رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الدم بقى ميه.. 

أمهات من نار قتلن فلذات أكبادهن

الاطفال
الاطفال

خبير أسرة: عنف السوشيال ميديا الدافع الأهم للجرائم 

 

تحمل الأحداث اليومية بين تفاصيلها وقائع لا تصدر عن الوحوش فى الغابة تجردت بعض الأمهات من مشاعر الأمومة والإنسانية، واستسلاماً للشيطان الذى حول قلوبهن لحجارة قتلن فلذات أكبادهن بدم بارد بسبب الخلافات الزوجية، الجريمة الأكثر بشاعة كانت فى محافظة سوهاج بعد أن تلفحت بعباءة الشياطين، وتخلصت من أطفالها الثلاثة ووضعت لهم السم فى الطعام انتقاماً من والدهم لوجود خلافات بينهما.

الأم القاتلة والحبوب السامة

فى سوهاج، قتلت أم أطفالها الثلاثة ولداً وبنتين بحبوب حفظ الغلال السامة بسبب خلافات بينها ووالدهم، على حضانة الأطفال وحاولت إخفاء الجريمة.

وبالتحقيق معها أضافت أنها قامت بخلعه لأنه دائم افتعال الخلافات بينهما على حضانة الأطفال وخوفها من أخذ الأطفال من حضانتها، فقررت التخلص من الأطفال. قررت النيابة حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.

قانونى: العقوبة تصل إلى الإعدام

وفى حلوان أنهت أم حياة طفليها، بعد نشوب خلافات بينها وبين زوجها، حيث اصطحبتهما إلى منزل والدها وبعد عدة أيام، قررت التخلص منهم انتقامًا من زوجها، ووضعت لهم مخدر الترامادول فى الخوخ والعنب. 

كما شهدت الشرقية منذ عدة أشهر واقعة بشعة انفطر لها القلب أنهت أم حياة طفلها وقطّعت جثمانه بسبب خلافات مع زوجها، لرفضه الانتقال للعيش معها بمنزل والدها الذى حصلت عليه فى الميراث، فرفعت قضية خلع وقتلت الطفل لتحرق قلب والده عليه بعدما منعته من رؤيته. 

وفى هذا الصدد قالت الدكتورة نادية جمال، استشارى العلاقات الأسرية والإرشاد النفسى أن الأم التى تقتل أبناءها قد تصل فى هذه اللحظة لحالة من انعدام التفكير، تنفصل فيها عن العالم الخارجى تشعر فقط برغبة شديدة فى الانتقام من زوجها فى أعز جزء منه، وأحياناً ينتابها شعور بالتخلص من زوجها وأى رابط بينها وبينه يذكّرها به.

وأضافت أن الضغط النفسى وكثرة المشاكل الزوجية والاجتماعية، وأيضاً شعورها بالظلم من زوجها، كل هذا يسبب نوعًا من الاكتئاب فى مراحله المتقدمة، ومن المفترض أن الشخص المصاب بالاكتئاب يؤذى نفسه، ولكن من الوارد أنه يؤذى الشخص الذى تسبب فى الضغط والألم النفسى الذى تعرض له، حتى وصل إلى حالة الكره والضغينة والانتقام الشديدة هذه.

وأوضحت أنه من الممكن أن تكون المُتهمة فى هذه الحالة مصابة بمرض الانفصام، فيأتى عليها وقت تنفصل فيه عن نفسها تمامًا وعن شخصيتها وعن كل ما حولها، فترتكب جريمتها.

وتابعت أن هناك أسباباً أخرى كحب التملك المرضى الذى يجعلها تشعر بأن أولادها ملك لها، ولا أحد يستطيع أن يأخذهم منها، وهنا تشعر بأن زوجها أولًا: أخذ منها شىء ملكها وحدها وهم الأبناء، وثانيًا حرمهم منها، وثالثًا انتصر عليها، فينتابها شعور قوى بالظلم، فحب التملك يجعلها تفكر فى الانتقام بأبشع صوره من زوجها فتُقتل من أطفالها بوحشية.

وأضافت أن الاكتئاب سبب والتراكمات النفسية والفكرية والاجتماعية والأسرية، ومواقع السوشيال ميديا وما تقدمه من مواد متعلقة بالمشاكل النفسية والأسرية ومشاهد العنف أحد أهم الأسباب المؤثرة أيضًا، كثرة إظهار تفاصيل القتل، وتوضيح خطوات جديدة لإخفاء الجريمة، وكيفية أخذ الحق بطرق مُختلفة، كما يوجد أيضاً إظهار المستوى الاجتماعى المرفه.

كل هذا أثّر سلبًا، فإن الأم تجلس طوال اليوم تشاهد الأعمال الدرامية ومواقع السوشيال ميديا، وتبدأ المقارنات التى تشغل تفكيرها وهى فى خلافات مع زوجها والدخل قليل مقابل متطلبات الحياة ولا تشعر بالراحة ولا تستطيع الاهتمام بنفسها، ولا تستطيع طلب الطلاق خشية المجتمع الذى يرفض المطلقات، ومشاهدتها للجرائم والعنف والخيانة والانتقام، كل هذا مع التراكمات يفصلها عن التفكير تماماً باختلاف الاضطرابات النفسية، كل هذه الأسباب تجعلها فقط تفكر فى الانتقام.

وقال أيمن محفوظ، المحامى بالنقض، هل أصبحت قسوة ووحشية بعض الأمهات ظاهرة، سؤال يتردد دومًا بعد اكتشاف حالات تعذيب من بعض الأمهات للأبناء، ولكن تطور الأمر إلى أن الأم تقتل فلذات كبدها، وها نحن الآن أمام حادثة جديدة، فثمة أمٌ تقتل أطفالها الثلاثة بالسم، وباستخدام حبة الغلال القاتلة بطبيعتها، وتلك الوحشية المتسمة بالغدر والخيانة، حينما كان الأطفال الثلاثة فى مُنتهى السعادة وهم يتناولون الحلوى من يد والدتهم مصدر وجودهم واستمرارهم فى الحياة، ولكن تلك الأم المتوحشة نشبت أظافرها وأنيابها بمنتهى الخسة، والندالة فى جسد أطفالها، وذلك لرغبتها فى إنهاء حياة الملائكة الصغار، فى مشهد قد لا يتصوره خيال صناع الدراما، والأغرب من ذلك أن مبررها يعد أكثر إجرامًا، من الجريمة ذاتها، وهو عدم حصول الأب على حضانة هؤلاء الصغار.

وأضاف أن دافعها الأول هو الانتقام من زوجها، وادعاء الحب الجارف لأطفالها، وهو إدعاء كاذب مزيف، لأن لو كان فى قلبها مثقال ذرة من إنسانية، أو حب لأطفالها، ما قتلتهم بتلك الصورة البشعة، بل كانت تتصنع الحزن وتحاول إخفاء جريمتها النكراء التى تستعصى على الوحوش فى البرية أن تفعلها بأولادها.

وأشار إلى أن القانون يضع عقوبة للقتل بالسم وهى الإعدام شنقًا طبقاً لنص المادة 233 من قانون العقوبات، والتى تنص على أن من قتل أحداً عمدًا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلاً أو أجلاً، يعد قاتلاً بالسم أياً كانت كيفية استعمال تلك الجواهر يعاقب بالإعدام.

وأكد أنه لا يمكن للمحكمة أن تنزل بالعقوبة باستعمال الرأفة عن السجن المؤبد، وأعتقد أن المحكمة لن تستعمل أى رأفة مع تلك المجرمة والتى نُسبت إلى الأمومة بلا سند، والقانون لم يتطلب سبق الإصرار فى جرائم القتل بالسم وبالتالى فإن العقوبة المتوقعة لتلك المجرمة بلا أدنى شك هى الإعدام، ولكن علينا أن نكشف عن أسباب تزايد ظاهرة الأم القاتلة والبحث فى الجرائم الأسرية، عمومًا وأعتقد أن السبب الرئيسى هو تزايد مطالبات تمكين المرأة فى الإعلام والصحافة، ويبقى المحرض الرئيسى هى الأعمال الدارمية التى تشجع المجتمع على العنف، بشكل عام والاعتياد على ارتكاب الجرائم ولو كانت على حساب أفراد الأسرة.