رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

علي جمعة: الإيمان بالنسبية المطلقة يؤدي إلى إنكار وجود الله

 الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أوضح فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن المسلمين آمنوا بالمطلق واعترفوا بالنسبي، ويسهل ملاحظة ذلك للمتأمل في الفكر الإسلامي، إذ يتمثل إيمان المسلمين بالمطلق في الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى كان قبل الزمان والمكان وحتى الأشخاص والأحوال، مشيرًا إلى أن السابق ذكرهم هم الجهات الأربعة التي تحكم الواقع المعيشي، والتي ينسب إليها، ولذلك نسمي هذا المتغير بالنسبي، نسبي في الزمان أو نسبي في المكان، أو نسبي في الأشخاص أو نسبي في الأحوال، ولكن الله سبحانه وتعالى هو المطلق الفرد الذي لا يحده شيء من ذلك كله.
 


قيم العقل المسلم 
 

وأضاف فضيلة المفتي أن العقل المسلم أيضًا أمن بإطلاقيه القيم في جميع الجهات الأربعة، فالعدل عدل والظلم ظلم، والرحمة هي الرحمة، والقسوة قسوة بدورها، مدللًا بالآية الثامنة من سورة المائدة  بالقرآن الكريم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) 

وأيضًا قوله تعالي في سورة الأنعام الآية 152: (وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) 

موضحًا الدكتور علي جمعة أن الإيمان بالمطلق بهذا المعنى يعد أحد أركان الإسلام، كما هو المكون الأساسي للعقل المسلم، لأنه النموذج المعرفي الذي يواجه ويفسر ويفهم به المسلم الواقع ويتعامل على أساسه.

 


العلمانية والإيمان بالمطلق
 

وعلى الجانب الأخر عرفَ فضيلته العلمانية  بأنها تؤمن النسبية المطلقة، وهذا ما وصفه الدكتور عبد الوهاب المسيري (بالعلمانية الشاملة) ولهذا ينكر أصحاب ذلك المعتقد وجود الله، كما تتحول لديهم مسألة الإيمان بالله إلى مسألة شخصية جانبية، لا تتعدى كونها قضية هامشية في الحياة وليست وجودية.

كما حذر الدكتور على جمعة أن هذه النسبية المطلقة تؤثر كثيرا في التفسيرات اللغوية، وتجعل الكون لا حقيقة له في نفسه، بل إنه كما يراه الراصد، وكما يراه كل إنسان على حدة، وتحرم الأشياء من حقيقتها الثابتة.

وهو ما ينقلنا بطبيعة الحال إلى مذهب السفسطائية القدماء- وهى مذهب فكري فلسفي ظهر في اليونان- وإلى مذهب الغموصية الحلولية - وهى حركة فلسفية عقائدية نشأت في القرن الأول الميلادي، والتي يتصور الإنسان فيها الله جل جلاله داخل الكون، وليس مفارقا له.

 

وهو التيار الذي شاع في أواسط حركة مع بعد الحداثة، وكاد يتحكم في التيار العام للفكر الغربي في العصر الحديث. وعليه يمكن لنا أن نطبق هذا المدخل على تفصيلات تزيده وضوحا في كيفية التعامل بواسطته مع النصوص الشرعية ومع الواقع المعيشي.