عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صكوك

فى أحد البرامج التليفزيونية قال الفنان عادل إمام، إن مسرحية شاهد ماشفش حاجة أعيد كتابتها ١٤ مرة، وتدخل فيها ١٤ شخصا، لذلك لن يتكلم عن مؤلف المسرحية.. هذا التصريح أثار غضب ابراهيم الدسوقى مؤلف المسرحية، وهو مؤلف ومخرج بإذاعة البرنامج الثقافى، قال كيف يقول عادل إمام هذا وهو يعلم جيدا أن مسرحية شاهد ماشفش حاجه كانت فى البداية مسودة لسهرة تليفزيونية، ثم طلب من رشاد عثمان «مخرج وممثل» أن تتحول إلى مسرحية، واشتركت مع يوسف الحطاب «مخرج ومؤلف» فى إعدادها للمسرح، وكان مقررا أن تعرض فى مسرح الطليعة، ثم استقرت فى النهاية على مسرح  الفنانين المتحدين.. وأكد ابراهيم الدسوقى أن إعلان عادل امام هذا أشبه بإعلان جريمة ارتكبت فى حق المؤلف الذى قام بهذا العمل، وطلب الدسوقى اعلان الفنان عادل امام أسماء هؤلاء الـ١٤ الذين شاركوا فى هذا العمل وأريد أن أعرف الـ١٤ تعديلا التى أجريت للمسرحية.. وأكد مؤلف المسرحية أن حكاية التعديلات الـ١٤ غير حقيقية، وهذا ما يؤكده كل اصدقائى الذين شاهدوا المسرحية.. وأعتقد أنه من الظلم أن يتوارى مؤلف المسرحية التى شاهدها الملايين فى الظلال، ويرفض بطل المسرحية أن يذكر اسم المؤلف الذى يقف خلف هذا العمل، وهو يرسم الشخصية وهو وحده الذى يستطيع أن يضع موهبة الممثل فى حجمها الحقيقى، ويجعل من الممثلين نجوما.. وأكمل الدسوقى فى تصريحاته انا ضد أن يقوم الممثل فى مسرحية شاهد ماشفش حاجة بإضافة نكتة أو لفظ إلى أى شخصية فى المسرحية، لأنه ضد العمل الذى يستطيع أن يفجر كوميديا جيدة دون تدخل أحد..
ومن هذا الخلاف الذى فجره الفنان عادل امام فى وجه مؤلف اشهر مسرحية واكثرهم نجاحا فى السبعينيات، والتى شارك عادل امام بطولتها ناهد جبر وعمر الحريرى وإخراج هانى مطاوع.
لجأ ابراهيم الدسوقى إلى القضاء مطالبا بحق المؤلف فى التعويض، وبالفعل نجح الدسوقى بعد ١٣عاما أمام القضاء فى الحصول على حكم بالتعويض عام ١٩٨٧، وفى نفس الاسبوع وقبل تنفيذ الحكم والحصول على التعويض من شباك مسرح الفنانين المتحدين سقط ابراهيم الدسوقى بأزمة قلبية، وفارق الحياة أمام مسرح البالون بالعجوزة قبل أن يحصل على مليم من التعويض.
تصريحات ابراهيم الدسوقى بضياع حق المؤلف وشهرته فى العمل واقع فى مجتمعنا، رغم أن المؤلف  هو بالأساس سبب فى نجاح العمل ومن بينهم نجوم العمل من الممثلين، وأصبح حق المؤلف تائها ولا يلتفت له، بل إن  نجوما كثيرين وليس عادل امام وحده لا يذكرون اسم المؤلف ولو بالصدفة، وكأنه عار، رغم أنه هو السبب الحقيقى فى نجاحهم.. وفى السبعينيات والثمانينيات كان الخروج عن النص فى المسرح  شيئا نادرا ولا يحدث، ثم تطور الأمر وبدأ عدد من الكوميديان يخرجون عن النص،  وانتشر هذا الخروج لدرجه أصبحت الأساس فى الأعمال، واصبح  بعض النجوم  يتباهون بالخروج عن النص وأخذ دور مؤلف المسرحية، لذلك تضاءل ذكر المؤلف وأصبح فى طى النسيان وتحولت المسرحيات إلى اعمال تشبه المنولوجات الكوميدية، يتنافس فيها النجوم على الكلام الخارج والخروج عن النص، ومع الوقت تحول النص المسرحى إلى كلمتين ويجتهد الممثلون فى زيادتها بالإفيهات والنكات..
بذلك ذهب المسرح مع الرياح ولم يتبق سوى مجموعة نكات معظمها خارج، وتحول المسرح وخاصة مسرح القطاع الخاص إلى كباريه كبير يتنافس فيه النجوم على النكات..
للأسف ربما ما يمر به مجتمعنا من ظروف مادية صعبة ومحاولة البعض الخروج من تلك الهموم بمسكنات الضحك، ينجح هذا الكباريه المدعى المسرحة فى جذب الجماهير، بينما يتألم مسرح القطاع العام  رغم جديته حتى فى الكوميديا والالتزام بالنص احتراما للمؤلف، ورغم ذلك لا يستقبل الجمهور المناسب لتلك الجدية والنجاح.