رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمات

نعيش اليوم حالة تكررت خلال المائتى عام الأخيرة ثلاث مرات.. وللأسف خرجنا من المرات الثلاث بكارثة مروعة.. فهل نكرر فى المرة الرابعة ما فعلناه فى المرات الثلاث السابقة؟

الحكاية ببساطة أن مصر شهدت خلال القرنين الأخيرين أربع محاولات جادة لتحقيق نهضة شاملة.. أولاها كان فى عهد محمد على الذى نهض بمصر زراعيًا وصناعيًا وتعليميًا وعسكريًا وتمكن من بناء إمبراطورية مصرية كبيرة.

ولكن تآمر على مصر أكبر دول ذلك الزمان: إنجلترا وروسيا وبروسيا والنمسا، وساندتها دولة الخلافة العثمانية، فيما خانت فرنسا «محمد على» فلم تقدم له الدعم الكافى لمواجهة الدول الخمس، فتم هزيمته عسكريًا وإجباره على قبول معاهدة 1840 التى قلصت نفوذ مصر وأجهضت نهضة مصرية كان كفيله – لو نجحت- بأن تجعل مصر دولة عظمى.

وتكررت تجربة مماثلة فى عهد الخديو إسماعيل، والذى حكم مصر بدءًا من 18 يناير 1863 وكان حلمه الكبير هو أن يجعل مصر قطعة من أوروبا، فنهض بالزراعة والصناعة والنقل والمواصلات والبريد، وحصل من السلطان العثمانى على فرمان يقضى بحق مصر فى سك النقود الخاصة بها، وشهدت البلاد نهضة عمرانية ما زالت آثارها بقاية حتى اليوم، ولكن تمت تصفية مشروع النهضة بإغراق مصر فى الديون تبعه ضغوط من إنجلترا وفرنسا أجبرا السلطان العثمانى على خلع إسماعيل من حكم مصر، وهو ما تم بالفعل فى 26 يونيو 1879، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل وجهت إنجلترا جيوشها فاحتلت مصر عام 1881 ولمدة 71 عامًا كاملة!

تجربة النهضة الثالثة كانت على يد الرئيس جمال عبدالناصر فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، الذى أراد أن يجعل من مصر دولة زراعية وصناعية ونووية، ولكن انجلترا وفرنسا وأمريكا وإسرائيل أجهضوا هذه التجربة بالعدوان الثلاثى عام 1956، ثم بالعدوان الإسرائيلى على مصر واحتلال سيناء عام 1967، وهو العدوان الذى ضرب مصر واقتصادها فى مقتل ما زالت تعانى من آثاره حتى اليوم.

والأن تعيش مصر تجربة النهضة الرابعة، وتم تشييد بنية أساسية تكفل تحقيق نهضة صناعية وزراعية كبيرة، ولكن ذات التجربة تتعرض لمحاولات إجهاض لا تخطئها عين، وهذه المحاولات بدأ تنفيذها بشكل مكثف منذ سنوات، بإشعال الحرائق على حدودنا الغربية فى ليبيا التى تسلل إليها عدد كبير من الإرهابيين الذين كانوا يستهدفون مصر أساسًا، ثم أشعلوا النار فى الحدود الجنوبية فى السودان فتدفق منها ملايين السودانيين لاجئين لمصر هربًا من الحرب الأهلية الدائرة هناك.

وليس هذا فقط، فهناك ضغوط مروعة على الاقتصاد الوطنى، وهى ضغوط جعلت الجنيه يتهاوى تحت ضربات الدولار، فاشتعلت أسعار كل شيء فى مصر بدرجة غير مسبوقة، لم يكتفوا بذلك، بل أرادوا قطع الشريان الرئيسى الذى يضخ العملة الصعبة فى قلب الاقتصاد المصرى وهى قناة السويس، فأغلقوا باب المندب ومنعوا مرور السفن فى البحر الأحمر وقناة السويس تحت زعم هجمات الحوثيين على السفن المارة فى البحر!

والآن يشعلون النار فى حدودنا الشرقية التى تشهد تصعيدًا وتحرشًا إسرائيليًا بمصر غير مسبوق منذ توقيع معاهدة السلام فى نهاية سبعينيات القرن الماضى.

والمعنى ببساطة أننا أمام محاولات خبيثة تستهدف إجهاض المحاولة الرابعة لنهضة مصر، وعلى كل مصرى أن يدرك هذا الأمر جيدًا، فالحكاية أخطر بكثير من غلاء الأسعار واحتفاء بعض السلع وتراجع قيمة الجنيه والتضخم، الحكاية أننا أمام مؤامرة خبيثة لتدمير مصر وإجهاض حلمها فى النهضة

وإما أن ننتبه لهذا الأمر فنتصرف كما لو كنا فى حالة حرب، وإلا ستكون نهايتنا جميعًا.

[email protected]