رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كان لقائى مع كليوباترا، ملكة مصر العظيمة، فى إحدى قاعات فندق سيسيل فى الإسكندرية. يقول بعض المؤرخين إن قصر كليوباترا كان هنا فى هذا المكان، وإنها ربما كانت تجلس على عرشها وتدير شئون البلاد من هذه البقعة من الاسكندرية.

وتظل كليوباترا السابعة، الفرعونة الأخيرة لمصر القديمة، واحدة من أكثر الشخصيات إثارة فى التاريخ. وُلدت كليوباترا فى العام 69 ق.م، وصعدت إلى العرش وهى فى سن صغيرة، مدفوعة بطموحات لا حدّ لها.

لم تكن كليوباترا مجرد حاكمة؛ بل كانت دبلوماسية استراتيجية، تجيد اللغات المتعددة وتظهر المهارة فى فنون الإقناع. لم تكن تحالفاتها مع قادة روما المؤثرين، بما فى ذلك يوليوس قيصر ومارك أنطونيو، مجرد تحركات سياسية وإنما وسيلة لتعزيز مكانة مصر فى العالم القديم.

ما إن التقيت مع هذه الملكة، التى ملأت الدنيا وشغلت الناس، حتى راح اللقاء يأخذ منحى حواريًا مثيرًا حول طموحات الإنسان والسعادة الفردية والسعى لامتلاك السلطة والنفوذ.

كليوباترا (ك): أهلًا بك، يا بروفيسور. سمعت أنك مهتم بسيرتى وبالتحليل الأدبى لحياتى. ما هى رؤيتك لطموحى وسعيى للسلطة؟

كمال عبدالملك (ك.ع): الشرف لى أن أكون فى حضرتك، يا سيدة الجمال والحكمة. لا شكّ عندى فى أنّ الطموح سيفا ذا حدين، يمكنه أن يحقق إنجازات عظيمة وفى الوقت نفسه قد يؤدى إلى الهلاك. الطموح رحلة خطيرة تتطلب الحكمة.

ك:  آه الحكمة.. ضالتنا جميعا.. والسعادة، هل يمكن أن تتحقّق أثناء هذه الرحلة؟

ك.ع: السعادة تكمن فى تحقيق التوازن بين الطموح والرضا. إنّ الحياة ليست مجرد سباق، بل هى رحلة نستمتع بها أكثر من استمتاعنا بالوصول إلى المحطة المطلوبة.

ك: وماذا عن القوة؟ هل السيف هو الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف؟

ك.ع: السيف قد يفرض إرادته لفترة، لكنه لا يصنع السلام الحقيقى. القوة الحقيقية تكمن فى القدرة على التفاوض والتفاهم والحوار والعقلانية.

ك: ودور القلم، هل له تأثير حقيقى على توجيه مصائر الشعوب؟

ك.ع: القلم هو أقوى من السيف. إنه ينقل الأفكار ويحدث تغييرًا تدريجيًا فى العقول. الكلمات لها قوة تستمر فى العيش بعد رحيل صاحبها. بالقلم يتغير تاريخ البشر.

ك: وأخيرًا، عزيزى كمال، ما سرّ إعجابك الشديد بمدينة الإسكندرية؟

ك.ع: الإسكندرية هى موسيقى تصويرية لفضاء يتلاقى فيه البشر وتتثاقف على نغماتها الحضارات؛ مدينة تحمل بين منعطفاتها أجمل ذكرياتى وأصعب تجارب حياتى. كنت كلما ضاقت بى الدنيا أطلّ على بحرها وأبثّه شكواى.. لكم مشيت على الرمال الناعمة للشواطئ وعلى صخور الكورنيش الذى يمتد لأميال وشاهدت لحظات الغروب فى أفق الإسكندرية. وعندما رحلت لبلاد الغرب كنت أحمل فى طيات مهجتى روح الإسكندرية القديمة: التعدد والتنوع والتسامح والاحتفاء بما هو مختلف.