رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بعدما طردت الدول الأوروبية اليهود فتحت البلدان العربية أراضيها لهم فكان الجزاء تصفية دموية لأطفالهم

صدمة تاريخية: «هناك ضحايا عرب داخل هولوكست هتلر...»

بوابة الوفد الإلكترونية

فى العام 1993 تم إنتاج «قائمة شندلر» وهو ليس الفيلم الأول الذى روج لفكرة المذابح التى زعم اليهود التعرض لها على يد أدولف هتلر، قائد الجيوش الألمانية وإحدى أشهر الشخصيات العسكرية فى العالم، وروجت السينما الأمريكية لمصطلح الهولوكست على اعتبار أن الأفران والمحارق البشرية التى زعم اليهود أن هتلر قد أعدها للتصفية العرقية والدينية لشعب الله المختار بحسب زعم مؤسسى دولة الكيان الصهيونى. وعلى الرغم من الخلافات التاريخية والتى صرحت أكثر من مرة ان الهولوكست الذى تناوله الكتاب اليهود به العديد من المبالغات وذهب فريق إلى وصفه بأنه لا أساس له من الواقع –على الرغم من كراهية هتلر لليهود- وان ما عرض فى كتابات البعض عن هذه المجازر البشرية ما هو إلا تجاوز فاق حد استيعاب العقل البشرى، لكن ما نرصده هنا هو صدمة عقلية على الجميع التأهب لها... ففى الوقت الذى فرت فيه جماعات اليهود من أوروبا كانت الدول العربية والإسلامية هى التى احتضنت هؤلاء ولم تتخل عنهم وهذه هى الصدمة التاريخية التى لم يعرفها كثيرون وربما غفل عنها هؤلاء الذين يذبحون أبناءنا فى الأراضى المحتلة «الوطن الفلسطينى»،  فكان الجزاء العربى والإسلامى بعد إيوائهم عقب فرارهم مذعورين من أوروبا هو الإبادة الجماعية لنسل العرب الذى أواهم بعد فرارهم من جحيم الطرد الأوروبى.

< الصدمة التاريخية..

وبحسب ما ذكره المؤخون وتحديداً فى المرجع الأجنبى «made of minds» ذكر المؤرخ التونسى الدكتور الصغير مع الباحث الدكتور منى زيادة حول «حقيقة وقوع مأساة الهولوكوست وبأنها ليس محل جدال». ويعتقد الدكتور زياد أن «المآسى والمصائب التى حلت بالعرب إبان فترة الحرب العالمية جعلتهم منشغلين عما يحل بغيرهم من الأمم»، وأضاف أن «العرب كانوا يعتبرون الهولوكوست موضوعاً يهم تاريخ أوروبا»، مشيراً فى هذا الصدد بأن «تاريخ أوروبا مختلف عن العالم العربى، حيث كانت معاملة اليهود جيدة بل إن اليهود الفارين من الاضطهاد الأوروبى سواء النازية أو حكومة فيشى الفرنسية فى بداية الأربعينات، قد تم احتضانهم فى بلدان المغرب العربى والدولة العثمانية»، كما أن عدداً من قادة الحركة الوطنية والنخب السياسية والدينية فى بلدان المغرب العربي، أبدوا اهتماماً ووعياً مبكراً بالاضطهاد الذى تعرض له اليهود، مشيراً فى هذا الصدد إلى الإعلان الشهير لسلطان المغرب الملك محمد الخامس عام 1941 بأنه «حامى الرعايا اليهود» ضد ملاحقتهم من قبل النازية. وهو نفس الموقف الذى اتخذه ملك تونس العثمانى المنصف باى عام 1942 إبان غزو القوات الألمانية لتونس وبدأت بمضايقة اليهود وترحيل بعضهم إلى ألمانيا، كما وجه الحبيب بورقيبة زعيم الحركة الوطنية التونسية ورئيس «الحزب الحر الدستورى الجديد» إبانها رسالة شهيرة تدعو التونسيين لعدم التعاون أو التعاطف مع الاحتلال الألمانى.

< شيخ جامع الزيتونة يدعو لاحتضان اليهود الفارين من أوروبا

وأشار المؤرخ التونسى إلى سلسلة من المحاضرات المنشورة للشيخ الفاضل بن عاشور شيخ جامع الزيتونة ألقاها فى أعوام 1946 و1947 و1948 فى معهد الخلدونية الذى كان يرأسه وندد من خلالها بمعاداة السامية ومأساة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية فى ألمانيا وأوروبا والفظائع التى ارتكبت ضدهم فى المحتشدات.وعلل شيخ الزيتونة موقفه بأن «المسلمين يعتبرون أهل الكتاب -المسيحيين واليهود- إخوة لهم ويقفون إلى جانبهم فى وجه الاضطهاد الذى يتعرضون له»، واستنتج المؤرخ التونسى أن «رأى بن عاشور يمثل توجها لدى المثقفين والقيادات الوطنية آنذاك فى تونس، وإيمانا بمبادئ حقوق الإنسان ومناهضة الاضطهاد والجرائم ضد الإنسانية». بيد ان هذا الوعى المبكر بمأساة المحرقة لدى بعض النخب المغاربية، تزامنت معه وأعقبته مظاهر عديدة لمعاداة السامية فى المجتمعات المغاربية، يرصد الباحثون دوراً مهماً للنزاع العربى الإسرائيلى ففى تغذيتها.

< الثأر القديم بين مفتى القدس ورجالات الدولة العبرية الغاصبة

هناك ثأر قديم واستنتاج قاد إلى حقد زرع فى عقول مؤسسى الدولة العبرانية هو الأثر السلبى الذى خلفته اللقاءات التى عقدها أدولف هتلر فى برلين مع الشيخ أمين الحسينى مفتى القدس ورشيد عالى الكيلانى رئيس الحكومة العراقية عام 1941. لتظهر فى السبعينات بعض الكتابات لأقلام يهودية متعصبة تفسر لقاء القائد العسكرى هتلر بمفتى القدس بأنه تصريح وإفتاء بالذبح ونحر اليهود عبر محارق الهولوكست، إلا أن هناك صدمة تاريخية أخرى وجدتها وأنا أنقب فى البحث وإعداد هذا التقرير الصحفى وهى صدمة العرب المنسيون فى المذبحة..

< Blind für die Geschichte» عمى التاريخ.

تشكل نتائج الأبحاث التى قام بها المستشرق الألمانى الراحل البروفيسور غيرهرد هُب- بحسب المرجع «made of mind» -المتعلقة بوجود ضحايا عرب ضمن ضحايا الهولوكوست، أمراً غير مسبوق، وقد قام مركز دراسات الشرق فى برلين وأكاديمية العلوم الألمانية بنشرها بالتعاون مع دار نشر عربية وهى «قُدمس للنشر» فى بيروت فى كتاب بعنوان: «العرب فى المحرقة النازية.. ضحايا منسيون» بالإضافة إلى مؤلف جماعى باللغة الألمانية بإشراف غيرهارد هوب عنوانه: «عمى التاريخ».»Blind für die Geschichte»

وهى صدمة جديدة للعقلية العربية عبر الكشف عن هذا المصدر المعنون «العرب فى المحرقة النازية».. وهو المرجع الذى ينفى فكرة معسكرات خاصة باليهود أقيمت من اجل تطهيرهم العرقى..غير أن ثمة سؤالًا يطرح ذاته بكل القوة.. ما الذى دفع قادة أوروبا لطرد اليهود؟

وإذا كان الهولوكست الذى يبكى عليه مؤيدو الدولة العبرية طللاً تاريخياً لا تزال هناك أقلام تكتب فيه ما بين التأييد أو النفى..تظل هناك الآن حقيقة واحدة مرئية وموثقة بالصوت والصورة وصرخات الأبرياء هى محرقة الهولوكست العبرانى الذى تقوم به الدولة الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطينى بداية من تدمير البنية التحتية وكل مرافق الطاقة والوقود وصولاً لقصف المستشفيات وقتل الأطفال ونحرهم.