رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

إطلالة

هل من المعقول أن يُعاد سيناريو الربيع العربى بتفاصيله الدقيقة بدولة مثل فرنسا؟..بعد خروج مظاهرات بكل مكان فى جميع أنحاء الدولة انتهت بفوضى عارمة. شهدت دولة فرنسا موجة احتجاج كبيرة بسبب مقتل الشاب نائل المرزوقى برصاص شرطى فرنسى تحولت فيما بعد لعمليات سلب ونهب وحرق للسيارات والمتاجر. حيث تم إضرام النيران فى أكثر من 1300 سيارة و234 مبنى فى فرنسا.

تم تسجيل وقوع 2560 حريقاً فى الأماكن العامة. وتم حرق 1350 سيارة، وكذلك احترقت أو تضررت 234 من المباني.

وهاجم المحتجون 31 مركزاً لوزارة الداخلية، و16 مركزاً للشرطة البلدية، و11 ثكنة لقوات الدرك.

ولعل الأحداث التى وقعت فى دولة فرنسا ولا تختلف كثيراً عن الوقائع التى حدثت فى ثورة يناير ٢٠١١، تؤكد على العديد من الأمور الهامة بدايتها أن مصر ليست كما يصفها الأعداء للبلاد بأنها نامية أو مقيدة للحرية أو متخلفة أو أن شعبها ليس على قدر المسئولية.

الأمر الثانى أن الفوضى هى عبارة عن أفعال يقوم بها أشخاص معينون لا يقصدون سوى التخريب وإفساد كل ما هو جميل. هذه الأفعال غير المسئولة يقوم بها أشخاص لا يسعون إلا لمصالح شخصية فقط، ولا يلتفتون إلى المصلحة العامة للبلاد، وينتمون إلى كتائب تحريضية بقصد الخراب الشامل للمكان، واستغلال الأزمات لتحقيق أهدافهم.

فرنسا دولة متقدمة ولديها أحد أكبر الاقتصادات فى العالم، اعتبارًا من عام 2016، تمتلك فرنسا سابع أكبر اقتصاد فى العالم من حيث الناتج المحلى الإجمالى الاسمى، وهى رابع أكبر دولة من حيث إجمالى ثروة الأسرة، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى 39678 دولارًا أمريكيًا، ومع ذلك ظهرت فى هذه الأزمة عناصر من الأشخاص قامت بالسلب والنهب مستغلة الأحداث التى تمر بها البلاد.

إذن ليست الحاجة إلى المال أو الفقر أو الجهل أو غير ذلك هو السبب فى الفوضى، ولكن السبب الرئيسى هو التصرفات التى تصدر من أشخاص لديهم أطماع وأهداف يريدون تحقيقها من أجل تدمير البلاد، وأكبر دليل على ذلك هذه الأحداث التى وقعت فى فرنسا المتقدمة التى تحتل المرتبة السابعة فى قائمة الاقتصادات العالمية، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وألمانيا والهند والمملكة المتحدة (وفق إحصاءات صندوق النقد الدولى).