عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علاقة بايدن بإسرائيل والشعب اليهودى عميقة جداً. وقد أثبت بايدن ذلك فى وقت مبكر من الأزمة الحالية من خلال زيارة إسرائيل فى غضون أيام من مذبحة 7 أكتوبر، التى راح ضحيتها 1200 إسرائيلى، معظمهم من المدنيين. وقد أثبت ذلك مرة أخرى، وبنفس السرعة، من خلال إرسال حاملتى طائرات أمريكية إلى المنطقة، بهدف ردع حزب الله ومؤيديه الإيرانيين عن مهاجمة إسرائيل من الشمال. وقد أظهر ذلك مرة أخرى، عندما استخدم حق (الفيتو) الأمريكى فى الأمم المتحدة، ما جعل واشنطن صوتاً وحيداً ضد الجوقة العالمية التى تطالب إسرائيل بإنهاء هجومها على غزة، والذى خلف عدة آلاف من القتلى.

ولكن هناك عملاً أخيراً من الخدمة يحتاج بايدن إلى القيام به من أجل إسرائيل التى وقف معها فترة طويلة، وهى مهمة قادر على تنفيذها بشكل فريد. ويجب عليه أن يزيح بنيامين نتنياهو من السلطة، وأن يفعل كل ما فى وسعه لضمان عدم عودته. فى الوقت الحالى، تركز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على مدار الساعة، على المدة التى ستمنحها واشنطن لحليفتها، لتحقيق هدفها المعلن المتمثل فى هزيمة حماس، حتى على حساب الموت والدمار الرهيبين فى غزة. تزداد التلميحات إلى أن صبر بايدن بدأ ينفد. وحذر من أن إسرائيل «بدأت تفقد الدعم الدولى بسبب القصف العشوائى الذى يحدث». وتشير الإشارات إلى أن لدى إسرائيل مهلة حتى منتصف أونهاية شهر يناير لمواصلة ما يسميه البيت الأبيض «العمليات العسكرية عالية الكثافة». وبعد ذلك، يتعين عليها أن تنتقل إلى «مرحلة مختلفة»، مرحلة تتألف من غارات مركزة ومستهدفة على معاقل حماس، مع سقوط عدد أقل من الضحايا بين المدنيين.

هناك أسباب متعددة وراء رغبة بايدن المؤيد لإسرائيل فى إقالة نتنياهو، ولكن لنبدأ بما يحدث فى غزة فى اليوم التالى لانتهاء حكم حماس. ويقول نتنياهو إنه لن يقبل أى تدخل من جانب السلطة الفلسطينية فى إدارة غزة، لأسباب ليس أقلها أن هذا هو ما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه، ويعتقد نتنياهو أن الوقوف فى وجه واشنطن يصب بشكل جيد مع قاعدته الانتخابية. لكن رفضه يعنى استبعاد مشاركة أى فلسطينى على الإطلاق فى إدارة غزة.

إذا لم تكن حماس أو فتح، الحركة التى تهيمن على السلطة، فلن تبقى هناك مجموعة فلسطينية كبيرة أخرى. ومن خلال معارضته لخطة بايدن، يشير نتنياهو ضمناً إلى أن الخيارات الوحيدة المقبولة لغزة هى الحكم من قبل تحالف من الدول العربية، التى لا تريد الوظيفة، ومن المؤكد أنها سترفضها من دون مشاركة فلسطينية. أو إعادة احتلال إسرائيل لها. أحدهما غير قابل للتصديق، والآخر غير مقبول.

يتلخص موقف نتنياهو فى أن إسرائيل لا تستطيع قبول أى شىء يبدو كأنه خطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية. ولنشهد هنا تصريحات تسيبى هوتوفلى، السفيرة الإسرائيلية لدى المملكة المتحدة، التى اختارها نتنياهو لهذا المنصب، والتى قالت: «لا على الإطلاق» لاحتمال قيام دولة فلسطينية. إن هذا الموقف يدمر الدفاع المركزى لاستراتيجية إسرائيل الحالية, والتى تتلخص فى ضرورة إزالة حماس حتى يتسنى التوصل إلى تسوية نهائية مع الشعب الفلسطينى، فى هيئة حل الدولتين.