رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمات

أقسى الخيانات أن تكتب للناس ما يحبون سماعه، ويستهوون قراءته رغم أنه بعيد عن الحقيقة.. والمصريون وكل العرب يحبون الآن أن يقرأوا أن المقاومة الفلسطينية تنتصر وأن إسرائيل تتكبد خسائر فادحة، وأن العار سيلاحق الإسرائيليين، وأن دولتهم إلى زوال وأنها ستفنى قريباً.

ولكن هل سأل أحد نفسه عن حقيقة ما جرى منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، ومن أول الرابحين ومن أكبر الخاسرين؟

والبحث فى حقيقة ما جرى يبدأ بعاصفة من التساولات، أولها: أن عملية نوعية كبيرة وخطيرة كالتى حدثت فى هذا اليوم تقتضى أن تكون حماس قد جهزت لها بالتنسيق مع دولة ما أو عدة دول، فما الدول التى نسقت حماس معها قبل البدء فى تلك العملية؟ وهل استعدت حماس لرد فعل الإسرائيليين على فعلتهم تلك؟ أم أنهم ضربوا ضربتهم وخلاص وليكن ما يكون؟

ثم هل هذه العملية من الأساس تخدم القضية الفلسطينية؟.. وأساس: إقامة الدولة الفلسطينية فوق كامل أراضيها وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، فهل ما حدث فى 7 أكتوبر سيساهم فى تحقيق أى من هذين المطلبين؟.

إجابات كثيرة عن تلك الأسئلة كشفتها بعض التفاصيل الصغيرة التى شهدتها الأيام الأخيرة، ومن بينها ما أعلنته مصادر إيرانية قبل أيام أن حماس مستعدة لتسليم كل أسرى عملية 7 أكتوبر لإيران وأن طهران مستعدة لفتح حوار بشأنهم مع واشنطن!.

وتصريح كهذا يكشف بوضوح عن أن تنسيقاً كبيراً قد تم بين إيران وحماس قبل البدء فى تلك العملية وهذا الأمر يؤكده أيضاً أن إيران هى الممول الرئيسى لحماس خلال الفترة الأخيرة وتلك حقيقة لا ينكرها كلا الطرفين.

التفصيلة الثانية هو أن أصواتاً كثيرة فى إسرائيل تطالب بمحاسبة نتنياهو ليس فقط على فشله فى توقع عملية 7 أكتوبر ولكن أيضاً لمساعدته فى تمويل حماس!..

قد تبدو العبارة السابقة صادمة، ولكنها متداولة منذ سنوات، ففى أغسطس 2019، قال رئيس الوزراء السابق إيهود باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلى إن استراتيجية نتنياهو هى إبقاء حماس حية ومزدهرة.. من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية فى رام الله.

نفس المعنى أكده وزير الدفاع فى حكومة نتنياهو أفيجدور ليبرمان، والذى قال فى عام 2020 إن نتنياهو أرسل رئيس الموساد يوسى كوهين وضابط الجيش الإسرائيلى المسئول عن غزة، هرتسى هاليفى، إلى الدوحة لحث القطريين على مواصلة إرسال الأموال إلى حماس.

أما محصلة العملية حتى الآن فهى قتل الآلاف من سكان غزة، كما أصيب عشرات الآلاف وتشرد مئات الآلاف، وبدلاً من عودة اللاجئين الفلسطينيين صار هدف الجميع الآن هو عدم تهجير سكان غزة خارج القطاع!

والأخطر لم يحدث بعد..