عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمات

أتدرى ما الذى ينقصك وينقصنى  وينقص مصر كلها؟.. ينقصنا الحساب، وهذا الذى ينقصنا هو وجع مصر القاتل.
لا أقصد بالحساب الجمع والضرب والطرح والقسمة، فقديمًا كان يطلق على هذه العمليات
«الحساب» قبل أن تتطور التسمية وتصير "الرياضيات".
والحساب الذى أقصده  هو إثابة المجتهد ومعاقبة المخطئ والمتكاسل ومن لا يؤدى دوره بالشكل المطلوب..
ولو فعلنا ذلك مع كل مسئول فى مصر، وتم محاسبة الجميع  بدءًا من أكبر مسئول حتى أحدث موظف فى أصغر وحدة محلية.. لو حدث ذلك سيتغير حالنا للأفصل فى وقت قياسي  وبسرعة مذهلة.
 فالحساب هو كلمة السر فى العدل والعدالة والنهضة والتنمية والسعادة أيضًا، فعندما يعاقَب المخطئ ويثاب المجتهد، ستقل الأخطاء شيئا فشيئا حتى تكاد تختفى وسيجتهد الجميع  أملًا فى الإثابة، وعندها سيصبح المجتمع مثل الساعة السويسري: شديد الانضباط.
ولا أتصور نفسى متجاوزًا إذا قلت إن الحساب هو أساس عمارة  الكون، وهو أحد الحِكم الإلهية السامية العظيمة، فالله سبحانه وتعالى، القوى القادر العليم العلى الكبير الرحمن الرحيم يحاسب خلقه، لا يحاسبهم فقط على ما فعلوه، وإنما يحاسبهم أيضا على ما لم يفعلوه، يحاسبهم على نواياهم، فهو سبحانه علّام الغيوب، عليم بما تخفى الصدور، وثواب الله  عظيم للمحسنين وأليم للمخطئين الخطائين.
وفى دنيا البشر لا نملك إلا المحاسبة على الأفعال، وبالتالى على كل موظف عام أن يخضع للحساب والمساءلة، ولا أقول الحساب يومًا بيوم، ولا أسبوعًا بأسبوع، ولكن على الأقل يكون الحساب شهرًا بشهر، ومهمة بمهمة، فيحاسب الموظف عن أدائه الشهرى، وكذلك رؤساؤه ورؤساؤهم حتى  نصل إلى أكبر مسئول، ومن يحسن منهم عمله يُكافَأ، ومن يخطئ أو يتكاسل يعاقَب على قدر خطئه، ولو فعلنا ذلك لاستقامت كل الأمور.
والمفروض أن عملية الحساب تلك هى مسئولية البرلمان المنتخب من الشعب، ويعاونه فيها كل الأجهزة الرقابية فى مصر، فإذا لم يقم البرلمان بهذا الدور، فعلى الشعب أن يحاسبه وينزع منه الثقة ويختار غيره ليقوم بتلك العملية المصيرية والتى تفرق بين مجتمع يريد أن ينهض، ومجتمع عايش «سبهللة وهمبكة» وشعاره: «الحساب يوم الحساب!».
الكثيرون يتحدثون -حاليًا- عن ضرورة محاسبة اتحاد الكرة على خيبة منتخب كرة القدم، وهذا أمر مطلوب وبشدة، إذ يجب محاسبة من تعاقد مع فيتوريا- المدير الفنى للمنتخب، دون غيره بمبلغ كبير، ومن سمح له بأن يحصل على شرط جزائى يعادل 600 ألف دولار فى حالة فسخ عقده، ويجب أن تُسأل الأجهزة الرقابية عن  صمتها إزاء هذا الأمر الغريب، وأن تُسأل أيضا وزارة الشباب والرياضة وأجهزتها ويُسأل الوزير نفسه. 
كما يجب أيضا محاسبة «فيتوريا»  نفسه وجهازه المعاون واللاعبين، فكما أن هناك مكافآت فوز لا بد أن  تكون هناك عقوبات هزيمة. 
ومثل تلك المحاسبة يجب أن تتم لكل مسئول فى مصر، من أحدث موظف إلى أكبر مسئول- كما قلت.
المناصب يا سادة ليست وجاهة اجتماعية، وملابس مستوردة و"كرافتات شيك" ومكاتب فخمة ورواتب ضخمة وسكرتارية حسنة المظهر و"هَيْلَمان" ومواكب.. المنصب مسئولية، ومَنْ لا يتحمل مسئولية منصبه يجب محاسبته ويرحل فورًا.