل حتى يأخذ بثأر زملائه..وكان يقول لوالدته: هموت شهيد يا أمى وسنطهر سيناء من الإرهابيين

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كانت أمنية ابنى الشهيد أن تحج والدته، وتم تخليد اسم الشهيد على مدرسة حجازة بقنا

«إن مت يا أمى ما تبكيش، راح أموت علشان بلدى تعيش»، من لم يبك على شهيد من شهدائنا الأبرار فى حربنا ضد الإرهاب فى سيناء، عليه أن يكشف فورًا عن ضميره، ووطنيته، من لم يذرف الدموع وهو يرى تضحيات الأبطال، وصدمة أسر الشهداء عندما يتلقون خبر استشهادهم، عليه أن يكشف عن ولائه لهذا الوطن الذى يعيش فيه، وينام مطمئنًا وسط أولاده، فى زمن أصبحت المخيمات، هى البيوت الدائمة على الحدود، لمن تشردوا بفعل الحروب!! «إن راية مصر لن تنتكس»، هذا ما أكده السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل مرة بعد تكريمه لأسر الشهداء، وما سمعه منهم، من وفاء لهذا البلد، واستعدادهم أن يهدوا لمصر كل أبنائهم شهداء فداءً لتراب هذا الوطن، إن هذه الروح التى يتسم بها المصريون هى سر بقاء هذا الوطن، وشموخه، فى ظل تضحيات أبطاله من جيش وشرطة، نعم سيظل «يوم الشهيد» فى ٩ مارس ١٩٦٩، ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، هو يوم التكريم لكل شهداء مصر، وأسر الشهداء، عرفانًا ووفاءً، لما قدموه لهذا الوطن، لتؤكد أن مصر لن تنتكس، فى ظل هذا الوفاء العظيم لجيش قوى، وأبطال يضحون كل يوم، من أجل أن تبقى مصر.

واليوم تلتقى الوفد مع أسرة الشهيد البطل حمدى حمدان ملازم من محافظة قنا، والذى استشهد منذ عامين فى إحدى وحدات سيناء، وهو يواجه طيور الظلام ومرتزقة سرقة الأوطان، الشهيد الذى اصيب ثلاث مرات فى أوقات مختلفة، ورفض أن يعود سوى بالثأر لزملائه ضد أعداء الوطن، الشهيد الذى قال لوالده أرفض أى وساطة تنقلنى من سيناء، هعيش وأموت مع زملائى، إنهم خير أجناد الأرض الذين تم فطامهم على عشق أرض الوطن والحفاظ على استقراره.

«هموت شهيد»

يقول والده الحاج حمدان ملازم: ابنى الشهيد كان حاصلاً على دبلوم فنى، وكان حريصاً على إنهاء فترة جيشه، حتى يستطيع السفر معى، فأنا كنت أعمل فى المعمار بالخارج، وكان حريصاً على عدم الإدلاء لنا بأى معلومات على طبيعة وجوده فى سيناء، ويقول دى أسرار يا والدى، وكان يقول لوالدته دائماً: «أنا هموت شهيد يا أمى.. لازم نربوا ولاد..... لازم ننتصر عليهم ونمحوهم من سيناء، ويضيف والده: ابنى أصيب ٣ مرات بإصابات متفرقة، ولكنه لم يكن يقول لنا الحقيقة خوفاً على والدته وأشقائه، وكان يقول كل مرة دى حديدة وقعت على قدمى، أو أى شىء من هذا القبيل، حتى لا نحزن أو تأخذنا الشفقة عليه، وكنت فى كل مرة أقول له أنا هنقلك من هناك، وهجيب واسطة تنقلك، وكان يرفض بصورة عجيبة، وينتفض عندما أقول له أنا هنقلك، ويقول لى والله ما هسيب سينا غير لما أجيب حق زملائى الشهداء، وحق مصر.

يوم الاستشهاد 

ويضيف والد الشهيد البطل حمدى حمدان ملازم، كنت فى عملى بالخارج، وكنت أطمئن عليه كل عدة أيام، وكانت أمه تطمئن عليه، وآخر إجازة كان بيقول لوالدته ادعيلنا يا أمى، ويكرر عليها، ادعيلنا يا أمى، دعوتك إن شاء الله تستجيب، وربنا ينصرنا عليهم، وكان يلح على والدته فى كل زيارة أو اتصال تليفونى بأن تقوم الأم بالدعاء له ولزملائه، دون أن يوضح لها أى أسباب أو مخاطر يتعرض لها، وقبل الاستشهاد بيوم اتصل بى وبوالدته، للاطمئنان وقال لأمه أنا إن شاء الله هخليكى تحجى يا امى، وكأنه كان على موعد مع الشهادة والفراق، ويضيف الأب وهو يبكى، كان محبوبًا من طوب الأرض، ويحكى زملاؤه على نوادر له معهم تدل على طيبته وشجاعته، حتى إن زملاءه كل فترة يذهبون إلى قبره لقراءة القرآن له ويجلسون بالساعات، وفى يوم الاستشهاد جاءنا اتصال تليفونى بأن ابنى مصاب فى أحد المستشفيات العسكرية، وفوراً قمت بعمل إجراءات السفر، وحجزت على أول طائرة بالصباح، ووصلت إلى البلد، وكان ابنى قد استشهد على اثر إصابته، وأحضرته القوات المسلحة بطائرة إلى مطار القاهرة، ومنها إلى مطار الأقصر، وأصبح البلد عبارة عن آلاف الأهالى الذين حضروا من كل القرى، كما حضر مع الجثمان قيادات عسكرية من قواتنا المسلحة الباسلة، وتم دفن ابنى فى جنازة لم تشهدها محافظة قنا من قبل، وذهب ابنى فداء للوطن الغالى.

التكريم واسم الشهيد 

ويضيف والد البطل الشهيد، لم تتركنا المحافظة، ولا جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحروب، وتم عمل كارنيهات لى ولوالدته، ووعدوا والدته بالحج لبيت الله، وكانت أمنية ابنى الشهيد أن تحج والدته، وتم كتابة اسم الشهيد على مدرسة حجازة بقنا وتغيير خاتم المدرسة باسم الشهيد، وصرف معاش الشهيد لى ولأمه، وأتمنى فى القريب العاجل أن تقوم جمعية المحاربين بوضع والدته على قائمة حجاج هذا العام..وأنا أشكر كل من ساهم فى وضع اسم ابنى الشهيد وتكريمه، بعد ان ضحى بنفسه من اجل الحفاظ على أمن بلده واستقراره.