رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عانت الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلى، المعروفة بإرثها الأدبى ومشاركتها الفعّالة فى ساحة الأدب العالمى، من تجربة موجعة تجسدت فى قرار إلغاء تكريمها خلال معرض فرانكفورت الدولى للكتاب لعام 2023. هذا القرار جاء كرد فعل على محتوى روايتها «تفصيل ثانوي»، التى نُشرت باللغة الألمانية تحت عنوان «Eine Nebensache». القرار أثار جدلًا واسعًا، حيث تم تبريره بزعم أن الرواية تتضمن انتقادات لإسرائيل.

تعتبر عدنية شبلى من الكتّاب الفلسطينيين البارزين، وُلدت فى فلسطين عام 1974 وتقيم حاليًا فى برلين. حصلت على درجة الدكتوراه من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية فى جامعة شرق لندن. إضافة إلى ذلك، تشغل موقع أستاذة زائرة فى «جامعة بير زيت». بدأت مسيرتها الأدبية منذ عام 1996 عندما نشرت أولى قصصها فى مجلة «الكرمل». ثم أتت رواياتها «مساس» فى عام 2002 و«كلنا بعيد بذات المقدار عن الحب» فى عام 2004. وكانت آخر أعمالها الروائية «تفصيل ثانوي» التى ترجمت إلى اللغة الألمانية على يدى غونثر أورث وصدرت عن دار بيرنبرغ للنشر.

تاريخ القرار الجدير بالاهتمام هو الثالث عشر من أكتوبر. أصدر منظمو الجائزة «ليتبروم» بيانًا أعلنوا فيه قرار عدم تسليم الجائزة لعدنية شبلى خلال معرض الكتاب. وجاء فى بداية البيان أن هذا القرار تم اتخاذه بموافقة الكاتبة نفسها. وقد تم نقل هذا البيان فى مقال نشرته «نيويورك تايمز» دون أن يتم التحقق من صحته.

لكن على الرغم من هذا البيان، فقد نفت عدنية شبلى هذا الادعاء، وأكدت أنها لم تكن تعلم بقرار إلغاء التكريم وأنها كانت تعتزم استغلال هذه الفرصة للحديث عن الدور المهم للأدب فى تلك الأوقات الصعبة والمؤلمة.

من جهتها، قامت باربرا إبلر، الناشرة لأعمال عدنية شبلى فى الولايات المتحدة، بكتابة رسالة إلى رئيس تحرير «نيويورك تايمز». فى هذه الرسالة، أشارت إبلر إلى أهمية عدم نشر أخبار كاذبة، وخصوصا عن كاتبة رواية تتناول تفاصيل تاريخية حول موضوع النكبة. أعتبرت إلغاء الجائزة بسبب «الحرب فى إسرائيل» عملًا جبانًا، وأشارت إلى أن الادعاء بأن عدنية شبلى وافقت على ذلك فى وقت كانت غزة تعانى كان أمرًا أسوأ.

تتناول الرواية نفسها أحداثًا حول اغتصاب مجموعة من الجنود الإسرائيليين لفتاة بدوية فى عام 1949. وقد أعرب الكثيرون عن تضامنهم مع عدنية شبلى وناشريها الألمان.

ختامًا، نود التأكيد على أن الحِجر على حرية التعبير السلمى ليس السبيل الصحيح للمضى قدمًا. ينبغى لمعرض فرانكفورت للكتاب أن يظل مكانًا مفتوحًا للمبدعين من مختلف الخلفيات، بما فى ذلك الكتّاب الفلسطينيين، للمشاركة بأفكارهم وتأملاتهم حول الأدب فى هذه الأوقات الصعبة والمؤلمة، بدلًا من إغلاق الأبواب أمامهم.