رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لن أكتب عن ثورة يناير ولا عما يحدث فى غزة ولا عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والنار المشتعلة فى المنطقة ولكنى قررت الكتابة معلقا على ما قاله النجم المصرى محمد صلاح قائد المنتخب الوطنى ولاعب ليفربول فى مؤتمر صحفى قبل مباراة «كاب فيردى»: بأن الأندية تعطى اللاعبين قيمة أكبر من قيمتها وأنها ترفض احترافهم فى أوروبا بسبب السخاء الذى تقدمه اليهم ويفضل اللاعبون البقاء فى مصر عن الغربة طالما العائد المادى واحدًا.

قد يكون محمد صلاح عنده حق فى الجزء الأول من كلامه الأندية تصنع من لاعبين مفتقدى الموهبة والذكاء وحسن اتخاذ القرار نجوما ويساعدهم فى هذ الإعلام الرياضى الخاضع لسيطرة وكلاء اللاعبين ومعهم المعلقون على المباريات الذين يتركون المباراة ويتحدثون عن نجومية هذا اللاعب أو ذاك حتى تعتقد أن هذا اللاعب أفضل من ميسى ومارادونا معا، المبالغة من الأندية والإعلام جعلت من لاعبين نصف موهوبين يعتقدون أنهم أفضل لاعبين فى العالم بجانب السخاء المادى خاصة فى الأندية الجديدة وهنا اقصد أندية الشركات وبالتالى يصيب الغرور اللاعبين ومع أول تجربة جادة يكشفون عن وجههم الحقيقى وتنهال الهزائم على فرقهم متتالية وظاهرة وصف المعلق الرياضى لأى لاعب بكلمة النجم واللاعب الممتاز والخطير وحكاية بزوغه فى عالم الرياضة وأحواله العائلية وخلافه.. جعلت التعليق الرياضى فى مصر فى أزمة وعلق الكابتن أحمد شوبير - وهو إعلامى ومعلق رياضى _ على هذه الظاهرة وعندما استمع إلى المعلقين العرب وهم لا يخرجون عن المباراة وعن سيرها اشعر بالحسرة على معلقينا المصريين حتى العاملين فى القنوات العربي، فمعلق مباراة مصر و»كاب فيردى» فى قناة بى أن سبورت كرر معلومة أكثر من 10 مرات فى المباراة وكل مرة يظهر أنه يقولها للمرة الأولى الأندية مسئولة تماما عن وضع الرياضة المتردى بوجه عام باستثناء كرة اليد والاسكواش وهى المسئولة عن قلة ذكاء وحيرة الرياضى المصرى وخاصة فى الألعاب الجماعية وهى المسئولة عن فقدان اللاعب المصرى التركيز واتخاذ القرار الصحيح خاصة فى الألعاب الجماعية ومنها كرة القدم والأندية الكبرى بدلا من أن تبحث عن المواهب الحقيقية فى الريف والمدن المصرية وهى بمئات آلاف فى كل الألعاب وتقوم بتربيتهم على أسس علمية سليمة وفق مدربين مؤهلين علميا وتربويا وليس مدربى الخاص المنتشرين الآن فى أغلب الأندية سوف يكون لدينا ثروة بشرية نصدرها لجميع ملاعب العالم لكن الأندية تريد اللاعب الجاهز وتدفع ملايين الدولارات فى ظل أزمة دولارية تعيشها البلاد منذ شهور والحكومة بشرتنا أنها ستنتهى فى العام القاد، وبالتالى يجب أن نوقف فورا التعاقد مع اللاعبين الأجانب كبارا أو صغارا وكذلك المدربون لمدة عامين وان يشكل كل ناد فريق كشافين من لاعبيه القدامى ينتشرون فى القرى والمدن يبحثون وينقبون على المواهب الحقيقية التى تصنع الفارق مثلما صنعه محمد صلاح فى العالم كله. 

وعلى المسئولين فى الرياضة أن يدرسوا تجربة الرأس الأخضر هذا البلد الصغير الذى لا يتجاوز سكانه عن 600 ألف نسمة أى فى حجم مدينة صغيرة من مدن مصر وأصبحت نمرا رياضيا فى كل الألعاب وفى الأسبوع الماضى وصل فريقها لكرة القدم إلى دور الـ16 فى كأس الأمم الافريقية فريق كره اليد إلى ربع النهائى فى بطولة أمم افريقيا فليس عيبا أن نتعلم من الآخرين ومن التجارب الناجحة، ولكن الأهم أن تكون هناك نوايا حقيقية لإصلاح الأمور وأن يبتعد الفاسدون والجهلة وأهل الثقة عن الرياضة بوجه عام.. فكلام محمد صلاح قلب مواجع كثيرة لكن فى النهاية  أصاب كبد الحقيقة ولا نبقى إلا أن نقول «صلاح عنده حق».