رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لا حديث فى هذا الأسبوع إلا عن ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى عن جميع القرى والمدن المصرية فيما يسمى تخفيف الأحمال على الشبكة.. ويأتى انقطاع الكهرباء بسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة وما أعلنه وزير الكهرباء عدم وصول إمدادات الغاز إلى المحطات الغازية. 

وأيًّا كان السبب فى هذه الظاهرة إلا أنها كشفت أنه ليس هناك تنسيق بين وزارات الحكومة ولا خطط للتعامل مع مثل هذه الأزمات. ولان وزارة الكهرباء ووزارة البترول هما ضمن منظومة الحكومة لأن الموجة الحارة معروفة مسبقا من خلال مراكز الأرصاد العالمية التى حذرت منها منذ شهر تقريبا وحددت 7 دول فى المنطقة العربية ستكون هى الأكبر فى ارتفاع درجات الحرارة وعلى رأسها مصر فيما هو معروف بظاهرة «النينو»، وكان يجب على الوزارتين اتخاذ الإجراءات لتوفير الكميات المناسبة من الغاز أو السولار للمحطات التى تعمل بهما، 

والأمر الثانى هو عدم العدالة فى توزيع تخفيف الأحمال، فهناك مناطق لا تنقطع عنها الكهرباء نهائيا وبجوارها مناطق تقطع ثلاث أو أربع مرات فى اليوم رغم أن المربعين السكنيين متجاوران ولهما نفس الخصائص السكانية، أى لا يوجد فيها مربع متميز عن الآخر.

كما توجد مربعات سكنية تقطع فيها الكهرباء لمدة نصف ساعة وأخرى يدوم الانقطاع لساعات وفى أوقات يكون الناس فى أمس الحاجة إلى التكييف والمراوح وهى ساعات الذروة فى درجات الحرارة، وانقطاع التيار الكهربائى بهذه الصورة العشوائية يصيب الشركات الكبرى بخلل فى أعمالها مما يؤثر سلبا على الاستثمار خاصة الشركات الموجودة في  مناطق سكانية كثيفة. 

  فنحن نقبل بتخفيف الأحمال، ولكن  يجب أن يتم الإعلان عنه مسبقا وتحديد موعد كل مربع سكنى ومدة الانقطاع حتى يتخذ الناس احتياطاتهم فلا ينزلوا فى المصاعد ويفصلوا الكهرباء عن الأجهزة الكهربائية التى تضررت من القطع العشوائى، ووزير الكهرباء يعلم مدى ارتفاع أسعار هذه الأجهزة ولا يستطيع رب الأسرة مهما كانت درجة غناه أن يشتري  ثلاجة أو تكييفًا أو حتى مروحة فى ظل الارتفاع المبالغ فيه فى الأسعار. 

فظاهره انقطاع الكهرباء كشفت لنا عن الحاجة إلى تجديد الدماء فى هذا القطاع الحيوى والدفع بمسؤولين شباب قادرين على التعامل مع الأزمات والظواهر بشفافية ووضوح وإيجاد حلول سريعة لها ولديهم القدرة على التخطيط لمثل هذه الحالات التى يكون الأمر فيها معلوما قبلها بشهر تقريبا.

فالظاهر قد تكون خفيفة فى القاهرة والجيزة والمدن الكبرى لكنها وصلت إلى حد المأساة فى القرى وخاصة قرى الصعيد التى تصل فيها درجات الحرارة إلى أعلى من 44 درجة  فالكهرباء تنقطع هناك لساعات طويلة تصل إلى 6 ساعات نهارًا ومثلها ليلا، ودرجات الحرارة المرتفعة جعلت الحشرات الضارة مثل العقارب والثعابين تخرج من جحورها وتدخل إلى المنازل وتهاجم سكانها.

وكل ما هو مطلوب من الحكومة أن تعلن عن خططها لمواجهة هذه الظاهرة التى ستمتد إلى الشهر القادم وفق تحذير المركز العالمى للأرصاد، وتعلن لنا خريطة تخفيف الأحمال إن كان هذا هو  الحل الوحيد للأزمة الحالية.