رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى الثقافة المصرية تعتبر الاحتفالات برأس السنة من أبرز الأحداث التى تجمع بين ماضٍ عريق وحاضر متغير. 
كانت الثقافة المصرية القديمة تربط مواعيد الاحتفال برأس السنة بفيضانات نهر النيل السنوية، والذى نعرفه هو أنّ قدماء المصريين كانوا يحتفلون بحلول السنة الجديدة فى المهرجان المعروف باسم (Wepet-Renpet Festival) ويبيت رينبت، والذى كان مرتبطًا بموت أوزوريس، إله مصر القديمة، ورجوعه إلى الحياة وكانت تُقدم فيه الولائم الدينية الخاصة والطقوس وتُظهر الاكتشافات الحديثة أن المعابد فى فترة حكم حتشبسوت كانت تستضيف مهرجانًا ضخمًا خلال الشهر الأول من العام.
أما فى مصر الحديثة، فإننا نجد أن احتفالات رأس السنة تقام فى الأول من يناير حسب التقويم الإغريغورى (الميلادى). تعكس هذه الاحتفالات مزيجًا من العادات والتقاليد المصرية والوافدة، وتشمل غالبًا الألعاب النارية والحفلات والتجمعات العائلية.
وتشهد المدن فى مصر الحديثة احتفالات فى الأماكن العامة والفنادق والمطاعم، حيث تُقام الحفلات الموسيقية والعروض الفنية الحية وتندمج الاحتفالات المتوارثة والحديثة، معبرة عن مجتمع أكثر عالمية وتنوعًا.
وما زلت أتذكر احتفالات ليلة رأس السنة فى الإسكندرية فى ستينيات القرن الماضى عندما انتقلت عائلتى من قرية مصرية هادئة إلى مدينة الإسكندرية بشوارعها المزدحمة وشواطئها الممتدة وثقافتها المتنوعة. وما زال فى وجدانى ذكريات جميلة عن أصدقاء وجيران وزملاء الدراسة من العائلات المصرية واليونانية والأرمينية – محيى وليديا ونيفين ورينا وأليكس.. 
فى الإسكندرية كانت هناك تقاليد فريدة فى الاحتفال بليلة رأس السنة، حيث يتم رمى الأطباق والأشياء القديمة من الشُرفات بتلك الليلة. يجمع الأهالى فى الإسكندرية ما لا يصلح للاستخدام فى المنازل من زجاج وأطباق وسيراميك ككنوز ثمينة يُخبئونها بانتظار ليلة رأس السنة، ومع انصرام السنة تتحول تلك الأشياء المتراكمة إلى نفايات يتوجّب رميها من الشرفات والنوافذ.
ومع دقات الساعة الثانية عشرة ليلة 31 ديسمبر، تُسمَع أصوات الزجاج وهو يصطدم بالأرض، مثل موسيقى هادرة تعبر عن وداع السنة القديمة واستقبال السنة الجديدة.
وتُظهر بعض الدراسات أن سكان الإسكندرية استلهموا عادة إلقاء الزجاج فى ليلة رأس السنة من الجاليات الأجنبية السابقة، ربما اليونانية، التى عاشت فى تلك المدينة وغادرتها فى وقت لاحق.
على الرغم من التشابه فى جوهر الاحتفالات برأس السنة بين الماضى والحاضر، إلا أن هناك فروقاً واضحة: الاحتفالات القديمة كانت تركز على الطقوس الدينية والاحتفالات الجماعية، فى حين تركز الاحتفالات الحديثة على الترفيه والتجمعات الاجتماعية.
كانت هذه الاحتفالات ولا تزال أوضح دليل على القيمة التى يوليها المصريون القدماء والمعاصرون لأشكال التعبير الجمعى عن الفرح فى الحياة والتفاؤل بالبدايات.