عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صحتك فى أمان

لا يزال الفيديو المنتشر لأحد الناس الذى يتفاخر بأنه بيه بن بيه «يا ولد» ثم يعيد القول أكثر من مرة أنه «بيه» لا يزال هذا المقطع متداولًا حتى الآن، وإن كنت لا أعلم تاريخ إصداره هل مر عليه قرن أو أكثر من القرون لأننا ما وصلنا إلى هذا المستوى الأخلاقى فى يوم وليلة بل لا بد أنه مر علينا أكثر من زمان كذلك وإن كان الخطأ أنه لم تسجله الكاميرات إلا حديثًا.

«البيه بن البيه يا ولد» كانت موجودة من قديم وقت البشوات والسلاطين ولكن كان لها معنى آخر فلم يكن أفندينا ولى النعم إلا منصبًا للمسئولية وُضع فيه أو أصبح فيه لكى تدار دولة كبيرة بحجم مصر كانت لها عملة قوية وبورصة يترقبها العالم كل صباح وجامعات يتشرف الأجانب بالتعليم والتعلم فيها وغير ذلك من «فوائد العظمة» وليس جنونها.

«البيه بن البيه» كان فى ترتيب المقام يعلوه الباشا ودولة الباشا ويدنو منه الأفندى وقد حفظنا أشكال البشوات فى الأعمال الفنية التى قدمت قبل الثورة وقد كان الباشا يمثّل الفخامة والرقى وسعة اليد حتى فى اختيار الممثلين الدقيق الذين كانوا يقومون بهذه الأدوار بالذات.

وفى عصور عرفت صاحب وصاحبة السمو وصاحب الدولة وصاحب المعالى وصاحب السعادة والعزة وهى ألقاب دلت على أعمال أصحابها التى كان منها وظيفيًا أو أعمالا خيرية ولكن كانت أعمالهم للناس والبلد وان كان بطبيعة الحال فيها منفعة لهم.

أما عندما تغير الحال فذهبت الأعمال الخيرية وغير الخيرية وبقى الأناس الذين يحرصون على اللقب فقط دون العمل أو فرض هذه الألقاب وان كلفهم ذلك أن يدوسوا على الناس حتى ينادونهم بهذه الألقاب وهذا هو المرض بعينه وليس له دواء وإن كان الإنسان يعيش به ويموت به إلى أن يلقى حسابه «يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ».

أمراض العظمة والتفاخر ليست أمراضًا ينطبق عليها صفات الميكروبات فهى ليست بميكروب ولا تنفع فيها الحقن أو التطعيم بل لابد ألا تحدث من البداية فإن حدثت فلا يوجد ما يوقفها.

وهى الأمراض التى ليس لها سن معينة وهى الأمراض التى ليس له طبقة اجتماعية محددة فقد ترى الغنى المتواضع وقد ترى الفقير المتعالى كما جاء فى الحديث القدسى أن الله يحب ثلاثًا وحبه لثلاث أشد ويكره ثلاثًا وكرهه لثلاث أشد، من هم؟ يقول الله سبحانه وتعالى فى حديث قدسى: أحب ثلاثًا وحبى لثلاث أشد; أحب الغنى الكريم ولكن حبى للفقير الكريم أشد; وأحب الفقير المتواضع والغنى المتواضع أشد وأحب الشيخ الطائع والشاب الطائع أشد; وأبغض ثلاثًا وبغضى لثلاث أشد، أكره الفقير البخيل والغنى البخيل أشد، وأكره الغنى المتكبر والفقير المتكبر أشد، وأكره الشاب الفاسق والشيخ الفاسد أشد.

هى أمراض تؤدى بصاحبها إلى غضب الله وهى أمراض تسكن قاطنيها فلا تبارحهم ويصعب التخلص منها فهى أورام العقل والذهن الخبيثة وعلاجها الكيماوى والإشعاعى هو الدين الذى يجلو كل شىء ويغيير كل شئ.

ويقول العارفون بالعظمة إنها لله خالصة وواجبة وثابتة ومُثبتة، أما العبد فهى له منقصة ومتلفة ومرخصة ومهلكة، أما العارفون بأمراض العظمة من الأطباء فيرون أنها مرض نفسى خطير ووسواس قهرى مرير وقد لا ينفع فيه أى دواء.

 

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]