رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمات:

من يتابع «التريند» فى مصر يوميا، سيكتشف مدى الكارثة التى وصلنا إليها ومدى الخطر الذى يحيط بمستقبلنا.. فـ «تريند» كل يوم يفضحنا أمام أنفسنا.. يزيل عنا مساحيق التجميل فتبدو حقيقتنا التى نخفيها تحت جلدنا وملابسنا الملونة.. فمرة تجد التريند «بيومى فؤاد» ومرة تجده «عاشور» ومرة تجده «أبو سكسوكة»  ومرة تجده «محمد صلاح» ومرة تجده «انتش وأجرى» ومرة تجده «سطلانا»  ومرة تجده كلمات إباحية!..

وحقيقتنا التى يكشفها مثل هذه التريندات هى أننا مجتمع التفاهات والسطحية، مجتمع بلا قضية ولا حلم ولا أمل ولا هدف، مجتمع يفتقد البوصلة الحقيقية، فلا يعرف وجهته التى ينبغي  أن يسير فيها، ولا يعرف إلى أين تأخذه الأيام، فهو كسفينة  لاتعرف وجهتها   ومثل تلك السفينة تكون كل الرياح غير مواتية لها، ومصيرها فى الغالب الغرق  أو على أحسن الأحوال الدوران حول نفسها فتظل « محلك سر» لا تتقدم للأمام أبدا..

التريند يكشف أيضا  أننا مجتمع يضيع عمره ويفرغ طاقته فى معارك وهمية، ويتصور وهو يخوضها أنه يناضل نضالا مقدسا فى ساحة الوطنية، فصرنا أشبه بـ « دون كيشوت»  فى الرواية الشهيرة التى كتبها الأديب الأسبانى ميجيل دى سيرفانتيس سافيدر فى القرن السابع عشر، وهذا  الـ(دون كيشوت)  كان يحارب طواحين الهواء ويتصور أنه يحارب التنانيين، وينقذ البشر من شرورها!..

وظل هذا الفارس الوهمى يتصارع مع خرافات وأوهام حتى انتهى به الأمر إلى الموت دون أن يحقق شيئًا إلا وصف الناس له بالجنون.

والمجتمع المصرى يعيش حالة شبيهة بحالة «دون كيشوت» وتلك هى «مصيبتنا السودة» الحقيقية، فليس أخطر مشكلاتنا تراجع قيمة الجنيه، ولا الغلاء  ولا الفقر، ولا ضعف الإنتاجية و قلة الصادرات،  ولا كثرة الواردات، ولا الفساد،  ولا الغش،  ولا استغلال البعض لأزماتنا من أجل التربح وتحقيق ثروات طائلة من دم المصريين..

وليس أخطر أزماتنا التراجع الثقافى المخيف، ولا التدنى الأخلاقى المروع، والذى تبدو ملامحه فيما نشاهده يوميا فى الشارع المصرى، وفى علاقات الجيران وفى الجرائم الأسرية على وجه التحديد..

وليست أخطر أزماتنا تراجع أداء عدد غير قليل من المسئولين فى مختلف المواقع من الخفراء وحتى رئاسة الوزراء..

وليس أخطر أزماتنا انتشار ضباع الأعداء الذين يتربصون بمصر وشعبها من الشرق والجنوب والغرب  والشمال أيضا..

وكل تلك المخاطر ليست هى أخطر مشكلاتنا  لأنه يمكن التصدى لها ومواجهتها، ولكن الأخطر منها جميعا و«مصيبتنا السودة «إننا – كمجتمع» مش عارفين إحنا عاوزين إيه مش عارفين ما يجب علينا فعله اليوم ليكون «بكره أحلى من النهارده»..

نحن مجتمع يعيش يومه، ولا يرى حتى تحت قدميه،  ولا يهتم بغده، وليس له حلم عام  يسعى لتحقيقه ومثل هذه المجتمعات غدها ليس أفضل من يومها ولا أمسها!