رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ونحن على عتبة سنة جديدة، دعونا نستشرف آمالنا وتطلعاتنا فى القادم من الأيام.

لنأخذ بحكمة فيكتور هوجو، الذى تحدث عن مسيرة الزمن التى لا تتوقف، مُذكِّرًا إيّانا بأن أحلك لحظات الليل هى التى تسبق بريق الفجر، وأنّ فى نسيج الحياة، كل خيط يحمل وعدًا، وكل لحظة تقدم فرصة وكل أزمة تحمل فى طياتها آمالا عظيمة. لنمض قدمًا موحدين فى الوصول إلى أهدافنا، فالغد الأجمل، الذى كان بالأمس يومئ لنا، هو الآن ينادينا.

تمامًا كما يحثنا أبو القاسم الشابّى على الطيران «كالنسر فوق القمة الشمّاء»، دعونا نحلق فوق التحديات التى اختبرت إرادتنا الجماعية فرحلتنا، مثل أوديسة عظيمة، تجتاز وديان الصعاب، صاعدة إلى مرتفعات النجاح.

يقول روبرت فروست فى قصيدته، «الطريق الذى لم يُسْلَك»:

طريقان تشعّبا فى غابة،

وأنا اتّخذتُ الطريقَ الذى لم يُسلَـكْ إلاّ قليلًا،

وهذا مـا خلق فرقًا كبيرًا

لنتذكر طرق روبرت فروست التى تتفرع فى الغابة وكيف أنّ اختيار الواحد منها يشكّل مصيرا مختلفا فى المستقبل، فهل نجرؤ أن نختار فى هذه السنة الجديدة «الطريقَ الذى لم يُسلَـكْ إلاّ قليلًا»؟ 

بروح المقاومة السلمية التى علّمنا إياها غاندى، دعونا نقوى روح المسامحة، ونزرع بذور العطف والمواجدة، ونحوّل الأرض اليباب إلى مروج الخير و الازدهار.

إن سيرة حياة كل واحد منا تُشبه صفحات متنوعة من السرد، مشابهة لمشاهد رواية رائعة تكتبها الحياة نفسها. لنحتضن تنوعنا الذى يحدد نسيجنا، ففى اختلافنا تكمن قوتنا.

كما هو الحال فى مسرح شكسبير، حيث يؤدى الممثل أكثر من دور فى نفس المسرحية (double-casting)، دعونا نتقبل أدوارنا كحُراس لمستقبل لم يكتب بعد.

أفعالنا اليوم تنحت سجلا فى ألواح الزمن القادم. لنشعل مصباح المعرفة، ولنكرّم العلماء والمبدعين والفنانين والمفكرين الذين يرشدوننا عبر متاهات الوجود.

ما ننشده من التجديد والأمل والتغيير نجده فى أشعار لجلال الدين رومى التى ترتبط بجوهر البدايات الجديدة: «فى الأمس كنت ذكيًا، لذا أردت تغيير العالم. اليوم أنا حكيم، لذا أريد أن أغير نفسى».

وعن التغيير المطلوب فى السنة الجديدة يقول الشاعر ت. إس. إليوت فى قصيدة «Little Gidding»: «كلمات السنة الماضية تنتمى إلى لغة السنة الماضية / وكلمات السنة القادمة تنتظر صوتًا آخر». 

ونحن نستهلّ هذه السنة الجديدة، دعونا «ندوزن» آلاتنا المختلفة لنعزف معا سيمفونية الأمل والشجاعة والعزم على التغيير. 

وكل عام جديد وأنتم بألف خير!