رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى نسيج الأدب العالمى الواسع، تظهر خيوط ثيمات الحرب والسلام المعبرة عن مآسى البشر المتوالية، فاضحة الصدام العميق بين الأمم والجماعات وكاشفة التأرجح بين فوضى النزاع وسكون المصالحة.

فى التقليد الأدبى الغربى، تُصوّر الحرب غالبًا كعاصفة عاتية؛ عاصفة تلتهم المجتمعات والأفراد على حد سواء. يظهر ذلك جلياً فى عناوين الكتب التى عالجت أهوال الحرب مثل كتاب «عاصفة من الصلب» بالألمانية In Stahlgewittern للكاتب والمحارب الألمانى إرنست يونغر، ويستند الكتاب على المذكرات التى كتبها يونغر أثناء خدمته كجندى فى الحرب العالمية الأولى. يبدأ الكتاب بالتحاق يونغر بالجيش فى عام 1915 وينتهى بإصابته الخطيرة فى عام 1918، ما أنهى مسيرته العسكرية.

وتقدم رواية ليو تولستوى، «الحرب والسلام»، شهادة مليئة بخفايا الطبيعة الإنسانية على خلفية حروب نابليون، وتستكشف حياة شخصياتها وهى تتفاعل مع الحب والخسارة ومصائر البشر تحت وطأة الصراع. 

تبدو لنا الرواية مثل أداء أوركسترالى ضخم حيث تُمثل كل شخصية آلة فريدة فى سيمفونية الحرب والسلام: بيير بيزوخوف، أندريه بولكونسكى، وناتاشا روستوفا يجسدون جوانب الوجود الإنسانى المتعددة فى وسط فوضى الحروب وأناقة قاعات الرقص. يستخدم تولستوى، فى تأملاته العميقة حول طبيعة الحرب، الاستعارات التى تجعل من «الحرب والسلام» استكشافًا حياً لدواخل البشر الدفينة لا سرداً لمظاهر التاريخ العلنية. 

أما الكاتب الفرنسى ألبير كامو، نجم الفكر الوجودى، فقد أسهم فى الحوار حول مواضيع الحرب والسلام من خلال مجموعة من المقالات المعنونة «رسائل إلى صديق ألمانى». فى هذه الرسائل، التى كُتبت خلال السنوات الصاخبة التى تلت الحرب العالمية الثانية، يعالج كامو الآثار الأخلاقية للحرب والسعى نحو إنسانية مشتركة.

يقول فى إحدى رسائله مخاطباً صديقه الألمانى الذى تحول إلى النازية: «قلت لى: عظمة بلادى لا تقدر بثمن. كل شىء جيد يسهم فى عظمتها. وفى عالم فقد فيه كل شيء معناه، يجب على الذين مثلنا كشبان ألمان، أن يضحوا بكل شىء من أجل إسهامهم فى إعلاء شأن أمتهم أحببتك فى ذلك الوقت، ولكن فى تلك اللحظة تبدلت الأمور بيننا. «لا»، قلت لك، «لا يمكننى أن أصدق أنه يجب أن يخضع كل شىء لهدف واحد. هناك وسائل لا يمكن أن يُبرر استخدامها. وأود أن أكون قادرًا على أن أحب بلادى ومع ذلك أحب العدالة. لا أريد أى عظمة لها، خاصة عظمة تنبع من الدم والكذب. أرغب فى أن أحافظ على حيويتها من خلال الحفاظ على العدالة، كان ردّك: «حسنًا، أنت فقط لا تحب بلادك».

كامو، سيد النثر البديع، يستخدم الاستعارات لتوضيح المواقف الأخلاقية فى أعقاب النزاع. رسائله هى استكشاف مؤثر للحاجة إلى المصالحة والفهم بين الخصوم السابقين سعياً إلى تحقيق سلام عادل ودائم.