رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

قدم أعرابى إلى عنترة بن شداد وقال له: بم نلت هذه المنزلة؟ قال عنترة: بالشجاعة.. قال الأعرابى وما هى الشجاعة...قال عنترة الصبر..

قال الأعرابى وما هو الصبر.. قال عنترة هات إصبعى ضعه فى فمك.. وهات إصبعك وضعه فى فمى وكل منا يعض على إصبع صاحبه.

بعد قليل صاح الأعرابى من فرط الألم.. ففك عنه عنترة وقال: لو لم تصرخ أنت لصرخت أنا.. هذه الواقعة تذكرنى بلحظات أشاهد فيها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أثناء زيارته التاريخية إلى مصر بعد 12 عاماً من القطيعة، برهن لى المشهد كيف أن النصر حليف الصابرين الصادقين، والمصريين صبروا وصدقوا.

أقسم أردوغان فى وقت سابق بأنه لا يضع يده فى يد الانقلابيين على حد زعمه، متناسيًا بأن المصريين قاسوا الأمرين، مع جماعة أرادت اختطاف الوطن، برهن لى مشهد أردوغان أننا كنا على حق حينما خرجنا فى 30 يونيو ضد الظلم، والانفراد بالسلطة وتفكيك مفاصل الدولة.

عزيزى القارى لا تظن أننى فى معرض حديثى هذا فيه استعراض للقوة أو تشفٍ، بكل تأكيد ليس هذا ما أردت، ولكن أردت تذكير المصريين أن الجميع اعترف وأيقن بأننا كنا على حق فى 30 يونيو، وأننا كنا على حق فى تفويض المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك لمحاربة الإرهاب، كنا على حق إذ اخترنا زعيمًا وطنيًا رئيسًا لمصر وهو الرئيس السيسى، تأتيه الوفود من كل حدب وصوب تخطب وده، لا لشىء إلا أنه عرف قدر بلده ووطنه وحافظ عليها.

نترك الماضى ونفتش فى المستقبل.. لعل زيارة الرئيس التركى لها دلالات إيجابية كبيرة، فى بلدين كبيرين فى المنطقة والعالم، لديهما تاريخ كبير، واقتصاديات كبرى وجيشان من أقوى جيوش العالم.

رغم القطيعة التى استمرت 12 عامًا بين تركيا ومصر، إلا أن هناك رابط محبة يربط الشعبين، فلم تتوقف زيارات المصريين إلى تركيا للسياحة، ولم يتوقف توافد الأتراك، بغض النظر عن الموقف الرسمى.

يذكر أن آخر زيارة لرئيس تركى إلى مصر هى تلك التى أجراها الرئيس السابق عبدالله غول فى فبراير عام 2013.. فيما كانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة خلال فترة ولايته رئيسا للوزراء فى نوفمبر 2012.

فى يقينى أن الزيارة وما صاحبها من محادثات ثنائية بين الزعيمين ستفتح آفاق المستقبل، ولعل إهداء أردوغان طائرة درون تركية التى تحمل اسم بيرقدار للرئيس السيسى، هدية تحمل الكثير من المعانى والدلالات، وأن هناك اتفاقات وتعاون استراتيجى فى المستقبل.

حوى جدول أعمال الزيارة التنسيق الأمنى والمواقف المشتركة بين القاهرة وأنقرة بشأن ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دراسة زيادة وعودة الاستثمارات التركية إلى مصر وعودة الاتفاقيات التجارية بين البلدين.

كذلك تم الاتفاق على شراء مصر صفقة طائرات مسيرة تركية الصنع وهى طائرة بيرقدار TB2 التركية، والتى من أفضل الطائرات من دون طيار فى العالم من حيث الاستخدامات المتعددة، من مهارات قتالية، فإن لديها قدرة على الطيران لمدة تصل لأكثر من 24 ساعة من دون توقف.

لم يكن لدى شك أنه منذ يونيو 2013 أن أنجح الملفات التى حققت فيه مصر نتائج مبهرة هو ملف العلاقات الخارجية، وها هى الثمار بدأنا فى جنيها، نراهن على أن القادم أفضل، وأن مصر السيسى ستعود ريادتها كما كانت منارة الشرق تشع بنورها ليملأ العالم.

بقى أن أؤكد الحق أحق أن يتبع، وأن الظلام مهما طال فإن نور الفجر لابد أن يشرق، وأن مصر كانت وما زالت وستظل ركنا رصينا وتاريخا كبيرا لا يمكن بحال من الأحوال إغفاله أو تجنيبه، وهى ليس طرفاً فى المعادلة، ولكن مصر محور أساسى وشريك فى كل المعادلات أيا كانت.. وللحديث بقية مادام فى العمر بقية. 

 

المحامى بالنقض

عضو مجلس الشيوخ