رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أرى بالتأكيد أن تعنت وجنون وصلف (بنيامين نتنياهو) فى مواجهة الأزمة الكبيرة التى تواجهها إسرائيل نتيجة عملية (طوفان الأقصى) يعد مؤشرًا قويًا لقرب نهايته السياسية إلى الأبد وربما يكون سببًا رئيسيًا فى نهاية هذا الكيان الصهيونى المغتصب لأرض فلسطين العربية، يتخيل نتنياهو أن استخدام كل هذا العنف وانتهاك كل القيم الإنسانية والأخلاقية فى حربه مع حماس وقتل المدنيين الأبرياء وحرمان أكثر من مليونى إنسان من أبسط احتياجاتهم – يمكن أن يحسن من صورته التى حطمتها حركة حماس بعملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023 مستخدمة فى ذلك أسلحة بدائية وإمكانات متواضعة، فكل هذا يجعله يتصرف بلا عقل ولا ضمير، وكما أشارت فيونا هيل المستشارة الأمنية السابقة للبيت الأبيض إذ اعتبرت أن « نتنياهو بات أشبه برجل ميت يمشى بالمعنى السياسي». وأكدت «حجم الفوضى التى خلفها واضحة جدا»، حيث كان الإسرائيليون يزعمون منذ حرب أكتوبر مع مصر قبل خمسين عامًا أن ذلك لن يتكرر أبدًا فما حصل ليس على يد جيش نظامى بل على يد منظمة عسكرية لا يرقى تسليحها وقدراتها الاستخبارية لمستوى جيوش الدول، وهى هزيمة قاسية لإسرائيل،، ويعتبر بنيامين نتنياهو السياسى الأطول عمرًا فى تقلد مناصب وزارية، تصل لـستة عشر عامًا متفرقة، فكانت فترة ولايته الأولى عام 1996 بعد توليه منصب رئيس المعارضة كزعيم لكتلة الليكود، وفى عام 2002 عاد لحلبة السياسة وزيرًا للخارجية ثم المالية، وفى عام 2005 تولى زعامة المعارضة من جديد، وبعدها تم انتخابه عام 2009 رئيسًا للحكومة للمرة الثانية، وفى عام 2013 للمرة الثالثة، ثم انتخابه لرابع مرة عام 2015، وعلى الرغم من مشاكله السياسية؛ فقد استطاع نتنياهو الفوز فى الانتخابات التشريعية الأخيرة فى نوفمبر 2022، ونجح بعد مفاوضات صعبة استمرت أسابيع فى الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة مع اليمين الإسرائيلى، ووفقًا للمؤشرات السياسية الحالية ربما تكون هذه الحرب فى قطاع غزة هى نهاية بنيامين نتنياهو السياسية، مهما كانت نتائجها المحتملة، فإن اللجنة المتوقع تشكيلها بعد نهاية الحرب الجارية، كما جرت العادة فى إسرائيل فى أعقاب معظم حروبها، ستكون أكثر تشددًا فى التوصية بعزل القيادات السياسية أولًا، مما يكسب المعارضة الإسرائيلية ضد نتنياهو زخمًا كبيرًا فى المجتمع الإسرائيلى فى الأيام القادمة، وفى الختام ووفقًا لما سبق أرى أن مستقبل نتنياهو السياسى على المحك بعد انتهاء الحرب وأن كل تلك الجرائم التى يحدثها نتنياهو ما هى إلا الأنفاس الأخيرة التى يلفظها فى حياته السياسية، ومحاولة يائسة تتيح له الاستمرار فى الحكم أو حتى الخروج منه خروج الأبطال، وهذا ما فشل أيضا فى تحقيقه، نظرًا لأن اتجاهًا كبيرًا داخل إسرائيل يرفض تلك الممارسات التى يرتكبها نتنياهو، والتى حمَّلت إسرائيل العار أكثر مما هى محملة به، وللحديث بقية إن شاء الله.

دكتور جامعى وكاتب مصرى

[email protected]