رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع (غزة) يفترض أن تكون (الضفة الغربية) الساحة الثانية التى تشهد حالة استنهاض شعبية شاملة تلتحق بركب طوفان الأقصى وهى العملية التى بدأتها حركة الحماس فى السابع من أكتوبر 2023 ولكن تظل الضفة الغربية بين الالتحام والانفصام مع مشهد طوفان الأقصى مؤخرًا، ولعل من أهم أسباب القيام بمعركة طوفان الأقصى ارتباط العملية بالحالة العامة للضفة الغربية، فعلى صعيد الأسرى وفقًا لإحصائية حديثة فمن بين نحو 6000 أسير لدى الاحتلال الإسرائيلى يوجد 150 أسيرًا فقط من قطاع غزة بينما الباقى هم أبناء الضفة الغربية، بينما يقع المسجد الأقصى ومدينة القدس جغرافيا فى نطاق الضفة الغربية وهاتان القضيتيان هما الدافعان الرئيسيان لمعركة طوفان الأقصى، وبما يتصل بالأمر تقع الضفة الغربية وسط شرقى فلسطين، غربى نهر الأردن والبحر الميت، وكانت جزءًا من فلسطين الذى لم تستولِ عليه إسرائيل فى عام 1948، بما فى ذلك القدس الشرقية، وجرت الوحدة بين الضفة الغربية والأردن بعد مؤتمر أريحا عام 1951، ولكن فى عام 1967 استعادت إسرائيل احتلال الضفة الغربية والسيطرة عليها، وتتكون المنطقة من مزيج بين السكان الأصليين واللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا فى عام 1948، ومعظمهم كانوا يحملون الجنسية الأردنية حتى عام 1988، وبموجب اتفاقيات أوسلو، أُنشئت السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة الحياة المدنية فى بعض المدن فى الضفة الغربية، ويسيطر المستوطنون وجيش الاحتلال على مجال جغرافى يتجاوز ثلثى مساحة الضفة الغربية وهى المساحة التى يطلق عليها وفق اتفاق أوسلو مناطق (ج)، إذ تبلغ المساحة الجغرافية للمستوطنات 1% من مساحة الضفة الغربية لكن المجال الاستيطانى الذى تتحكم به ثلثا مساحة الضفة، بالنسبة إلى مدن الضفة الغربية فتشمل ( القدس- طولكرم- قلقيلية- بيت جالا- بيت ساحور- أريحا- سلفيت- بيت لحم- جنين- نابلس-رام الله «حيث مقر السلطة الفلسطينية»- البيرة- طوباس- الخليل-عتيل- يطا).

الجدير بالذكر يخشى الاحتلال بصورة كبيرة من انخراط الضفة الغربية فى المواجهة الحالية لأنها فى حال انتفاضتها ستكون الانتفاضة مؤلمة ومكلفة للاحتلال من حيث التداخل بين البلدات الفلسطينية والمستوطنات، بالإضافة إلى الإمكانية النسبية للدخول إلى الأراضى المحتلة عام 1948، لذلك سارع الاحتلال فور عملية طوفان الأقصى إلى إغلاق شامل للضفة الغربية فيما عزل المدن عن بعضها بحواجز عسكرية بينما أطلق العنان لميليشيات المستوطنين لإثارة الرعب فى مناطق التماس، وفى المقابل حسم جيش الاحتلال طريقه فى التعامل مع الضفة الغربية بالقبضة الحديدية، حيث أغلقت كافة المعابر مع الضفة الغربية، ومنع نحو 200 ألف عامل فلسطينى من العمل فى أراضى 48 مما يعنى إدخال الضفة الغربية فى أزمة اقتصادية خانقة، فيما قام بعمليات تسليح واسعة لميليشيات المستوطنين، فهل ستنخرط الضفة الغربية فى عملية طوفان الأقصى؟ هذا ما سيوضحه المشهد السياسى والعسكرى والدبلوماسى الجارى الأيام القادمة، وللحديث بقية إن شاء الله.

دكتور جامعى وكاتب مصرى

[email protected]