رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمات

فى انتخابات الرئاسة أدى الشعب المصرى دوره كأفضل ما يكون الأداء، فحضر بأعداد هائلة أمام اللجان الانتخابية، وسجل نسبة مشاركة كبيرة ربما لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعها.

وبانتهاء الانتخابات نكون قد انتهينا من الجهاد الأصغر، وبقى الجهاد الأكبر..

والجهاد الأكبر يتمثل فى تحقيق تنمية شاملة فى مصر، والبداية بتحقيق أربعة أشياء فى أسرع وقت ممكن، وهى مواجهة التضخم، ونزع فتيل انفلات الأسعار، والقضاء على السوق السوداء والمحتكرين، وضبط سعر الصرف..

وهذه الأمور الأربعة هى مسئولية الحكومة وحدها، وعليها مواجهتها بسرعة كبيرة، لأنها حولت حياة أغلب المصريين إلى جحيم..

وسأكتفى بدليل واحد يلمسه كل المصريين، وهو الأسعار، فالسلع فى مصر من الحديد وحتى السكر والأرز تباع بأعلى من سعرها العالمي!

مثلًا: السعر العالمى لطن الحديد 570 دولارًا، وهو ما يعادل حوالى 17 ألفًا و600 جنيه بالسعر الرسمى للدولار فى مصر، و28 ألفًا و500 جنيه بسعر الدولار فى السوق السوداء، ومع ذلك يباع سعر طن الحديد فى مصر بـحوالى 40 ألف جنيه!

نفس الحال فى الأرز، فالسعر العالمى لطن الأرز الباكستانى يبلغ 590 دولارًا، أى ما يعادل 17 ألفًا و700 جنيه بالسعر الرسمى للدولار و29 ألفًا و500 جنيه بسعر الدولار فى السوق السوداء، وهو ما يعنى أن سعر الكيلو عالميًا يتراوح بين 17 و29 جنيهًا، ولكن الكيلو فى مصر يباع بـ40 جنيهًا!.. رغم أن مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من الأرز وتصدر كميات كبيرة منه للخارج!

والسكر يشهد نفس المأساة، فسعر كيلو السكر عالميًا يعادل 19 جنيهًا بالسعر الرسمى للدولار، و32 جنيهًا بسعر الدولار فى السوق السوداء ومع ذلك يباع فى مصر بـ50 جنيهًا، رغم أن 90% من السكر الذى يستهلكه المصريون هو إنتاج محلى!

وفى البصل كانت المأساة أكبر، فمصر رابع دولة فى العالم إنتاجًا للبصل وسادس دولة فى تصديره، وإنتاجنا المحلى منه يتجاوز 3.5 مليون طن واستهلاكنا السنوى حوالى 2 مليون طن فقط، ومع ذلك وصل سعر الكيلو 40 جنيه!

وحل هذه الأزمات ليس مستحيلًا، لكنه فقط يحتاج إلى عقول مبدعة وأفكار جديدة، ومسئولين صرحاء مع أنفسهم ومع الشعب، ويحتاج أيضاً لأن تمارس كل أجهزة الدولة دورها بشكل حقيقى وجاد، وليس بأداء روتينى، أو حضور أشبه بالغياب.

.. والكرة الآن فى ملعب الحكومة فعليها أن تتحمل مسئولياتها، وتقوم بدورها، فتحل تلك الأزمات فى خلال أيام قليلة.