رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

"رينسانس" لفظت أنفاسها الأخيرة.. ضربة جديدة لثقافة الفن السابع بأسيوط

سينما رينسانس اسيوط
سينما رينسانس اسيوط قبل هدم مبانيها

لفظت سينما رينسانس المعروفة بالسينما الشتوي آخر أبوابها في مدينة أسيوط، وتنهي هذه الخطوة حقبة طويلة من تاريخ السينما في أسيوط ويعتبر هذا الهدم ضربة جديدة لثقافة الفن السابع في المحافظة، إذ تتغلب الآن الأبراج السكنية والمراكز التجارية الضخمة والمولات الحديثة على المناظر الطبيعية السينمائية  ولا عزاء للثقافة.

لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير الذي لعبته سلسلة دور العرض السينمائي "رينسانس" في تطوير المشهد الثقافي والترفيهي في أسيوط

وقد تم إنشاء السينما في عصر النهضة وكانت من الوجهات الأكثر شعبية في المدينة. لذا، يعتبر إغلاقها نقطة تحول في السياق الثقافي للمدينة.

تمثل السينما مساحة للحوار الثقافي والترفيه، إذ كانت تعرض مجموعة متنوعة من الأفلام العالمية والمحلية. قامت بتسليط الضوء على أفلام المُخرجين الواعدين والأفلام الكلاسيكية، وشجعت المشاهدين على التعرف على ثقافات وعوالم جديدة. وكانت توفر فرصة للترفيه والهروب من ضغوط الحياة اليومية.

يعكس هدم سينما رينسانس عدم الرغبة في دعم المجال الثقافي والترفيهي في أسيوط. بدلاً من دعم الثقافة والفنون، يتم الآن التركيز على تطوير العقارات والتجارة. إن هذا التغيير في التوجه يؤثر سلبًا على تنمية الشباب الثقافية، وقد يؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية للمدينة.

سينما رينسانس اسيوط قبل هدم مبانيها

علينا أن ندرك أهمية الثقافة والفن في تطور المجتمع وتعزيز التنوير والوعي. يجب على السلطات المحلية والجهات المعنية أن تتخذ إجراءات للحفاظ على مساحات السينما وتشجيع المبادرات الثقافية. يجب أن يكون هناك تعاون بين الحكومة والمجتمع المحلي لدعم الفن والثقافة وضمان استمرارهما كجزء من الهوية الثقافية للمدينة.

على الرغم من هدم سينما رينسانس، يجب على الأفراد المهتمين بالفن والثقافة البحث عن فرص للتعبير عن ذوقهم الفني ودعم العروض الثقافية المتنوعة في المدينة. من خلال حضور المهرجانات الفنية المحلية ودور العرض السينمائي المستقلة، يمكننا استعادة جزء من الحيوية الثقافية والتنوير في أسيوط.

سينما رينسانس اسيوط قبل هدم مبانيها

في البداية، يقول محمد محيي إن تجارة بناء الأبراج، بدلاً من قاعات العرض، بدأت في السبعينيات، رداً على تبني السادات لسياسة الانفتاح الاقتصادي، و"سينما أدولف" كجمهور في مصر وكان المسمى أسيوط الملحق الصيفي لسينما أسيوط الشتوي، الضحية الأولى.

وأضاف محيي في بداية التسعينيات توقفت دور سينما قصور الثقافة عن العمل، بما في ذلك سينما قصر ثقافة أسيوط، بعد اندثار الثقافة الجماهيرية وأدارتها هذه دور السينما، ومن خلال دخلها، قدمت العديد من البرامج الثقافية والفنية تم إنفاقها في كثير الأماكن، والعديد من احتياجاتها في مجال الأثاث والصيانة وغيرها، في وقت تشتد فيه موجة الإرهاب التي يمارسها الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين.

وتابع محيي منذ عدة سنوات، توقفت سينما خشبة الصيفي التي تأسست في الأربعينيات من القرن الماضي، وأقيم مكانها مبنى إسمنتي ضخم، تم الإعلان عنه كمشروع لمركز تسوق وكما توقفت سينما أبوتيج قبل سنوات وكذلك سينما قرشي بديروط وسينما القوصية وسينما رينيسانس توقفت دور العرض في اسيوط وانتهت الصورة الناطقة 

وفي ذات السياق أوضح الكاتب والشاعر الدكتور ثروت عكاشة، أن هدم دور السينما يشكل هدماً للدور الثقافي المهم الذي تلعبه السينما في المجتمع ككل، والذي من خلاله يتم إيصال العديد من جوانب الوعي للمواطنين وإيصال العديد من الرسائل المباشرة. في شكل الواقع الذي يعيشه المواطن. 

وقال الشاعر نادر جرجس “ما يحدث في سينمات أسيوط هو خطة مدروسة لحرمان الجمهور من مشاهدة الفن السابع في أسيوط، وهذه المحاولات بدأت بسينما ادولف ثم سينما الخشبة وأخيرا سينما رينيسانس” ستستمر الابراج المتوحشة في التهام كل جمال وفن بلادنا، ولن تنجح حرب الأسلحة في الحرب ضد الإرهاب، السينما هي الحياة، وهدم دور السينما في بلادنا يدمر الحياة.

وأوضح الشاعر عصام همام أن السينما لها دور تثقيفي وتنويري وترفيهي لجميع فئات المجتمع. من جانبه، أشار الراوي شعبان المنفلوطي، إلى أن السينما بوابة مهمة للتنمية في صعيد مصر، وأن التعدي على دور السينما يعتبر تعديًا على حرية الإنسان وكرامته وحقه في الفن.

وقال احمد محمد إننا في أيام الدراسة الجامعية كنا نذهب إلى سينما خشبة الصيفية لمشاهدة الأفلام القديمة التي أعيد عرضها في السينما الشتوية، وكنا نذهب إلى هناك في أيام الأجازات والمناسبات الخاصة، وكانت تمثل مصدرا للفخ الثقافة ومع هدم سينما الخشبة فقدنا شيئاً جميلاً كنا نفتخر به وحلت محله صورة القبح الذي تمثله الكتل الخرسانية

قال مسؤول كبير بهيئة قصور الثقافة، إنه تم البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجهيز إحدى قاعات قصر ثقافة أسيوط لتكون بمثابة صالة سينما بديلة لسينما النهضة التي تم بيعها، ومحاولة لافتتاحها. سد فراغ كبير في الجانب الثقافي والترفيهي للمحافظة.

وأشار المصدر إلى أن أسيوط، أكبر محافظات الصعيد، لا ينبغي أن تفتقر إلى دور السينما، ودورنا كمسؤولين عن القطاع الثقافي بالمحافظة هو التعاون مع مسؤولي السلطة التنفيذية لإيجاد البديل.

وأضاف أن قصر ثقافة أسيوط ينظم نشاطا ثقافيا لعرض الأفلام السينمائية، من خلال نادي السينما المقام بالقصر، وتجهيز بعض المواقع الثقافية بأجهزة عرض سينمائية، وتعيين مدير سينمائي بجميع المواقع الثقافية وتدريبهم على استخدام أجهزة العرض السينمائي بالإضافة إلى عرض خطة عرض الفيلم ومتحدثين لشرح الفيلم وعرض درجة الاستفادة منه.

في النهاية، يجب أن نعمل جميعًا للحفاظ على التنوع الثقافي والفني في أسيوط، وضمان وجود مساحات للتعبير الثقافي والترفيه. لا يمكننا السماح بتلاشي العرض السينمائي التقليدي وثقافتنا المحلية، فهما جزء لا يتجزأ من هويتنا ومستقبلنا.