رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

د. أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ«الوفد»:

التهجير مخطط صهيونى.. لتصفية القضية الفلسطينية

بوابة الوفد الإلكترونية

مصر لن تكون معبرًا للقضاء على الفلسطينيين

تاريخ السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل يدل على الانحياز الأعمى

حزب الله يتعامل مع دولة الاحتلال بمنطق لعبة «الشطرنج» ضربة بضربة

مطلوب محاكمات شعبية دولية للصهاينة.. ومستقبل غزة لن يتحقق إلا بالاستقلال

شيخ الأزهر لم يتأخر عن دعم الشعب الفلسطينى ونضاله المشروع

 

الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أحد المتخصصين فى الشئون العربية والسياسة الخارجية المصرية، وهو المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية (التربية والثقافة والعلوم) وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية، وعضو الهيئة الاستشارية لمجلة «السياسة الوطنية» وعضو مجلس أمناء جامعة «الأهرام الكندية».

نال المحلل السياسى الكبير الماجستيرمن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 1974 وعنوان أطروحته العلمية»السياسة الخارجية السوفيتية تجاه إسرائيل (48-1956) ثم حصل على الدكتوراه فى موضوع «الدور المصرى فى اليمن(62-1997).

«الوفد» التقت أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد يوسف الذى أكد أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، وهو موقف متميز ويتسق مع دفاع مصر الثابت تاريخيًا عن القضية الفلسطينية واعتبارها قضية أمن قومى مصرى منذ وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل، مشيدًا بالجهود الضخمة المبذولة من القيادة السياسية التى قامت بها تجاه القضية الفلسطينية، والتى تؤكد أن مصر لن تكون معبرًا لتصفية القضية الفلسطينية، كما أكد المحلل السياسى الكبير أن تاريخ السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل يشهد بالانحياز الكامل لها، وأن دولة الكيان الصهيونى تريد الخلاص من غزة، وهذا لن يحدث، فهذا مخطط صهيونى لتصفية القضية الفلسطينية.

• بداية.. كيف قرأت مخرجات القمة العربية الإسلامية فى الرياض ومسارات واتجاهات الدولة المصرية لحل أزمة غزة؟

- لى عدة ملاحظات أولاها أن القمة تأخرت عن موعدها، لأنها عقدت بعد أكثر من شهر على الأحداث، وللأسف هذا تكرر من قبل فى حدث الغزو الإسرائيلى للبنان عام 1982 فى شهر يونيو، فلم تعقد القمة إلا فى شهر سبتمبر، وهناك بعض الأحداث التى لم تعقد فيها قمم أصلا، لكن أن تأتى متأخرة خير من ألا تأتى أبدًا، وإذا نظرنا إلى قرارات القمة سنجد أنها تنقسم إلى قسمين: القسم الأكبر وهو ما يمكن تسميته بـ«الينبغيات» أو المواقف السليمة غير المصحوبة بآليات للتنفيذ، فقرارات القمة على الصعيد الدبلوماسى كانت متميزة للغاية بصفة عامة، لكن المشكلة أنها تفتقر كغيرها من القرارات الدولية إلى آليات التنفيذ، فعندما نطالب مجلس الأمن بالوقف الفورى لإطلاق النار، فنحن نعلم جيدًا أنه لن يوقف إطلاق النار بسبب المعارضة الأمريكية لهذه المسألة، وعندما نطالب الدول التى تصدر سلاحًا إلى إسرائيل بالتوقف عن إمدادها بالسلاح نعلم أنها لن تتوقف، والسؤال الذى يطرح نفسه هو كيف نفرض ذلك، وكيف يتم هذا الفرض؟، الملاحظة الثالثة بعد التأخر والافتقار إلى آليات التنفيذ أنَّ هناك بعض المواقف أعتبرها بالغة الأهمية فى قرارات القمة كتلك التى تتعلق بالملاحقة القانونية لإسرائيل وإنشاء مرصد إعلامى لمتابعة الجرائم الإسرائيلية، والحقيقة أن إسرائيل بسلوكها فى هذا العدوان على غزة والضفة تقدم لنا فرصة ذهبية لملاحقتها قانونًا، وأول شئ يتبادر إلى الذهن هو المحكمة الجنائية الدولية، أيضًا فلم أر حتى الآن أى تحرك فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أخذ بالرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية فى بعض تصرفات إسرائيل، ونعلم جميعًا أن هناك قيودًا قد تحيط بهذه الملاحقة القانونية، ومن هنا أتصور أن الجهد العربى ومؤسسات المجتمع المدنى العربى يجب أن تعمل اتساقًا مع قرارات القمة العربية فى اتجاه تشكيل أو تأسيس محاكمات دولية لإسرائيل شعبية، ويستحسن أن تقام فى دول أوروبية من الدول التى تؤيد الحق الفلسطينى بوضوح، وعلى رأسها أيرلندا، أما الملاحظة الإعلامية فإسرائيل بجرائمها هذه تعطينا فرصة ذهبية لتحقيق كسب إعلامى حاسم عليها فى المعركة بيننا وبينها، ولعلنا نلاحظ أن هناك كثيرًا من المخرجات الإعلامية الأوروبية والأمريكية بدأت تؤيد بوضوح وجهة النظر العربية والفلسطينية، وهناك نقطة مهمة أيضًا، وهى أن هناك اتجاهات داخل اليهود الأمريكيين أنفسهم بالغة الرفض لما تفعله إسرائيل، والتأييد للقضية الفلسطينية، فيجب ألا نقصر فى قضية الملاحقة القضائية والإعلامية، حتى يتم كسر صورة إسرائيل فى الخارج تمامًا أو فضح صورتها.

• منظمة العفو الدولية أعدت عريضة وقع عليها أكثر من مليون شخص حول العالم فى رأيك ما أهمية هذه الخطوة فى التصدى للجرائم الإسرائيلية؟

- كما ذكرت أن الملاحقة القضائية الرسمية قد تثار أمامها صعوبات ولكن لدينا فرصة ذهبية فى إقامة محاكمات شعبية لإسرائيل، وعريضة منظمة العفو الدولية هى بداية لتحريك منظمات المجتمع المدنى العالمية وإقامة محاكمات مدنية شعبية لإسرائيل، فالمعركة طويلة وممتدة ولكن أوراقنا فى هذه المرة بالذات من المنظور القانونى والإعلامى أوراق فى منتهى القوة.

• فى ظل الظروف الإقليمية الحالية.. إلى أين تتجه الحرب على غزة وهل تتسع الحرب وتدخل إسرائيل جنوب لبنان والشرق السورى لتصبح حربًا إقليمية بالفعل من وجهة نظركم؟

- موضوع اتساع نطاق الحرب بحيث تتحول إلى حرب إقليمية موضوع الساعة الآن، لأن هناك سيناريوهات مختلفة لهذه التوقعات، فالحرب بدرجات متفاوتة أصبحت حربًا فلسطينية شاملة وليست خاصة بغزة، صحيح أن الوتيرة محدودة فى الضفة الغربية إذا قورنت بغزة، لكن النطاق اتسع ليشمل الأراضى الفلسطينية المحتلة كلها، والسؤال الآن هل تتحول إلى حرب إقليمية، بمتابعة سلوك حزب الله نجد من خلال السلوك الفعلى ومن خلال خطاب الأمين العام حسن نصر الله أن حزب الله يتعامل مع الصراع من منطلقات معينة، المنطلق الأول هو مساندة المقاومة مساندة كاملة من الناحية اللفظية والدبلوماسية من الناحية العسكرية، فمن الواضح أن حزب الله يتعامل مع الصراع بمنطق «لعبة الشطرنج»، ضربة بضربة، ففكرة أن يشن حزب الله هجومًا شاملًا على إسرائيل كما فعلت حماس وفصائل المقاومة فى غزة بالنسبة لغلاف غزة يوم 7 أكتوبر لم تكن واردة فى البداية.. ولكن المساندة ترجمت فى إشعال رشيد للجبهة اللبنانية، يضاف إلى هذا أنَّ الأمين العام لحزب الله ونائبه أكدا فكرة أن المسألة خاضعة للتطورات، وحسن نصر الله كان قاطعًا فى مسألة أنه لن يسمح بهزيمة المقاومة الفلسطينية، يبقى السؤال ماذا لو لم يسمح بهزيمة المقاومة الفلسطينية ما هو نوع التصعيد، لأن هذا التصعيد ممكن أن يكون تصعيدًا شاملًا، بمعنى هجمة صاروخية شاملة على إسرائيل، وبالتالى فإنها تكون حربًا لا تبقى ولا تذر، وبالذات من المنظور اللبنانى بالإضافة إلى أنَّ إسرائيل ستتكبد خسائر بالغة الفداحة إذا قورنت بخسائرها فى 7 أكتوبر، لأنه معروف أن القوة الصاروخية لحزب الله أقوى بكثير من قوة فصائل المقاومة فى غزة، هذه المسألة مازالت موضع عدم يقين، وتقديرى أنَّ المساندة مفروغ منها، ولكن المهم هو حجم المساندة، لا أستطيع- كمحلل– أن أستبعد انفجار الحرب، بحيث تصبح حربًا شاملة فيها فصائل المقاومة فى غزة بقيادة حماس وفيها حزب الله بدعم إيران، ولا أعتقد بتدخلها المباشر، فى هذه الحالة ستكون حربًا دولية، لأنه طالما حزب الله وفصائل المقاومة فى مواجهة إسرائيل، فهى حرب إقليمية، ولكن كلنا يعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية كرسالة ردع قد حشدت حاملات طائراتها وقطعها البحرية فى المنطقة، بالإضافة إلى تسليحها لإسرائيل بمزيدٍ من الأسلحة الفتاكة وأن هناك قوات خاصة أرسلت إلى إسرائيل، بالإضافة إلى مسألة شديدة الأهمية وهى تزويد إسرائيل بمعلومات وصور للأقمار الصناعية وما إلى هذا.

• إذن، هل من الممكن أن تتدخل إيران بشكل مباشر فى الحرب؟

• الحقيقة أننى أستبعد التدخل المباشر لإيران فى الحرب، لكن لا أحدًا لا يستطيع أن يستبعد على نحو مطلق أن يصعد حزب الله مساندته للمقاومة الفلسطينية بشكل أقوى بكثير أو بشكل شامل، حتى الآن نلاحظ تصعيدًا متدرجًا وحتى الآن المقاومة فى غزة مازالت صامدة، بمعنى أنه رغم أى شىء تقوله المصادر الإسرائيلية، لكن واضح أن هناك «كر وفر»، محاولات للتقدم تصطدم بها حماس وتصدها بدرجة واضحة من الكفاءة، ما الذى ستأتى به الأيام القادمة، نتمنى أن يستمر صمود المقاومة وأتمنى تكرار سيناريو 2006 وأعول على ذلك كثيرًا، لأنه ستكون فيه مصلحة لجميع الأطراف العربية، نذكر فى 2006 إسرائيل ومن وراءها وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية سلكت نفس المسلك بالضبط الذى تسلكه الآن وهو الدعم المطلق لإسرائيل، رفض وقف إطلاق النار، وأذكر بما كانت تقوله كونداليزارايس وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، عندما كانت تطالب بوقف إطلاق النار، فكانت تقول إن ما يجرى هو مخاض الشرط الأوسط الجديد، كما تتحدث إسرائيل الآن عن اجتثاث حماس كانوا يتحدثون عن اجتثاث حزب الله، لكن أحدًا لا يتعلم من التاريخ، حزب الله خرج من هذه المقاومة أقوى مما دخلها، اجتثاث حماس حتى لو قدر الله هزمت فى هذه الجولة العسكرية، مستحيل، لأن حماس ليست عصابة عسكرية وليست فصيلًا عسكريًا وإنما هى فصيل له مؤيدوه الواسعون من قطاعات الشعب الفلسطينى، ونذكر أنهم فازوا فى انتخابات ديمقراطية بالأغلبية التشريعية فى 2006، فالقوى السياسية والاجتماعية لا تجتث، فمن الممكن أن يلقى فصيل مقاوم هزيمة عسكرية لكى يعاود المقاومة بعد مدة قد تزيد، قد تنقص لكن سيعاود المقاومة، أما الاجتثاث السياسى فهذا لم يحدث فى تاريخ حركات التحرر الوطنى طالما أننا نتكلم عن قوة تحرر وطنى لها حاضنة شعبية، وحماس ليست موجودة فى غزة فقط، فهى موجودة فى غزة والضفة ولبنان وفى أوساط اللاجئين الفلسطينيين بدول الجوار العربية وفى أوساط الشتات الفلسطينى، لا تمثل كل شعب فلسطين، لكنها تمثل قضية فلسطين وهى التحرر من الاحتلال الإسرائيلى.

•  فى رأيك ما حقيقة وجود مخطط صهيوأمريكى ضد مصر وراء الأزمة الفلسطينية وهل ترى أنَّ إسرائيل تهدف إلى استفزاز مصر؟

• لست على بينة من أسرار السياستين الإسرائيلية والأمريكية، لكن من المؤكد بالنسبة لى أنه لا السياسة الأمريكية ولا السياسة الإسرائيلية راضيتان عن السياسية المصرية، ولكن ما يطمئننى أمران، الأمر الأول: هو قوة مصر العسكرية والرئيس «السيسى» كان شديد الوضوح والرسائل التى أرسلها كانت أيضًا شديدة الوضوح، نحن نرى الآن إسرائيل تقف على أعتاب غزة ما يزيد على أربعين يومًا وليس بمقدورها رغم قوة التدمير الهائلة أن تستولى على القطاع أو تكسر المقاومة الفلسطينية، فماذا ستفعل إسرائيل فى مواجهة مصر، فجر «شكل مصر» يعنى استفزازها لمواجهة عسكرية، فإذا كانت إسرائيل قد عجزت بعد أكثر من شهر عن أن تسيطر على غزة فماذا نتصور إذا جرت مصر إلى مواجهة عسكرية، الأمر الثانى: هو وضوح الرؤية المصرية والتمسك بها، وأضرب مثالًا على هذا بموضوع التهجير، الأمر الذى لاشك فيه أن الرؤية الصهيونية للحل الأمثل لقطاع غزة ولقضية فلسطين ككل، ليس فقط قطاع غزة –من وجهة نظرهم– هى التخلص من الشعب الفلسطينى قدر المستطاع، وهذا يدحض فكرتهم عن أنهم يحاربون حماس، لأنهم لو كانوا يحاربون حماس لما قتلوا أكثر من 11 ألف شهيد فلسطينى حتى الآن، ولو كانوا يحاربون حماس لما طرحوا فكرة التهجير، فهذه الفكرة خطيرة، لأن التصور الأمثل من وجهة نظرهم هو أن يتم تهجير الفلسطينيين عمومًا وقطاع غزة خصوصًا، نظرًا لأن قطاع غزة دوخهم عبر السنوات، وأجبر المحتل على أن يجلو منه كارهًا فى 2005 وهذا بسبب الكثافة السكانية وصلابة إرادة أهل غزة، وبالتالى قوة مصر السياسية فى تقديرى تتمثل فى أن مخطط التهجير لاشك فيه لدى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك فإننا نجد الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية على كل المستويات سواء وزير الخارجية، أو الرئيس بايدن يقول لا لا للتهجير، وبالطبع هذا على غير هواهم، لكنه تأكد من الموقف المصرى والموقف الأردنى والموقف الفلسطينى قبلهما ومن كل المواقف العربية أنه لا للتهجير، إذن المخططات والمؤامرات موجودة، ولكننا ندفعها بالرادع الذى نمتلكه وهو قوة مصر العسكرية وبالرؤية السياسية السليمة والتمسك بها.

• إذن هل ترى أن مخطط تهجير الفلسطينيين قديم، وهل ترى أن هناك ضغوطًا تمارس على مصر فى هذا الإطار؟

- نحن لا ننسى أنَّ فكرة إسرائيل نفسها كانت قائمة على أن فلسطين أرض بلا شعب وأن اليهود شعب بلا أرض، هذه الفرية التى تثبت زيفها الأحداث الجارية، ها هو شعب فلسطين يناضل ويقاوم فى قطعة صغيرة من أرض فلسطين وفى الضفة الغربية أيضًا، إذن أساس فكرة دولة إسرائيل هو التخلص من شعب فلسطين، هم أصلًا كانوا ينكرون وجوده، فإذا كان موجودًا فلماذا لا نتخلص منه، وفى الضفة الغربية هناك إجراءات معروفة منذ سنوات لإغراء فلسطينىّ الضفة بفرص مريحة للحياة فى مقابل أن يستوطنوا فى أماكن غير الضفة، هذه المخططات حققت نجاحًا حتى الآن شديد المحدودية، وما أريد أن أقوله إنَّ الرؤية الصهيونية فى جوهرها هى التخلص من الشعب الفلسطينى، ومن المؤكد أنه فى الأيام الأولى لطوفان الأقصى مورست ضغوط هائلة على مصر لكى تقبل فكرة التهجير، ومصر كانت فى منتهى الوضوح، وهى أنها ترفض التهجير قولة واحدة، لأنه تصفية للقضية الفلسطينية، والبعض يتصور أننا نخشى من أن يكون هناك مليون أو 2 مليون غزاوى أو فلسطينى فى مصر، فمصر أم العرب وفيها ما يزيد على 10 ملايين عربى، فيها 5 ملايين سودانى، و2 مليون يمنى وأعداد هائلة من السوريين والليبيين والعراقيين والأمور تجرى فيها بخير والحمد لله وهى تسع أبناء العرب جميعًا، فهدف التهجير من غزة هو تصفية القضية الفلسطينية ولن تكون مصر القوية معبرًا لهذه التصفية.

* أمريكا أدانت من قبل قرارات التوسع فى المستوطنات الإسرائيلية فهل ترى أنها صادقة وكيف ترى مستقبل عملية السلام بعد تحول أمريكا من وسيط إلى طرف مساند لإسرائيل؟

- أتحفظ على كلمة تحول، لأن الولايات المتحدة منذ نشأة إسرائيل وهى تؤيدها دون قيد أو شرط، لدرجة أنَّ الواقعة الوحيدة فى تاريخ إسرائيل التى وقفت فيها الولايات المتحدة موقفًا صلبًا وفرضته على إسرائيل أثناء رفضها الانسحاب من سيناء وقطاع غزة بعد عدوان 1956، وقتها وقف الرئيس الأمريكى وقفة صارمة وأصر على انسحاب إسرائيل وقد انسحبت، فيما عدا هذا فتاريخ السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل لا يحمل إلا الانحياز المطلق الأعمى لدولة إسرائيل، وطبعًا هذا الانحياز وصل فى عهد دونالد ترامب إلى آفاق غير مسبوقة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بالمستوطنات وبضمها إلى الجولان، والإتيان بفكرة حمقاء وهى صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية يعنى إغراء الفلسطينيين ببعض المغريات المادية لكى ينسوا قضيتهم وقد رأينا الفشل الذريع لهذه الفكرة، عندما جاء «بايدين» وأثناء حملته الرئاسية بدا أنه يختلف مع أطروحات ترامب، يعنى مثلًا يعود لحل الدولتين، يتحفظ على الاستيطان والتوسع فيه، ولكننا لاحظنا أنه بعد فوز «بايدن» على «ترامب» فى الانتخابات لم يغير ما فعله ترامب، بمعنى أن القدس مازالت من وجهة النظر الأمريكية عاصمة لإسرائيل والمستوطنات باقية، صحيح أن الولايات المتحدة تنتقد التوسع فى الاستيطان أو تنتقد–كما فعلت نائبة الرئيس الأمريكى منذ أيام- السلوك المتطرف للمستوطنين لكنها لا تفعل شيئًا، تمامًا كما نعلم أن الولايات المتحدة ليست راضية لأسباب سياسية عن إمعان إسرائيل فى قتل الفلسطينيين ولكنها تكتفى بالنصح، فصار الآن أكثر من شهر فى البداية كانت الولايات المتحدة ضد وقف إطلاق النار ومازالت ولكنها بدأت تقول هدنة إنسانية، فمشكلة الولايات المتحدة الأمريكية أنه حتى عندما تكون لها بعض المواقف المعقولة فإن هذه المواقف لا تترجم إلى الفعل.

* ما تقييمك للأثر المترتب على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتهديد ذلك للسلم الدولى وليس للشرق الأوسط فقط؟

- الأثر المباشر للتهجير إذا نجح -لا قدر الله- ولن ينجح، هو تصفية القضية الفلسطينية، إذا تم التهجير فى دول الجوار العربية فإن هذا سوف يؤدى بالتأكيد إلى نوع من عدم الاستقرار فى البلدان التى سيتم فيها التهجير، لأنه أولًا قد يحدث نوع من الظروف المعيشية الصعبة، وقد يأتى الفلسطينيون وهم محبطون، قد تتولد لديهم نوازع جديدة للمقاومة، فإذا تصورنا تهجيرهم إلى سيناء قد نجح جزئيًا أو كليًا، ألن يكون هذا الشعب راغبًا فى العودة إلى أرضه، وبالتالى قد نتصور فى المستقبل عمليات إشكاليات، فالقضية الأولى والأساسية أن التهجير مرفوض مائة فى المائة وليس هناك أدنى شك للتفكير فى قبول هذا السيناريو، وهذا السبب أصيل هو أنه يصفى القضية الفلسطينية ولسبب أصيل آخر وهو أن الفلسطينيين الذين يعانون من القتل وإراقة الدماء منذ أكثر من شهر يرفضون مغادرة أرضهم حتى الآن رغم كل الظروف المعيشية الصعبة.

* آخر ما جاء على لسان أحد وزراء نتنياهو وهو «عميحاى إلياهو» وزير التراث، حيث دعا لقصف قطاع غزة بالسلاح النووى وتدميره، هل من الممكن أن تضرب إسرائيل بالسلاح النووى، وهل يفتح المجال أمام المقاومة لضرب مفاعل ديمونة الذى تتباهى به إسرائيل؟

- هذا التصريح الأحمق من وزير أحمق متطرف أنا أريد أن أصل منه إلى نوعية الحكومة الحالية فى إسرائيل التى تضم أناسًا بهذه العقلية، مثل هذا الوزير وكل هذه العناصر التى لم يسبق لإسرائيل رغم كل تطرفها أن شارك أمثال هذه العناصر فى الحكم، هذه النقطة الأولى أنها مؤشر على طبيعة الحكومة الإسرائيلية الحالية، النقطة الثانية أنها مؤشر على أن غرور إسرائيل بلغ مداه، فنتنياهو عندما بدأت عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر قال إنَّ انتقامنا سيكون مروعًا وسوف يغير الشرق الأوسط، فالشرق الأوسط فيه مصر وإيران وتركيا، فأى شرق أوسط سيغيره بعملية إجرامية يقوم به ضد قطاع غزة، جزء من الغرور أيضًا إن يقف وزير ويقول إن الحل الأمثل هو إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة، فهذا تصريح أبسط ما يقال فيه أنه تصريح غبى. فأى قنبلة نووية ستسقط على غزة ستصيب أجزاء من إسرائيل وستصيب الأسطول الأمريكى الذى يربض قبالة شواطئ غزة، وقد فضح هذا التصريح إسرائيل لاعترافها أنها دولة نوويةرغم إعلانها أنها ليست دولة نووية، وقد فتح هذا التصريح على إسرائيل بابًا ستعانى منه فى المستقبل معاناة كبيرة، ليس فقط من دول المنطقة، فبالأمس كانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية تقول إن الأمر يحتاج تحقيقًا، وسنقارن بين إيران التى تحاصر من أجل ألا تصل إلى القدرة على إنتاج القنبلة النووية وإسرائيل التى تترك وتطلق يداها، بحيث إنها تلقى قنبلة نووية على شعب أعزل، للأمانة كما نرى فإنَّ بقية النخبة الإسرائيلية الحاكمة فى المجلس الوزارى استنكرت- ليست بالضرورة لأنها لا تحب هذه الفكرة- ولكن لأنَّ هذه الفكرة كانت علامة على وحشية إسرائيلية وامتلاكها سلاحًا نوويًا وعلامة على تطرف الحكومة الإسرائيلية.. إلخ.

* اتجهت السلطة الفلسطينية مؤخرًا والعرب إلى روسيا، فهل من الممكن أن تكون موسكو رأس حربة فى عملية السلام بالشرق الأوسط؟

- الموقف الروسى معنا دبلوماسيًا، بمعنى أن روسيا مع حل الدولتين وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومعًا إعلاميًا مائة فى المائة، فمن يشاهد الفضائية الروسية الناطقة بالعربية يتخيل أنها فضائية فلسطينية ولكن هذا الموقف كغيره من المواقف الدولية المؤيدة لنا كالموقف الصينى على سبيل المثال لا يترجم إلى مواقف عملية مؤثرة، طالما أن الولايات المتحدة الأمريكية هى تدعم إسرائيل مائة فى المائة وتستخدم حق الفيتو ضد أى مشروع قرار يمس إسرائيل من قريب أو بعيد، فهذا الموقف الروسى الإيجابى ومعه الموقف الصينى لم يترجما حتى الآن لمواقف مؤثرة، وأتصور أنه بالنظر إلى حالة الاستقطاب الدولى الحالى أن العرب مطالبون بمحاولة تطوير الموقف الروسى، فمثلًا معروف أن سوريا حتى الآن ساحة مفتوحة للهجمات الجوية الإسرائيلية وأن قرار التصدى لها بيد روسيا، إن زودوا روسيا بأسلحة دفاع جوى متقدمة انتهت هذه المسألة، هذا من الأمور التى يمكن أن نحاول فيها تطوير الموقف الروسى وأيضًا تشديد اللغة الدبلوماسية، لكن حتى الآن الموقف الروسى معنا دبلوماسيا وإعلاميًا قلبًا وقالبًا ولكنه مازال غير مؤثر.

* ما ملامح التصورات الفكرية المتوقعة حول مستقبل غزة فيما يعد العملية العسكرية التى تقوم بها قوات الاحتلال وهل ستنجح إسرائيل فى القضاء على حماس وماذا بعد حماس لملء الفراغ فى غزة؟

- الطريقة التى تتعامل بها إسرائيل مع مستقبل غزة والولايات المتحدة الأمريكية فى البداية وبعض الدول الأوروبية طريقة مرفوضة تمامًا، وهناك أكثر من ملاحظة كرأى شخصى على هذا الطرح أولًا هم متخبطون، فنتنياهو منذ أكثر من أسبوع يقول إن إسرائيل ستتولى مسئولية الأمن فى غزة لفترة غير محدودة، وتعليقى على ذلك «يبقى يقابلنى» إن استطاع أن يقوم بهذه المهمة، فقد دمر غزة وحولها إلى خراب وإلى شعب يكرهه. ثم تفاجأ بتصريحات أخرى تقول إنه مطلوب تحالف يحكم غزة يكون تحالفًا دوليًا إسلاميًا عربيًا وفيه عنصر فلسطين، وهذه كلها ترهات، أولًا سابقة لأوانها تمامًا، ألا ننتظر، لأن المعركة لم تحسم بعد، ووارد أن سيناريو 2006 يتحقق وأن تجبر إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار قبل أن تهزم حماس ولا تجتثها من غزة، ولم يحدث فى تاريخ حركات التحرر الوطنى أن قوة تحرر وطنى اجتثت، فقد تحدثت عن اجتثاث حزب الله فى 2006 واليوم تضع يدها على قلبها خشية أن يتدخل حزب الله– فى المعركة، فلو تدخل الآن لدمر ثلث إسرائيل على الأقل.

ففكرة اجتثاث حماس فكرة حمقاء، قد تنتصر على حماس فى معركة عسكرية، وهذا لم يحدث حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية. وبالتالى مهلًا على أفكار طرح حكم غزة. فغزة لن تكون ذليلة طائعة، فلا مستقبل لغزة إلا مستقبل مرتبط بالضفة الغربية وبتحقيق الاستقلال. فنحن إزاء حالة استعمارية نموذجية ولا حل لها إلا بزوال الاستعمار والاحتلال، وأظن أن الشعب الفلسطينى قدم طوال تاريخه تضحيات ما يجعلنا نصرعلى أن تكون الخطوة القادمة هى انتهاء الاحتلال الإسرائيلى من غزة ومن الضفة، وهذا يستند إلى قرار الشرعية الدولية، فهناك قرار التقسيم الذى ينص ليس فقط على إنشاء دولتين يهودية وعربية، بل وعلى أن تبقى القدس كيانًا دوليًا، فالقرار 242 ينص صراحة على انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى عدوان 1967 ودعنا من الترهات التى يقولونها عن أن المطلوب هو الانسحاب من أراضٍ والاحتفاظ بأراضٍ أخرى، ليس فى القرار أى شيء يشير إلى أن هذا هو المعنى المقصود، بالإضافة إلى أن ديباجته تقول عدم جواز اكتساب الأراضى بالقوة المسلحة، إذن لدينا قرار التقسيم ولدينا القرار 242 ولدينا قرار مجلس الأمن الذى أعقب خارطة طريق جورج بوش الذى نص على قيام دولة فلسطينية، إذن مستقبل غزة فى تقديرى هو إنهاء الاحتلال وتكوين الدولة الفلسطينية، لا مستقبل لغزة إلا هذا المستقبل، وأعتقد أن رسالة طوفان الأقصى هى أن كفاح الشعب الفلسطينى مستمر حتى يتحقق الاستقلال.

* البعض يرى أن هناك ازدواجية فى المعايير وأن هناك تعاملًا مغايرًا فى أزمة أوكرانيا بعيدًا عن أزمة فلسطين من حيث التباكى وحقوق الإنسان فى «كييف» لكن فى غزة فالكل إرهابيون وجماعات مسلحة كيف ترى ذلك؟

- هم يدعون أنهم يحاربون حماس باعتبارها تنظيمًا إرهابيًا ويشبونها بداعش، مع أن هذا التشبيه غير علمى، فداعش لم تكن حركة تحرر وطنى، ولا وجهت للاحتلال ورغم أن إسرائيل تدعى أنها تحارب حماس إلا أنها تقتل شعب غزة كله، فلا تميز بين حماس ولا غيرها، وهى تريدنا أن نصدق أن لديها القدرة أن تعرف أن تحت هذا المستشفى توجد قيادة لحماس، وأن داخل عربة الإسعاف توجد قيادة لحماس، فهذا كلام يرفضه العقل والأخطر أنها لو كانت حقًا تحارب حماس ففيم مخطط التهجير، هذا مخطط صهيونى لتصفية القضية الفلسطينية.

* هاجم معهد دراسات وأبحاث الأمن القومى الإسرائيلى (Inss) فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب متهمًا إياه بأنه يقف إلى جانب الحركات المتشددة فى المنطقة بسبب مواقفه وبياناته الداعمة للحق الفلسطينى فما تعليقك وما تقييمك لجهود الأزهر الشريف فى مساندة القضية الفلسطينية؟

- هذا جزء من الغرور الإسرائيلى، فإسرائيل لا تريد أى صوت أو رأى يخالف صوتها أو رأيها، فعندما صدر عن الأمم المتحدة قرار يدين إسرائيل وقف مندوب إسرائيل فى الأمم المتحدة ومزقه علنًا أمام الجميع، عندما قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه مع أنه أدان الاعتداء على المدنيين، رغم أنه ليست حماس لم يأت من فراغ طالبته إسرائيل بالاستقالة، وقالت إنه فقد اعتباره وعندما وقف شيخ الأزهر الموقف الذى يتوجب عليه كإمام للمسلمين وناصر المقاومة الفلسطينية طالبوا بتنحيته وكأننا هنا فى مصر وفى كافة أرجاء العالم نتحرك بإشارات من إسرائيل. شيخ الأزهر فيذكر له أنه لم يتوان يومًا ولم يتأخر يومًا عن دعم الشعب الفلسطينى ونضاله المشروع من أجل استرداد حريته، فإسرائيل تهاجمه، والبعض منا- للأسف–يزايد عليه ويقول له اذهب إلى غزة، وهذا الكلام لا أساس له من الأفكار العملية.

* المصالحة الوطنية الفلسطينية بين فتح وحماس لماذا هى مجمدة الآن وماذا بعد التداعيات الأخيرة والجهود المبذولة من قبل مصر لحل الخلاف القائم وهل آن الأوان لاتخاذ قرارات جادة لتحقيق المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطينى من الداخل من جديد؟

- جدًا.. ولكن هذا إن شاء الله يحدث بعد انتهاء هذه الجولة من جولات المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وبين إسرائيل، للأسف كان هناك تهاون من الفصائل الفلسطينية فى تحقيق الوحدة الوطنية، ونحن نعلم أن هناك اختلافات فكرية وسياسية بين حماس وفتح حالت دون وضع محاولات المصالحة بينهما موضع التطبيق، لأن هناك ما يزيد على 11 محاولة للصلح بين حماس وفتح وتم التوقيع عليها ولكنها لم تنفذ والسبب هو خلافات فكرية وخلافات سياسية وعوامل أخرى، والشيء الذى لا يجب أن يسمح به الشعب الفلسطينى ولا أى مناصر للقضية الفلسطينية بعد الآن هو أن يستمر هذا الانقسام بعد ما حدث.

أحد السيناريوهات المطروحة إن شاء الله بعد تحرير غزة والضفة من الاحتلال فإن منظمة التحرير ستكون هى المسئولة وتجرى انتخابات، فمنظمة التحرير تحتاج إلى أن تصبح منظمة شاملة لكل الفصائل الفلسطينية، لأن حماس حتى الآن ليست ضمن المنظمة، وبالتالى أملى فى أعقاب هذه الجولة من جولات الصدام أن تكون هذه هى المرة الأخيرة التى لا نسمح فيها لأنفسنا بأن نفشل فى تحقيق المصالحة الوطنية، لأنَّ «طوفان الأقصى» مثل –فى تقديرى- خطوة جبارة فى طريق التحرير، وإذا نجحنا فى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية فإنَّ لحظة التحرير ستقترب جدًا.

* أخيرًا.. ما تقييمك لدور الجامعة العربية فى دعم فلسطين وهل تراها عاجزة عن التصدى للقرارات التعسفية ضد الشعب الفلسطينى؟

- الجامعة العربية أولًا لا تملك إلا لغة الدبلوماسية حتى الآن، ولغة الدبلوماسية فى مواجهة لغة القوة لا تجدى فى هذه الظروف لكن لا أريد أن أظلم الجامعة العربية، لأن الجامعة العربية ليست منظمة فوق الدول العربية وإنما هى منظمة بين الدول العربية، وبالتالى قراراتها تؤخذ كتوافق بين الدول العربية. ولهذا تصل المجالس الوزارية العربية إلى قرارات شديدة الاعتدال، ولا ألوم الأمانة العامة فى هذا، لأن هذا ما اتفق عليه العرب وأعتقد أنه غير كافٍ حتى الآن، ولى ملاحظتان مهمتان أعتقد أن الجامعة العربية رغم ما يحيط بها من قيود يجب أن تفعل فيهما المزيد، هى مجال الإعلام والملاحقة القانونية لإسرائيل. فنحن فى وقت ذهبى بالنسبة لملاحقة إسرائيل قانونيًا، فلا أتخيل أن إسرائيل ممكن أن تفلت من أى تحقيق وحتى لو المحكمة الجنائية الدولية خذلتنا فلنقم فى جميع البلدان الأوروبية المؤيدة لنا محاكمات شعبية لإسرائيل حتى يتم فضحها، فلدينا من صور القتل والدمار ما يمكننا من إنتاج أفلام تفضح إسرائيل وسياستها الاستعمارية، فلا ألوم الجامعة العربية سياسيًا ولكن أطالبها بمزيد من المبادرة فى المجال القانونى والإعلامى.